عصر الدولة القديمة
عصر الدولة القديمة
الدولة القديمة (عصر بناة الأهرام) هو اسمٌ أطلق على الفترة التي أعقبت العصر العتيق، وقد بدأت هذه الدولة مع قيام الأسرة الثالثة عام ألفين وستمئةٍ وستٍ وثمانين قبل الميلاد، وانتهت عام ألفين ومئةٍ وواحدٍ وثمانين قبل الميلاد، وكان الملك سنفرو هو أوّل حكّام هذا العصر. أطلق على الدولة القديمة اسم عصر بناة الأهرام، وذلك لبداية نشأة وظهور الأهرامات بكثرة في العمارة المصريّة القديمة، وكان من مخلفات تلك الفترة الثلاثة الأهرامات المتواجدة في الجيزة.
ملامح الدولة المصريّة القديمة (الفرعونيّة)
شهد عهد الدولة القديمة تطوّراً كبيراً وسريعاً في الحضارة المصريّة، وقد أدى هذا الأمر إلى زيادة قوتها المتمثلة في الحكومة المركزيّة، إضافةً إلى ظهور الكتابة الهيروغليفيّة المتطوّرة والتقنيات المتقدّمة والفن الناهض والإدارة الفاعلة، ومن أهمّ آثار الدولة القديمة هي الأهرامات التي لا مجال لمقارنتها بأي عملٍ؛ فهي عبارة عن عملٍ معماريٍ هائلٍ فذ، أّوّل من قام ببناء الأهرامات هو الملك زوسر (نيجر خت) أحد ملوك الأسرةِ المصريّة الثالثة.
تميزت الدولة القديمة بتنظيمٍ عالي المستوى وفائق الدقة، وقد هيمن هذا التنظيم بشكلٍ منهجي على الرعايا والممتلكات في الدولة، وكانت لديه القدرة على تأمين الحدود، إضافةً لتموين البلاد بالبضائع والسلع المستوردة، وأدّى هذا الأمر إلى نجاح أجهزة الدولة بفضل الفاعليّة العالية في تعبئة الجهود الكافية إضافةً إلى اجتذاب العديد من المواد لتمكين الفراعنة من إقامة هذه المنشآت الضخمة التي تمثلت بالأهرامات والمجموعات الملحقة بها، وكان إنجازها دليلاً كبيراً على قدرة النظام القائم في ذلك الوقت، على الرغم ممّا تكلّفته الدولة من مواد إضافةً إلى الجهود العظيمة التي تمّ بذلها في سبيل إنجازها.
نظام الحكم والسلطة في عهد الدولة القديمة
في عهد الدولة المصريّة القديمة استقرّ الفرعون في عاصمة الدولة مدينة (منف)؛ حيث إنّه كان مهيمناً على مصر الموحدة التي كانت تعتبر مركزاً للعالم في ذلك الوقت، والتي كانت تضمّ عدداً من المناطق التي بدأت بالدخول في نطاق الحركة المصريّة بدرجاتٍ متفاوتة.
كان فرعون في تلك الفترة يولي اهتمامه الأساسي للأمور الداخليّة في الدولة، وكان يعينه في هذا الأمر طبقةٌ من عليّة القوم إضافةً لوزيره وكبير موظفيه، وكان هؤلاء الموظّفين الكبار يقومون بالإشراف على مجموعةٍ ضخمة من الإداريين والموظفين الذين يملكون كافة الأدوات الفنيّة الخاصة بالكتابة، إضافةً إلى قيامهم بتقدير وإحصاء وتسجيل وتنظيم الإنتاج وإدارة جميع القوى العاملة.
الفن في الدولة القديمة
تتمثّل الفنون في تلك الحقبة في تماثيل الملوك والخاصّة من قدماء المصريين، إضافةً إلى عددٍ من اللوحات المصوّرة والمحفورة، والتي كانت تهدف في تلك المرحلة إلى خدمة طقوس الآلهة والملوك والموتى.
الثقافة والأدب في عهد الدولةِ القديمة
تُعتبر الدولة القديمة بمثابة فترةٍ كلاسيكيّة تقليديّة للحضارة المصريّة القديمة، وكان القدماء يدركون هذا الأمر جيداً، وهذا كان سبباً في اتخاذهم لها كنموذجٍ يحتذى به بشكلٍ أو بآخر، ومما لا شكّ فيه فإنّ العناصر الأساسيّة للثقافة قد تمّ ابتكارها في ذلك الوقت، أو على الأقل قد كانت سبباً في وضع الأسس القانونيّة والعقلانيّة، وقد نتج عن هذا الأمر أن أصبح لها منهجٌ خاصّةً للعديد من الأعمال التي بلغت درجةً عالية من التفوق والامتياز المنقطع النظير.
وكان ناتج هذه الفترة في هذا المجال العديد من الأعمال الأدبية كـ (الحكم)، وعددٌ آخر من البحوث العلميّة والدينيّة التي عملت في مجملها على تغذية الثقافة الفرعونيّة حتى نهايتها.