عدد ركعات صلاة العشاء والتراويح
عدد ركعات صلاتَي العشاء والتراويح
عدد ركعات صلاة العشاء
أجمع العلماء على أنّ عدد ركعات صلاة العشاء أربع ركعات؛ يجهر المُصلّي بالقراءة في أوّل ركعتَين منها، ويُسِرّ في الثالثة والرابعة، وفيها جلستان للتشهُّد؛ الأولى بعد الركعة الثانية، والأخرى بعد الركعة الرابعة.
عدد ركعات صلاة التراويح
كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يُصلّي صلاة التراويح إحدى عشرة ركعة؛ فعن عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها- أنّها قالت عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (ما كانَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُصَلِّي أرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أرْبَعًا، فلا تَسَلْ عن حُسْنِهِنَّ وطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلَاثًا)، وقال الأئمّة الأربعة بجواز الزيادة على الإحدى عشرة ركعة؛ لأنّ الحديث السابق لا يقتضي الالتزام بهذا العدد، كما أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كان يُطيل في القراءة في صلاة التراويح؛ فرأَوا أنّ هذا قد يَشقّ على المأمومين، فيتركون صلاتها؛ فقالوا بزيادة عدد الركعات مع التخفيف في القراءة، ولا يُنكَر على من صلّى إحدى عشرة ركعة على الصفة الثابتة عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-؛ لأنّه أحسن وأصاب السنّة ، ولا على من زاد عدد الركعات مع تخفيف القراءة.
وقد اختلف الفقهاء في عدد ركعات صلاة التراويح على قولَين، كما يأتي:
- الجمهور: ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية، والشافعية، والحنابلة إلى أنّ عدد ركعات صلاة التراويح عشرون ركعة بعشر تسليمات؛ إذ يُسلّم الإمام كلّ ركعتَين، ولا يصحّ أن تُصلّى العشرون ركعة موصولة بقعود واحد، أمّا إن صلّاها موصولة مع الجلوس في كلّ ركعتَين جاز ذلك مع الكراهة، كما لا يصحّ أن تُصلّى كلّ أربع ركعات بتسليمة واحدة؛ لأنّ ذلك خِلاف المشروع، وعلى المُصلّي استحضار نيّة صلاة ركعتَين من التراويح.
- المالكية: ذهب المالكية إلى أنّ عدد ركعات صلاة التراويح ستٌّ وثلاثون ركعة من غير الشفع والوتر ، وهذا ما نهجه الخليفة عمر بن عبدالعزيز؛ هادفاً بذلك إلى إزالة الملل والسآمة الناجمَين من الإطالة في القراءة؛ فأمر بزيادة عدد الركعات مع التخفيف في القراءة.
التعريف بصلاتَي العشاء والتراويح
صلاة العشاء
تكون صلاة العشاء بعد صلاة المغرب؛ فالعشاء أوّل ظلام الليل؛ إذ إنّ الوقت بين زوال الشمس وغروبها يُدعى بالعَشيّ؛ فإن غابت الشمس يُصبح عشاءً، ويكون ذلك بعد غروب الشَّفَق، وتُسمّى أيضاً بصلاة العتمة؛ وهي شدّة الظلام، وقد ثبتت هذه التسمية في بعض الأحاديث الصحيحة، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (ولو يَعْلَمُونَ ما في العَتَمَةِ والصُّبْحِ)، إلّا أنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- نهى عن تغليب لفظ العتمة على العشاء بقوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (لا تَغْلِبَنَّكُمُ الأعْرَابُ علَى اسْمِ صَلَاتِكُمْ، أَلَا إنَّهَا العِشَاءُ، وَهُمْ يُعْتِمُونَ بالإِبِلِ)؛ أي أنّ الأعراب كانوا يُؤخّرون صلاة العشاء؛ لانشغالهم بالإبل، فيُطلقون عليها صلاة العتمة؛ فالمقصود من النهي ألّا يُهجَر اسم العشاء؛ تأدُّباً مع الله -تعالى-؛ فهو من سمّاها بصلاة العشاء، قال -تعالى-: (وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ)، فلا تَغلب تسمية الأعراب لها على ما جاء في القرآن.
