علاج النحافة عند الأطفال
علاج النحافة عند الأطفال
النظام الغذائيّ
يحتاج الأطفال نظاماً غذائيّاً متوازناً يُزوّد أجسامهم بالسعرات الحراريّة والعناصر الغذائية اللازمة، وقد يظنّ البعض أنّه يمكن إعطاء الطفل الذي يُعاني من نقص الوزن الأطعمة عالية السعرات الحراريّة، مثل: الحلويات، والكعك، والشوكولاتة ، والأطعمة والمشروبات السكريّة والدهنيّة، إلّا أنّ هذه الأطعمة تُعدّ غير صحيّةٍ، وقد تكون ضارّةً لصحّة الطفل، لذلك فإنّه ينبغي أن يكتسب الطفل الوزن بطريقةٍ صحيّة عبرَ تناول نظام غذائيٍّ متوازنٍ . وفيما يأتي بعض الإجراءات التي تضمن حصول الأطفال الذين يُعانون من النحافة على نظامٍ غذائيٍّ صحيٍّ:
- الحرص على أنْ تكون معظم الوجبات الرئيسيّة والخفيفة التي يتناولها الطّفل غنيّةً بالعناصر الغذائيّة؛ كالبروتين، ومن مصادره؛ البيض، والجبن، واللبن، وزبدة الفول السودانيّ ، والحمّص، والحليب كامل الدّسم أو قليل الدّسم، وغير ذلك، بالإضافة إلى الكربوهيدات، ومن الأطعمة الغنيّة بها؛ البطاطا الحلوة، والذرة، وغيرها.
- إعطاء الطفل ما لا يقلّ عن 5 حصصٍ يوميّاً من الخضروات والفواكه المتنوّعة.
- تقديم منتجات الألبان، أو بدائلها للطفل؛ كمشروب الصويا، وغيره، مع الحرص على اختيار الأنواع منخفضة الدّهون والسكريّات.
- تقديم مصادر البروتين للطفل؛ كالبقوليّات، واللحوم، والبيض، والأسماك ، وغيرها من الأطعمة الغنيّة بالبروتين، والحرص على توفير حصّتين من السمك أسبوعيّاً؛ على أن تكون أحدها من الأسماك الدهنيّة؛ كالسلمون، أو الماكريل (بالإنجليزيّة: Mackerel).
- استخدام الزيوت غير المشبعة، واستخدامها بكميّاتٍ قليلة.
- تقديم كميّات جيّدةٍ من السوائل للطفل، ويُشار إلى أنّ أفضل المشروبات للأطفال الذين تجاوزتْ أعمارهم السنة؛ الماء ، وحليب البقر كامل الدسم، ومن ناحيةٍ أخرى فإنّه يجب الحرص على عدم تزويد الطّفل بكميّاتٍ كبيرةٍ من السوائل بحيث لا يستطيع الحصول على الطّعام الكافي، ممّا يُؤدّي إلى نقْص مدخول السعرات الحرارية، والعناصر الغذائيّة الضروريّة لجسمه.
- ملاحظة: قد يُنصح بتزويد الأطفال الذين تجاوزت أعمارهم السنتين بالحليب قليل الدّسم بدلاً من كامل الدسم؛ وذلك إذا كان نموّهم جيّداً بالنّسبة لأعمارهم، ويحصلون على نظامٍ غذائيٍّ متنوّعٍ، أمّا إذا كان الطفل يُعاني من النحافة فقد يُوصي الطبيب بمواصلة تزويده بالحليب كامل الدّسم.
وفي حال لم تتحقق زيادة الوزن فيُنصَح باستشارة الطّبيب؛ للتأكّد من عدم وجود مشاكل صحيّةٍ، أو يُمكن المتابعة مع أخصائيّ تغذية؛ للحصول على النّصائح اللازمة، وقد يُنصح في بعض الحالات بتقديم المكملات الغذائيّة للطفل، وذلك بعد استشارة أخصائيّ التغذية وتحت إشرافه، وفيما يتعلّق بالأطفال الانتقائيّين؛ والذين يرفضون تجربة الأطعمة الجديدة؛ فقد يَنصح الطّبيب المُختصّ بتزويدهم بمكمّلٍ غذائيٍّ عالي السعرات الحراريّة على شكل شراب.
