ظهور ورم خلف الأذن
ورم خلف الأذن
الورم خلف الأذن هو كتلةٌ بارزةٌ أو نتوءٌ أو انتفاخٌ موضعي خلف الأذن، ويعرف بمصطلحاتٍ عديدةٍ أخرى بحسب نوع الكتلة البارزة، مثل: العقدة، والكيسة، والبروز، وقد يظهر ورم أو نتوء الأذن البارز في مناطق أخرى من الأذن، مثل: قناة الأذن وشحمة الأذن، ويشار إلى معظم النتوءات التي تظهر خلف الأذن لا تستدعي القلق، وتزول من تلقاء نفسها دون الحاجة للعلاج خصوصًا في حال بروزها بشكلٍ تدريجي، وعدم تسببها بالضرر أو الإزعاج للمصاب، ويوصى في هذه الحالة باتخاذ بعض التدابير المنزلية التي تساعد على التخلص منها، أما في حال صاحبها ظهور أعراض أخرى، مثل: الحمّى ، أو الشعور بالألم، أو حدوث احمرارٍ متزايدٍ؛ فتجدر حينها مراجعة الطبيب.
أسباب ظهور ورم خلف الأذن
إنّ أكثر الأسباب شيوعًا لظهور الورم أو النتوءات خلف الأذن هو انتفاخ العقد اللمفاويّة في المنطقة أو الإصابة بأحد أنواع عدوى الأذن، مثل: العدوى الفطريّة، أو العدوى الفيروسيّة، أو العدوى البكتيريّة، كما توجد عدّة أسبابٍ أخرى لانتفاخ منطقة خلف الأذن نذكر منها ما يأتي:
- إصابات الأذن: قد تؤدي إصابات الأذن الخفيفة والشديدة إلى حدوث انتفاخٍ موضعي أو ظهور كتل أو نتوءات الأذن، ومن هذه الإصابات ما يأتي:
- الإصابات الناجمة عن العضّ أو لدغ الحشرات .
- إصابات الرأس.
- التورم الدمويّ (بالإنجليزية: Hematoma)؛ وهو تجمع الدم في أنسجة الجسم.
- الإصابة بالعدوى: قد تؤدي بعض أنواع العدوى إلى ظهور كتلةٍ واحدةٍ أو أكثر على الأذن، وقد يكون سبب ظهور هذه الكتل انتفاخ العقد اللمفاويّة كما ذكر سابقًا، أو تشكّل الخرّاج (بالإنجليزية: Abscesses)، أو ظهور الدمامل، أو الإصابة بأيّ من أنواع العدوى الآتية:
- عدوى فيروس النكاف (بالإنجليزية: Mumps)؛ وهو أحد أنواع العدوى التي تصيب الغدد اللعابيّة في الرقبة.
- أنواع العدوى الفيروسيّة المختلفة التي تصيب الجهاز التنفسيّ العلويّ، مثل: العدوى المسبّبة لنزلة البرد أو الزكام (بالإنجليزية: Common cold).
- عدوى فيروس الحلأ أو الهربس (بالإنجليزية: Herpes virus).
- عدوى فيروس كثرة الوحيدات العدوائيّة (بالإنجليزية: Mononucleosis).
- الأورام: قد يؤدي تشكّل الأورام الحميدة والخبيثة في الأذن إلى ظهور كتلٍ في إحدى مناطق الأذن المختلفة، ومن هذه الأورام ما يأتي:
- الورم الشحميّ (بالإنجليزية: Lipoma)؛ وهو أحد الأورام الدهنيّة الحميدة.
- الورم الليفيّ (بالإنجليزية: Fibroma)؛ وهو أحد الأورام الحميدة ، ويتكون من النسيج الليفي أو الضام.
- ورم الغدد اللمفاويّة، أو سرطان الغدد الليمفاويّة، أو اللمفوما (بالإنجليزية: Lymphoma)؛ هو ورمٌ سرطانيّ يصيب الجهاز اللمفاويّ.
- الوحمة (بالإنجليزية: Nevi) أو شامات (بالإنجليزية: Moles) البشرة.
- سرطان الخلايا الصبغيّة أو الميلانوما (بالإنجليزية: Melanoma)؛ هو نوعٌ من السرطان ينشأ في الخلايا المنتجة لصبغة الميلانين أو ما يعرف بالخلايا الصباغيّة الموجودة في الجلد أو المناطق الأخرى في الجسم، وفي هذه الحالة يظهر في منطقة الأذن.
- أنواع سرطان الجلد غير الميلانومي (بالإنجليزية: Nonmelanoma skin cancers).