صلاة التراويح
عُرّفَت صلاة التراويح لغة بأنّها: جمع ترويحة؛ وهي المرّة الواحدة من الراحة، أمّا اصطلاحاً فهي: صلاة القيام في شهر رمضان، وقد سُمِّيَت بهذا الاسم؛ لأنّ الناس كانوا يُطيلون في القراءة في الصلاة، ويُطيلون القيام، والركوع، والسجود؛ فكانوا يأخذون استراحة بين كلّ أربع ركعات منها، وهي سُنّة مُؤكَّدة، فقد ثبت عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)، والسنّة أن تؤدّى جماعة؛ ودلَّ على ذلك ما ورد عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-؛ إذ قالت: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَرَجَ ذاتَ لَيْلَةٍ مِن جَوْفِ اللَّيْلِ، فَصَلَّى في المَسْجِدِ، فَصَلَّى رِجالٌ بصَلاتِهِ، فأصْبَحَ النَّاسُ، فَتَحَدَّثُوا، فاجْتَمع أكْثَرُ منهمْ، فَصَلَّوْا معهُ، فأصْبَحَ النَّاسُ، فَتَحَدَّثُوا، فَكَثُرَ أهْلُ المَسْجِدِ مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ، فَخَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَصَلَّوْا بصَلاتِهِ، فَلَمَّا كانَتِ اللَّيْلَةُ الرَّابِعَةُ عَجَزَ المَسْجِدُ عن أهْلِهِ حتَّى خَرَجَ لِصَلاةِ الصُّبْحِ، فَلَمَّا قَضَى الفَجْرَ أقْبَلَ علَى النَّاسِ، فَتَشَهَّدَ، ثُمَّ قالَ: أمَّا بَعْدُ، فإنَّه لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ مَكانُكُمْ، لَكِنِّي خَشِيتُ أنْ تُفْرَضَ علَيْكُم، فَتَعْجِزُوا عَنْها).
فضل صلاتَي العشاء والتراويح
فضل صلاة العشاء
ورد فضل صلاة العشاء في عدد من الأحاديث الصحيحة عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، فقد قال: (مَن صَلَّى العِشَاءَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَن صَلَّى الصُّبْحَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ)؛ فصلاة العشاء في جماعة تُوجِب أجر قيام نصف الليل، وكان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يُرغِّب الناس في صلاة العشاء؛ فقد قال: (ولو يَعْلَمُونَ ما في العَتَمَةِ والصُّبْحِ، لَأَتَوْهُما ولو حَبْوًا).
فضل صلاة التراويح
هناك العديد من الفضائل لصلاة التراويح، ومنها ما يأتي:
- تُعَدّ سبباً لمغفرة الذنوب؛ فمن قام رمضان مُصدِّقاً ومؤمناً بأنّه من شرع الله، ومُحتسِباً أجره عند الله، غُفِر له ما تقدّم من ذنبه؛ لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).
- توجب صلاتها في جماعة أجرَ قيام ليلة كاملة؛ لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (من قامَ معَ الإمامِ حتَّى ينصرِفَ كُتِبَ لَه قيامُ ليلةٍ).
- حرص الفقهاء على بيان منزلتها بين نوافل الصلاة ؛ فقال المالكيّة إنّها من النوافل المُؤكَّدة، أمّا الشافعية والحنابلة فقالوا إنّ صلاة النافلة التي تُسَنّ فيها الجماعة أفضل من تلك التي لا تُسَنّ فيها؛ وذلك لأنّ صلاة النافلة جماعة تجعلها أشبه بالصلوات المفروضة كما علّل ذلك الحنابلة؛ فصلاة التروايح عندهم أفضل من السُّنَن الرواتب التابعة للفروض، أمّا الشافعية فقالوا إنّ صلاة النافلة في جماعة تجعلها مُؤكَّدة، إلّا أنّهم يَرَون أنّ السُّنَن الرواتب أفضل من التراويح؛ لأنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- واظب عليها دون التراويح، حتى وإن سُنَّت فيها الجماعة.