التمارين الرياضيّة
يُساعد النّشاط البدنيّ على تحسين صحّة وقوّة العظام والعضلات عند الأطفال، كما أنّه يُعدّ وسيلةً جيّدةً لتعزيز شعورهم بالاستمتاع، لذلك يحتاج الأطفال إلى ممارسة النشاط البدنيّ حتّى وإن كانوا يُعانون من النّحافة، ومن الجدير بالذّكر أنّ الأطفال الأصحّاء الذين يتجاوز عمرهم 5 سنواتٍ يحتاجون إلى ممارسة النشاط البدنيّ مدّةً لا تقلّ عن 60 دقيقةً يوميّاً، في حين أنّه يُنصَح باستشارة الأخصائيّ لتحديد مقدار النشاط الذي يجب أن يبذله الطفل الذي يُعاني من النحافة، ومن ناحيةٍ أخرى فإنّه يجب التنويه إلى خطورة ممارسة رياضة رفع الأثقال من قِبَل الأطفال الذين لم يصلوا إلى عمر البلوغ؛ إذ إنّ هذه الرياضات لا تساعد على بناء العضلات عند الأطفال، بل إنّها قد تكون ضارّةً، ويُمكن أن تُسبّب أضراراً بالعظام، والمفاصل، والعضلات عند ممارستها بشكلٍ خاطئٍ.
نصائح لتشجيع الطفل على تناول الطعام
يُمكن إنشاء عاداتٍ غذائيّةٍ جيّدةٍ للطّفل تدوم معه طوال حياته عبرَ الحرص على اختيار الأطعمة المُعزّزة لصحّته، وهناك العديد من النصائح لتشجيع الطفل على تناول الطعام، ومنها ما يأتي:
- جعل وقت الوجبات ممتعاً، وذلك عن طريق تشجيع الأطفال على المشاركة في التخطيط للوجبات، والتسوّق، وتحضير الطّعام، ممّا يُحفّزهم على الاستمتاع به وتناوله.
- تقديم 4 إلى 5 وجباتٍ صغيرةٍ للطفل يوميّاً بدلاً من ثلاث وجباتٍ كبيرةٍ؛ ففي الغالب لن يستطيع الطّفل تناوُل الوجبات الكبيرة كاملةً، وذلك من الأفضل تقسيمها إلى وجباتٍ أصغر، وتوزيعها على مدار اليوم.
- تقديم أنواع الأطعمة الغنيّة بالسعرات الحراريّة والعناصر الغذائيّة؛ أي التي تحتوي على كميّةٍ جيّدةٍ من السعرات حتى لو حجمها صغيراً، بدلاً من تزويده بكميّاتٍ كبيرةٍ من الطّعام يصعُب عليه تناوُلها، وتجدر الإشارة إلى أنّ مصطلح كثافة الطّاقة (بالإنجليزيّة: Energy density) يُعبّر عن كميّة السعرات الحرارية الموجودة في غرامٍ واحدٍ من الطّعام، وعادةً ما تكون الأطعمة ذات كثافة الطاقة الأعلى تحتوي على كميّةٍ أكبر من الدّهون، ونذكر فيما يأتي بعض الأمثلة على أطعمة ذات كثافة طاقةٍ عالية:
- الجبن.
- الحليب كامل الدسم؛ حيث إنّ إضافته إلى الأكلات المختلفة يُعزّز قيمتها الغذائيّة وكميّة السعرات الحراريّة فيها.
- الحمّص، وغيره من البقوليات المُستخدمة في تحضير الوجبات الخفيفة؛ والتي يُمكنها تزويد الجسم بالبروتين، والدّهون، والسعرات الحراريّة المُركَّزة.
- المكسّرات، وزبدة المكسّرات، والبذور، والأفوكادو؛ حيث تُعدّ هذه الأطعمة مصدراً للدّهون الصحيّة التي تساعد الطّفل على اكتساب الوزن.
- شراب السموذي؛ حيث يُمكن تناوله مع وجبة الإفطار، أو الوجبات الخفيفة، ويُمكن استخدام الفواكه، واللبن كامل الدّسم، والبذور في تحضيره، والجدير بالذكر أنّه يُمكنه تزويد الجسم بالبروتين ، والدّهون، والسعرات الحراريّة.
- تزويد الطّفل بالفواكه والخضروات كوجباتٍ خفيفةٍ، حيث يُمكن غسل الفواكه وتقطيعها ثمّ حفظها في الثلاجة.
- حرْص الوالدين على تناول أطعمةٍ صحيّةٍ مُتنوّعةٍ؛ ليكونا قدوةً لطفليهما.
