عدد أركان الإحسان
عدد أركان الإحسان
يوجد للإحسان ركن واحد يتضمّن درجتين؛ الأولى أن تعبد الله كأنك تراه ، وبمعنى آخر هو استشعار المسلم عند أداء العبادات أنّه بين يدي الله -تعالى-، والثانية فإن لم تكن تراه فإنّه يراك، ويتحقّق الإحسان في المسلم بقلبه من خلال الإخلاص لله بأعلى درجاته، ويظهر على الجوارح بفعل ما أراده الله والاقتداء برسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حسن الاقتداء.
أنواع الإحسان
للإحسان أنواع وصور عديدة، وفيما يأتي بيان لبعضها:
- الإحسان بالجاه
فإذا اختار أحد النّاس صاحبه ليساعده في حلّ مشكلته ولم يتمكّن من ذلك، وكان له إخوة أو معارف يمكنهم المساعدة، فإنّه يطلب منه كما فعل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- واقتداءً به. روى أبو موسى الأشعري -رضيَ الله عنه- فقال: (كانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، إذَا أَتَاهُ طَالِبُ حَاجَةٍ، أَقْبَلَ علَى جُلَسَائِهِ فَقالَ: اشْفَعُوا فَلْتُؤْجَرُوا، وَلْيَقْضِ اللَّهُ علَى لِسَانِ نَبِيِّهِ ما أَحَبَّ).
- الإحسان بالعلم
وهذا النوع من أعلى مراتب وأفضل أنواع الإحسان؛ لما له من فضلٍ يعود على صاحبه في الدنيا والآخرة، وبه يعبد الإنسان خالقه عن بصيرةٍ وفهم، ومن حصّل من العلم شيئاً كان واجبه نقل هذا العلم لمن لا يعرفه.
- الإحسان للمؤمنين والمؤمنات بالاستغفار والدعاء لهم
قال رسول -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَنِ استغفَرَ للمؤمنينَ وللمؤمناتِ ، كتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ مؤمِنٍ ومؤمنةٍ حسنةً).
- الإحسان إلى الزوجة والأولاد
ذلك من خلال متابعتهم، والحرص عليهم، والجلوس معهم وسماعهم ومشاركتهم أحداث يومهم.
- العفو عن الناس
يتجنّب المسلم الانتقام والثأر للنّفس، وذلك ابتغاءً لعفو الله -سبحانه وتعالى- ورضاه، وقد جعل الله العفو صفةً من صفات المحسنين، فقال -تعالى-: (وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّـهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)
- الرحمة في التعامل مع المخلوقات
اقتداءً بعمل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حين قال: (إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإحْسَانَ علَى كُلِّ شيءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فأحْسِنُوا القِتْلَةَ، وإذَا ذَبَحْتُمْ فأحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ).
- الإحسان إلى الحيوانات
أوصى الإسلام بالحيوانات وحرص عليها لما لها من المنافع الكثيرة، فأوجب الإسلام الرّفق بها، ومن ذلك ما قاله رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (الخَيْلُ مَعْقُودٌ بنَوَاصِيهَا الخَيْرُ إلى يَومِ القِيَامَةِ)،وقال -صلّى الله عليه وسلّم-: (لا تسبُّوا الديكَ، فإنه يوقِظُ للصلاةِ).
مراتب الإحسان
يتضمّن الإحسان مرتبتين؛ الأولى منهما ترغيب، والأخرى ترهيب، ففي الأولى يُؤدّي المسلم ما أمره الله به على وجهِ التمام والكمال، مستشعراً وقوفه بين يدي الله، فمن لم تتحقّق هذه الخصلة فيه انتقل إلى الثانية، وهي استشعاره أنّ الله مطلع عليه في كل أحواله، وسيحاسبه على ما يكون منه.
جزاء الإحسان
توعّد الله المُحسنين الذين أحسنوا في دُنياهم باتّباعِ هدى الله وتوحيده بالإحسان إليهم في الآخرة؛ بالعفو عنهم والصفح عن سيئاتهم وإكرامهم، ورؤيتهم لوجه الله الكريم، قال -تعالى-: (هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ)