عقوبة تارك الصلاة في القرآن الكريم
أهمية الصلاة
إنّ الصّلاة أهمّ أركان الإسلام بعد الشهادتين، فعن عبد الله بن عبّاس، قال: لمّا بعث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- معاذ بن جبل إلى أهلِ اليمنِ، قال له: (إِنَّك تَقْدَمُ على قَومٍ مِن أهلِ الكتابِ، فلْيَكُنْ أوَّلَ ما تَدعوهم إلى أنْ يُوَحِّدوا اللهَ تعالى، فإذا عَرَفوا ذلِك، فأَخْبِرْهم أنَّ اللهَ فرَضَ عليهم خَمسَ صَلواتٍ في يَومِهم ولَيلتِهم).
وقد أمر الله -سبحانه وتعالى- بالمحافظة عليها في كلّ حال؛ في الحضر والسفر، وفي السلم والحرب، وفي الصحة والمرض، قال اللهُ -تعالى-: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ).
عقوبة تارك الصلاة في القرآن الكريم
وعد الله سبحانه وتعالى تارك الصلاة بعقوبات كثيرة ذكرها -سبحانه- في كتابه العزيز في أكثر من آية، نستعرض الآيات ونذكر أقوال أهل العلم فيها على النحو الآتي:
تارك الصلاة في غي
قال الله -سبحانه وتعالى-: (فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا)، جاء لقمان بن عامر الخزاعي إلى الصحابي الجليل أبي أمامة صديّ بن عجلان الباهلي -رضي الله عنه-، فقال له: حدِّثنا حديثاً سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فدعا له بطعام.
ثم حدَّثه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-عن عقوبة تارك الصلاة كيف أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- وعده ببئريَن في جهنم الأول اسمه غي، والثاني اسمه أثام، ثم تحدَّث له عن عمق هذين البئرين.
وكيف لو أنَّ صخرةً عظيمةً أُلقيَت من شفير جهنم ستبلغ قعر هذين البئرين بعد خمسين سنة من شدة بُعْد قعرهما، بالإضافة إلى تجمّع صديد أهل النار في هذين البئريَن، قال الله -تعالى-: (أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا)، وقال: (وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا).
ترك الصلاة سبب في دخول سقر
قال الله -تعالى-: (إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ)، بيَّن الله -سبحانه وتعالى- في هذه الآية سؤال أهل الجنَّة للمجرمين عن سبب دخولهم سقر فأجابوهم: أنهم لم يكونواْ من أصحاب الصلوات الخمس ، كما قال ذلك الصحابي الجليل عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-.
استحقاق تارك الصلاة الويل من الله
قال الله -سبحانه وتعالى-: (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ)، أخبر الله -سبحانه وتعالى- في هذه الآية عن عقاب الذين لا يُصلّون ووعدهم بالويل، واختلف أهل التفسير في معنى كلمة (ساهون) على النحو الآتي:
- قَالَ قَتَادَةُ: "سَاهٍ عَنْهَا لَا يُبَالِي؛ صَلَّى أَمْ لَمْ يُصَلِّ".
- قِيلَ: "لا يَرْجُونَ لَهَا ثَوَابًا إِنْ صَلَّوْا، وَلَا يَخَافُونَ عِقَابًا إِنْ تَرَكُواْ".
- قَالَ مُجَاهِدٌ: "غَافِلُونَ عَنْهَا، يَتَهَاوَنُونَ بِهَا".
- قَالَ الْحَسَنُ: "هُوَ الَّذِي إِنْ صَلَّاهَا صَلَّاهَا رِيَاءً، وَإِنْ فَاتَتْهُ لَمْ يَنْدَمْ".
- قَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: "لَا يُصَلُّونَهَا لِمَوَاقِيتِهَا، وَلَا يُتِمُّونَ رُكُوعَهَا وَسُجُودَهَا".