- الإبداع في تحضير الطّعام، ومثال ذلك؛ إضافة قطع البروكلي أو الفلفل الأخضر إلى طبق السبانخ، أو خلْط الحبوب مع قطع الفواكه، أو دمج الكوسا، والجزر المبروش مع أطباق الطّعام، والشوربات.
- تقليل المُشتّتات أثناء تناول الطّعام؛ كالتلفاز، وغيره من الأجهزة الإلكترونيّة؛ وذلك لمساعدة الطّفل على التركيز في الطّعام، فعلى سبيل المثال؛ يُمكن لإعلانات التلفاز تشجيع الطّفل على الرّغبة في تناول الأطعمة السكريّة، أو ذات القيمة الغذائيّة الأقلّ.
نظرة حول النحافة عند الأطفال
يُعاني الطّفل من النّحافة عند انخفاض وزنه بالنسبة إلى عمره، ومن الجدير بالذّكر أنّ وزن الطفل يتغيّر في مرحلة النموّ بشكلٍ مستمرّ، فعندما تسبق الزيادة في الطول زيادة الوزن فإنّه قد يعاني من نقص الوزن حتى يكتسب وزناً إضافيّاً، أمّا عندما تتجاوز الزيادة في الوزن زيادة الطول فإنّ الطفل سيُصاب بالسمنة، لذلك فإنّ أطباء الأطفال وأخصائيّي التغذية يعتمدون في متابعة الأطفال على قياس الوزن إلى الطّول منذ الولادة وحتّى عمر السنتين، بينما يتمّ استخدام مخطّطات النموّ التابعة لمراكز السيطرة على الأمراض لمراقبة الأطفال الذين تتجاوز أعمارهم السنتين، إذ يتمّ متابعة الوزن، والطّول، ومؤشر كتلة الجسم (بالإنجليزيّة: Body mass index) الذي يُعبّر عن العلاقة بين وزن الطفل وطوله، وتجدر الإشارة إلى أنّ أفضل طريقة لمعرفة ما إذا كان الطفل يُعاني من النحافة هي استشارة الطّبيب للمساعدة على تقييم وزنه، ونظامه الغذائيّ.
للاطّلاع على المزيد من المعلومات حول النحافة يمكنك قراءة مقال أسباب النحافة وخطوات علاجها .
علامات النحافة عند الأطفال
هناك علاماتٌ عديدةٌ لنحافة الأطفال على الأهل مراقبتها، ومنها:
- انخفاض الوزن المئينيّ على مخطّطات النموّ في الزيارات السنويّة لطبيب الأطفال.
- عدم تغيّر قياس ملابس الطّفل في كلّ موسم عن الموسم الذي يسبقه.
- وجود أضلاع بارزة في جسم الطّفل؛ فقد يكون ذلك من علامات النّحافة.
- نقص نموّ الطفل.
للاطّلاع على المزيد من المعلومات حول وزن الطفل يمكنك قراءة مقال كيفية معرفة وزن الطفل الطبيعي .
عوامل تزيد تعرّض الأطفال للنحافة
يتمتّع بعض الأطفال ببنيةٍ جسميّةٍ نحيلةٍ بشكلٍ طبيعيٍّ، ويُحافظون عليها عبرَ استهلاك نظامٍ غذائيٍّ متوازنٍ، بالإضافة إلى النّشاط البدنيّ، ومن ناحيةٍ أخرى فالنّحافة الحقيقيّة قد تكون نتيجةً لمشكلاتٍ غذائيّةٍ، أو صحيّةٍ، أو عاطفيّةٍ.، ونذكر فيما يأتي بعض المشكلات التي قد تزيد خطر معاناة الطفل من النحافة:
- الولادة المبكرة: عادةً ما يعاني الأطفال المولودون ولادةً مبكّرةً من النّحافة؛ وذلك لأنّ نموّهم لم يكتمل مثل أقرانهم، ومن ناحيةٍ أخرى فإنّ عدم استهلاك كميّاتٍ كافيةٍ من الطّعام يُعدّ من الأسباب الشائعة للنحافة عند الأطفال الأكبر عمراً.
- مشاكل طبية متعددة هناك العديد من المشاكل الصحيّة التي يُمكنها التقليل من الشهيّة، أو تثبيط امتصاص العناصر الغذائيّة في الجسم، ومنها ما يأتي:
- الأدوية: حيث إنّ بعض أنواع الأدوية يُمكنها تقليل شهيّة الطّفل، مثل: أدوية اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (بالإنجليزيّة: Attention deficit hyperactivity disorder)، أو ما يُعرَف اختصاراً بـ ADHD.
