عروة بن حزام
عروة بن حزام
هو عروة بن حزام بن مهاجر الضني، لم يحدد بشكل دقيق التاريخ الذي ولد فيه، ولكنّه توفي في 650م، كان عروة بن حزام من بني عذرة، وعُرف عنه بأنّه شاعر من متيمي العرب، تُوفي والد عروة بن حزام وهو صغير وكفله عمه، وبقي في بيت عمه حتى اشتدّ عوده.
قصة حب عروة بن حزام مع عفراء
اشتُهر عروة بن حزام بقصة حب عُرفت عند العرب أجمع، فعندما تُوفي والد عروة وهو في سن الرابعة وكفله عمه، عاش مع ابنة عمه عفراء في بيت واحد، وقد عُرف عن عفراء الفصاحة والظرافة والأدب.
عندما أصبح عروة بن حزام شابًا طلب عفراء من عمّه، إلا أنّ عمّه قد طلب مهرًا لم يستطع عروة دفعه، فقد طلب والدها مهرًا بثمانين ناقة وهذا مبلغ لم يكُن باستطاعة عروة دفعه.
رحل عروة بن حزام إلى عمٍ له يسكن اليمن ، ليجمع مهرًا لحبيبته عفراء، عندما كان عروة غائبًا أتى ابن أخ لوالد عفراء لطلبها، وعندما رأى عفراء خارجة كاشفة عن وجهها ومعصميها، وقعت عفراء من قلبه بمكانة عظيمة، فخطبها من عمّه وتزوجها، وعادوا إلى الشام.
عندما جمع عروة بن حزام مهرًا لابنة عمّه عفراء وعاد إلى مدينته ليُعطيه لها، وجدها قد تزوّجت من أموي من أهل البلقاء بالشام، فلحق بها عروة، وعندما نزل ببيتها أكرمه زوجها، وأقام عنده أيامًا معدودة هناك وانصرف، ومات عروة بن حزام قبل بلوغ حبه.
الأبيات الشعرية التي قالها عروة بن حزام
عندما عرف عروة بن حزام بزواج ابنة عمه عفراء أنشد:
وإني لتعروني لذكراكِ رعدة
- لها بين جلدي والعظام دبيبُ
فما هو إلا أن أراها فجاءة
- فأبهت حتى ما أكاد أجيب
فقلت لعراف اليمامة داوني
- فإنك إن أبرأتني لطبيب
فما بي من حمى ولا مس جنة
- ولكن عمي الحميري كذوب
عشية لا عفراء منك بعيدة
- فتسلو ولا عفراء منك قريب
وبي من جوى الأحزان والبعد لوعة
- تكاد لها نفس الشفيق تذوب
وما عجب موت المحبين في الهوى
- ولكن بقاء العاش قين عجيب
ومن الأبيات الشعرية التي قالها عروة بن حزام عن حبه لعفراء عندما لم يستطع دفع المهر التعجيزي الذي طلبه والد عفراء:
يطالبني عمّي ثمانينَ ناقة
- وما لي يا عفراءُ إلّا ثمانيا
وله أيضًا من الأشعار في حب عفراء:
لي كبدي من حب عفراء قرحة
- وعينــاي من وجد بها تكفــــان
فعفراء أرجى الناس عندي مودة
- وعفراء عني المعرض المتوان
فيا ليت كــل اثنين بينهمــا هــوى
- مــن النــاس والأنعام يلتقيـــان
فيقــضي حبيب مــن حبيب لبانــة
- ويــرعـاهمـا ربــي فــلا يريــان
وفاة عروة بن حزام
عندما علم عروة بزواج ابنة عمّه عفراء، عاد إلى بلاد الشام ، بعد أن أخذه الهذيان والقلق، وقام أيامًا طِوال لا يتناول طعامًا حتى شفت عظامه، ولم يعرف بسرّه أحد، ولما شفي ويأس من الشفاء وعلم الضجر من أهله فقال لهم: "احتملوني إلى البلقاء فإني أرجو الشفاء"، فلما وصل إلى البلقاء في بلاد الشام، جعل يسارق عفراء النظر في مرورها، وعند رؤيتها عادت له صحته.
عندما أتى وقت رحيله عن بلاد الشام، بعد استضافة زوج عفراء له، خرج حزينًا عنها، ووافته المنية وهو في الطريق، وعلمت عفراء بأمره، حزنت جدًا، وطلبت من زوجها أن تذهب إلى قبره لكي تندبه، فأذن لها، وعندما وصلت قبره بكته كثيرًا وقالت له بضع أبيات شعرية عند قبره وهي:
ألا أيها الركب المجدون
- ويحكم بحقٍّ لقيتم عروة بن حزامِ
فإن كان حقًّا ما تقولون فاعلموا
:::بأن قد نعيتم بدر كل ظلامِ
فلا لقي الفتيان بعدك راحة
:::ولا رجعوا عن غيبة بسلامِ
ولا وضعت أنثى تمامًا بمثله
:::ولا فرحت من بعده بغلامِ
بعد أن انتهت من قول الأبيات على قبر عروة، رمت بنفسها على قبره وأنشدت أبيات قصيدة لا تزال إلى وقتنا الحاضر تُروى في الحب، وما ميّز هذه الأبيات عن غيرها من الأبيات الشعرية، هي أنّ عفراء قد قالتها بصدق من قلبها وتوفيت بعد أن قالتها بلحظات، ودُفنت إلى جانب حبيبها عروة بن حزام، وهذه الأبيات هي:
عداني أن أزورك يا خليلي
- معاشر كلهم واشٍ حسودُ
أشاعوا ما علمت من الدواهي
- وعابونا وما فيهم رشيدُ
فأما إذ ثويت اليوم لحدًا
- فدور الناس كلهم اللحودُ
فلا طابت لي الدنيا مذاقًا
- فبعدك لا يطيب لي المديد