عدد ركعات صلاة التهجد
عدد ركعات صلاة التهجد
أجمعَ الفقهاءُ على أنَّ أقلّ عدد ركعاتٍ لصلاةِ التهجد هو ركعتين، لِما ثبت عن أبي هريرة عن رسولِ الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (إذا قامَ أحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ، فَلْيَفْتَتِحْ صَلاتَهُ برَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ)، وتعدّدت آراؤهم في أكثرها، فقال الحنفيّة أكثرها ثماني ركعات، وعند المالكية أكثرها عشر ركعات أو اثنتي عشرة ركعة، لفعل رسول الله لذلك، وأمّا الشافعية والحنابلة فقالوا إنَّه لا حدَّ لأكثرِها، وجاء في الحديث الذي رواه زيد بن خالد وابن عباس -رضيَ الله عنهما- أنَّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- صلّى ثلاث عشرة ركعة من ضمنِها الوتر ثلاث ركعات، وفي حديث عائشة -رضي الله عنها- أنَّ النبي -عليه الصلاة والسلام- صلّى إحدى عشر ركعة منها ثلاث ركعات وتراً، فقد قالت عائشة -رضيَ الله عنها- لمّا سُئلت عن صلاة رسول الله : (ما كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ، وَلَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً)، فمن المستحب ألَّا يزيد المسلم في صلاتِه عن إحدى عشرة أو ثلاث عشرة ركعة؛ اتباعاً لسنَّة النبي -عليه الصلاة والسلام-.
كيفية صلاة التهجد
يحرص المسلم في صلاة التهجّد على ما يأتي:
- ينوي المسلم قيام اللّيل قبل أن ينام، فإن لم يستيقظ كان نومه عبادة له، ونالَ أجر القيام وهو نائم، وإن استيقظ يَمسح بيديه على وجهِه، ثم يقرأ قوله -تعالى-: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ)، إلى نهاية السورة، ويدعو الله قائلاً: "الحمد لله الذي أحياني بعدما أماتني وإليه النشور"، ويدعو الله بما شاء، ويُمكن أن يُصلّي المسلم ما يشاء من الركعات بعد أن يُؤدّي سنّة العشاء وقبل أن ينام، وله أن يُصلّيها جهراً أو سرّاً كما يراه الأصلح لحالِ قلبِه وخشوعه.
- يُنظّف أسنانه بالسّواك ثم يتوضّأ، ويَبدأ قيامه بصلاةِ ركعتين خفيفتين كما كانَ يفعل رسول الله -صلّى الله عليه وسلم-.
- يُصلّي ركعتين ركعتين، ويَصح أن يُصلّي أربعاً أربعاً، ويَختمها بالسّلام.
- يُصلي في البيتِ أفضل من أن يُصلي في المسجدِ ، ويُستحبّ له أن يقرأ جزءاً من القرآن الكريم أثناء التهجد.
- يجعل آخر صلاته صلاة ركعة الوتر ، تأسّياً بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ باللَّيْلِ وِتْرًا)، ويَصحّ أن يوتر بركعةٍ واحدة، أو ثلاث ركعاتٍ يُسلّم بعد الثانية ويقوم للثالثة أو جميعها بسلامٍ واحد، ويجوز أن يوتر بخمس ركعات أيضاً جميعها بسلامٍ واحد، ووقت الوتر يكون بحسب قول رسول الله: (مَن خَافَ أَنْ لا يَقُومَ مِن آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ، وَمَن طَمِعَ أَنْ يَقُومَ آخِرَهُ فَلْيُوتِرْ آخِرَ اللَّيْلِ، فإنَّ صَلَاةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَشْهُودَةٌ، وَذلكَ أَفْضَلُ).
حكم صلاة التهجد
سنَّ اللهُ -عزّ وجلّ- لأمّتِه التهجّد، فقال -تعالى-: (وَمِنَ اللَّيلِ فَتَهَجَّد بِهِ نافِلَةً لَكَ)، كما حثَّ رسولُ الله على صلاةِ التهجد، فقال -عليه الصلاة والسلام-: (عليكم بقيامِ الليلِ، فإنه دأْبُ الصالحينَ قبلكُم، وقُرْبَةٌُ لكم إلى ربكم، ومكفرةٌ للسيئاتِ، ومَنْهاةُ عن الإثمِ)، ويُندب أن تكون في آخرِ اللّيل عند أوّلِه أو وَسطه، وهي أفضل صلاةٍ بعد الصلاة المكتوبة، ويندرج قيام الليل من النوافل المطلقة، وحكمه سنّة مؤكّدة، وقد وصفَ اللهُ أهل اللّيل بالإيمانِ التامّ، وأعلى شأنهم، ووصفهم بالعلمِ، وفضّلهم على غيرهم، كما أمر نبيّه بقيام الليل، ثمّ حثّ رسول الله عليه.
فضل صلاة التهجد
تُعدّ صلاة التهجّد أفضل صلاة عند الله -تعالى- بعد صلاة الفرض، فقد قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلّم-: (أفضلَ الصَّلاةِ بعدَ المفروضَةِ صلاةٌ منَ اللَّيلِ)، وقد رفعَ اللهُ من شأنها لما فيها من مجاهدةِ النَّفس والمشقة في ترك الفراش والقيام من أجل مناجاة الله -تعالى-، ولِما يكون فيها من الإخلاص لله -تعالى-، حيث إنَّ وقتها خاصّ لا يطّلع فيه على القائم أحداً، ولقيامِ اللّيل العديد من الفضائل، وفيما يأتي ذكرها:
- اهتمام رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- بقيامِ اللّيل وحرصِه عليه حرصاً شديداً، حتى أنَّ قدماه كانت تتفطّر من الوقوفِ فيها، ولمّا سألته عائشة -رضيَ الله عنها- عن قيامه باللّيل رُغم أنَّ الله -تعالى- قد غفرَ له ما تقدّمَ من ذنبِه وما تأخر، أخبرها أنَّه يقيمُ اللّيل شُكراً لله -تعالى-.
- سببٌ من أسبابِ دخول الجنّة، فعن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- قال: (يا أيُّها النَّاسُ أفشوا السَّلامَ وأطعِموا الطَّعامَ وصلُّوا باللَّيلِ والنَّاسُ نيامٌ تدخلوا الجنَّةَ بسلامٍ).
- سببٌ من أسباب علوّ المنازل والدرجات في الجنّةِ ، فقد روى أبو مالك الأشعري عن رسول الله قال: (إنَّ في الجنَّةِ غُرفًا يُرى ظاهرُها مِن باطنِها وباطنُها مِن ظاهرِها أعدَّها اللهُ لِمَن أطعَم الطَّعامَ وأفشى السَّلامَ وصلَّى باللَّيلِ والنَّاسُ نيامٌ).
- الاتصاف بالإحسان، وكسب ثناء الله عليهم ومدحه لهم، وتمييزهم عن غيرهِم، وتكفير سيئاتهِم، قال الل -تعالى-: (لَيْسُوا سَوَاءً مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّـهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ).
- الإيمان التامّ، قال الله -تعالى-: (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ*تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ).
- شرفُ المؤمن قيام الليل، وهو أحد الأمرين التي يُغبط صاحبُها عليها.
- تحصيل فضل قراءة القرآن الكريم أثناء القيام، فقد روى عبد الله بن عمرو عن رسول الله قال: (مَن قام بعشْرِ آياتٍ لم يُكتَبْ مِن الغافلينَ ومَن قام بمئةِ آيةٍ كُتِب مِن القانتينَ ومَن قام بألفِ آيةٍ كُتِب مِن المقنطِرينَ).