من هي زوجة سيدنا موسى
من هي زوجة سيدنا موسى
يقال إنّ اسم زوجة موسى -عليه السلام- صفوراء بنت شعيب، وقيل: صفورا، وقيل: صفوريا، وقيل: صفوره، وهي إحدى ابنتي شعيب -عليه السلام-؛ ف عندما خرج موسى -عليه السلام- باتجاه مدين، وجد قوماً يسقون وفتاتان بعيدتان؛ فسقى لهما موسى -عليه السلام-، وأخبرت الفتاتان والدهما بصنيعه؛ فجاءت إحداهما إلى موسى -عليه السلام- تمشي على استحياءٍ لتقول له: (إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا).
ولمّا ذهب موسى -عليه السلام- إلى أبيها قصّ عليه قصته، فقال له: (لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)،وقالت إحدى الفتاتين لوالدها: (يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ).
وما كان من والدها إلّا أن قال: (إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِندِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ* قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا الأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ).وذلك لأنّه رأى فيه الشاب الصالح القوي المؤتمن.
سيدنا موسى
سيدنا موسى -عليه الصلاة والسلام- هو كليم الله -تعالى-، وأحد الرسل الخمسة من أولي العزم، وهو أكثر الأنبياء وروداً من حيث الاسم في القرآن الكريم، وذلك في العديد من السور الكريمة، حيث تناولت كلٌّ منها جانباً من قصته.
حيث إن سورة البقرة مثلاً كان الحديث عن قصته مع بني إسرائيل في ذبح البقرة، وفي سورة طه ذكرت مناظرته مع السحرة، وفي سورة القصص كان الحديث عن تآمر القوم عليه لقتله وخروجه من القرية خائفاً حتّى وصل مدين وتزوج هناك.
ولادة ونشأة سيدنا موسى
عندما ولد سيدنا موسى -عليه السلام- كان حاكم مصر طاغياً جباراً اسمه فرعون، وقد استكبر في الأرض وادعى الألوهية واستعبد أهلها بني إسرائيل، وأنزل بهم أشدّ العذاب، وذات يومٍ رأى في المنام أنّ طفلاً سيولد من بني إسرائيل وسيزيل عرشه، فاتخذ قراراً بقتل كلّ طفلٍ ذكراً يولد، وبالفعل كان ذلك، وعندما وُلد موسى -عليه السلام- خافت عليه أمه.
وأوحى إليها الله -عزّ وجلّ- أن تضعَه في تابوتٍ وتلقيَه في اليمّ، ووعدها برده لها وجَعْلِهِ من المرسلين، ففعلت ذلك، فرسا التابوت على الساحل، والتقطه آل فرعون وأخذوه إلى فرعون، ولما رأته زوجته آسيا أحبته وطلبت من فرعون عدم قتله لعلّه ينفعهما أو تتخذه ولداً لها، فقبل فرعون ذلك ولم يقتله، وكبر موسى -عليه السلام- وأصبح قويّ البنية، شديداً، يُحقّ الحقّ، ويساعد من يطلب مساعدته.
خروج سيدنا موسى من مصر
ورد في سورة القصص أنّ رجلاً جاء من أقصى المدينة يسعى ليخبر نبي الله موسى -عليه السلام- بمؤامرة قومه لقتله ونَصحه بالخروج من المدينة، عندها وعلى الفور خرج موسى -عليه السلام- منها خائفاً، واستمر زمناً في السير حتّى وصل قرية مدين، وعند وصوله وجد أُناساً يتجمعون للسقاية.
ووجد من دونهم امرأتين تذودان، وهذا دليلٌ على الحشمة وعدم جواز اختلاط النساء بالرجال، فسألهما عن أمرهما، فأجابتا: (وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ)، فهما لم تخرجا إلّا للضرورة، ولأنّ أباهما كبيرٌ في السن لا يقدر على السقاية؛ فقام سيدنا موسى بالسقاية لهما.