- حساسية الطعام: إذ إنّها تزيد من صعوبة حصول الطّفل على حاجته من السعرات الحراريّة، وتتفاقم هذه الصعوبة بزيادة حساسيته للأطعمة.
- التليّف الكيسيّ (بالإنجليزيّة: Cystic fibrosis)؛ حيث يمكن أن يحدّ هذا المرض من اكتساب الوزن أو الحفاظ عليه.
- حساسية القمح؛ والذي يُعرف أيضاً بمرض السيلياك (بالإنجليزيّة: Celiac disease)؛ ويمكن لهذا المرض التسبّب بانخفاض الوزن، وقصر القامة عند الأطفال.
- السكريّ من النّوع الأول: فمن الممكن أن ينتج عنه فقدانٌ شديدٌ في الوزن إذا لم يتمّ التحكّم به.
- قصور الغدة الدرقيّة الخلقيّ: (بالإنجليزيّة: Congenital hypothyroidism)؛ حيث ينتج عنه قصورٌ في النموّ.
- اضطرابات الأكل: (بالإنجليزيّة: Eating disorders)؛ مثل: القهم العصبيّ (بالإنجليزيّة: Anorexia nervosa)، والنهام العصبيّ (بالإنجليزيّة: Bulimia nervosa)، والتي تنتشر بين الأطفال في الوقت الحاليّ.
- عدم تقبّل الطفل للأطعمة الجديدة: حيث يُمكن أن يتسبّب الأكل الانتقائيّ بإصابة الأطفال بالنّحافة في بعض الأحيان، ولكن ليس دائماً، ومن الجدير بالذّكر أنّ الطفل يُمكن أن يُصبح انتقائيّاً نتيجةً لعدّة أسباب، كما أنّ بعض الأطفال يكونون بطبيعتهم أكثر حساسيةً للطّعم، والرائحة، والملمس.
- اتّباع سلوكيّات الآخرين: فقدْ يتّبع الأطفال بعض العادات والاختيارات الغذائيّة للأشخاص والبالغين من حولهم.
مخاطر النحافة عند الأطفال
يحتاج الأطفال والمراهقون إلى الطّاقة والناصر الغذائيّة لنموّهم وتطوّرهم جسميّاً وذهنيّاً، والتي يتمّ الحصول عليها من الطّعام، ومن الجدير بالذكر أنّ للنحافة عند الأطفال العديد من المخاطر، ومنها ما يأتي:
- يُمكن للطّفل الذي يُعاني من النحافة أن يُصاب بالتقزّم (بالإنجليزيّة: Stunting)، أو الهزال (بالإنجليزيّة: Wasting)، أو كليهما، ويُعرّف التقزّم على أنّه انخفاض الطّول بالنّسبة للعمر، أمّا الهزال فهو انخفاض الوزن بالنسبة للعمر.
- بطء النموّ: يُمكن أن يظهر بطء النموّ عند الأطفال الذين يُعانون من النّحافة، وخاصّةً الذين تقلّ أعمارهم عن ثلاث سنواتٍ؛ حيث يكون نموّ الدّماغ سريعاً في هذه الفترة من عمر الطّفل، وقد تتسبّب النّحافة النّاتجة عن سوء التغذية ، وسوء امتصاص المُغذيّات بنقص العناصر الغذائيّة الأساسيّة لنموّ الدّماغ، الأمر الذي يُؤدّي إلى تأخّر مظاهر النموّ عند الطّفل، ومن الجدير بالذّكر أنّ الطّبيب المختصّ يُتابع هذه المظاهر في الزيارات الدوريّة، ويتحقّق من ظهورها خلال فترةٍ زمنيّةٍ معيّنةٍ.
- وتجدر الإشارة إلى أنّ الأطفال يتفاوتون في سرعة ظهور مظاهر النموّ، فعلى سبيل المثال: يخطو بعض الأطفال أولى خطواتهم قبل عمر السنة، في حين يحتاج آخرون إلى عدّة شهورٍ بعد عامهم الأول، أي أنّ التأخّر في المشي أو التكلّم لا يُعدّ مؤشّراً على وجود مشكلةٍ عند الطّفل ما لم يُرافقْه تأخرٌ في مظاهر أخرى من مظاهر النموّ.