الأعراض المرافقة للورم خلف الأذن
قد يصاحب النتوء أو التورم خلف الأذن بعض الأعراض الأخرى، والتي يعتمد ظهورها على السبب الكامن أو المشكلة الصحية التي أدت إلى ظهور الورم خلف الأذن، وبناءً على ذلك فقد يقتصر الأمر على ظهور بعض الأعراض الموضعيّة؛ أي في منطقة ظهور الورم فقط أو قد تتسبب المشكلة الصحية التي أدت إلى ظهور الورم بظهور أعراضٍ تشمل مختلف أجهزة الجسم، وفيما يأتي بيان بعض الأعراض الموضعية المرافقة لظهور ورمٍ خلف الأذن:
- الشعور بالألم عند اللمس.
- حدوث الحكّة في المنطقة المصابة.
- خروج القيح أو الإفرازات من المنطقة المصابة.
- حدوث انتفاخٍ، أو احمرارٍ، أو الشعور بدفء المنطقة المتأثرة.
أما الأعراض الأخرى المرافقة لظهور ورمٍ خلف الأذن والتي تشمل أجهزة الجسم المختلفة؛ فمنها ما يأتي:
- الصداع .
- السعال.
- الحمّى والقشعريرة.
- التهاب الحلق.
- سيلان الأنف.
- الشعور بألمٍ في المفاصل، وتصلبها.
- التعرّق.
- فقدان الوزن غير المبرّر.
تشخيص ظهور الورم خلف الأذن
يستفسر الطبيب في البداية عن التاريخ الصحيّ للشخص المصاب، والأعراض التي يعاني منها، ومدّة ظهورها، وكيفية بداية حدوثها، كما يفحص الطبيب ملمس ومظهر الورم الموجود خلف الأذن، وذلك لمعرفة السبب الذي أدى إلى ظهورها، ويُشار إلى أنه في بعض الحالات غير الشائعة قد يتطلّب التشخيص إجراء اختباراتٍ أخرى، مثل: الاختبارات التصويريّة أو أخذ عيّنة من نسيج المنطقة المصابة بالورم ليتمّ تحليلها مخبريًا.
نصائح وإرشاداتٌ لتخفيف الورم خلف الأذن
كما ذكر سابقًا؛ ففي حال عدم تسبب الورم بالإزعاج للمريض، وظهوره بشكلٍ تدريجيّ؛ فإنه يمكن اتّباع مجموعةٍ من النصائح والإرشادات للتخفيف من الأعراض المرافقة له، ومنها ما يأتي:
- الكمّادات الدافئة والباردة: وذلك لما لها من دورٍ في التخفيف من التورم والألم الناجم عن التعرّض لإصابةٍ أو عدوى في المنطقة.
- مسكنات الألم: وبالتحديد المسكنات التي تصرف دون الحاجة إلى وصفةٍ طبيةٍ، مثل: الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) للمساعدة على التخفيف من الألم والحرارة، لكن ليس له دور في التخفيف من الالتهاب، ومضادّات الالتهاب اللاسترويديّة (بالإنجليزية: Nonsteroidal anti-inflammatory drug) واختصارًا NSAIDs؛ إذ تقلل هذه الأدوية من الالتهاب وبالتالي فهي تساعد على التخفيف من الألم، والاحمرار، والتورم، ومنها: الأسبرين (بالإنجليزية: Aspirin)، ودواء آيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen)، ودواء نابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen)، وتجدر الإشارة إلى ضرورة استشارة الطبيب قبل أخذ أيّ من المسكنات في حال أخذ أدوية أخرى أو معاناته من مشكلة صحية أخرى.
- شرب كميّةٍ كافيةٍ من السوائل: يجدر الحرص على زيادة شرب السوائل، وشرب كميّاتٍ كافيةٍ منها في حال كان التورم خلف الأذن ناجمًا عن أحد أنواع العدوى؛ وذلك لتقوية الجسم ومساعدته على محاربة العدوى؛ خصوصًا في حال كانت العدوى مثحوبة بالحُمّى.
علاج الورم خلف الأذن
يعتمد علاج النتوء أو الورم خلف الأذن على المسبب الرئيسي لظهوره؛ فقد يحتاج المريض إلى أخذ مضادّاتٍ حيويّةٍ في بعض الحالات، أو قد يختفي الورم دون الحاجة للعلاج، أو قد تدعو الحاجة أحيانًا إلى إجراء عمل جراحيّ، وفيما يأتي بعض العلاجات المتّبعة بناءً على المشكلة الصحية التي أدت إلى ظهور الورم خلف الأذن:
- الخرّاج: يعتمد الإجراء المتّبع في هذه الحالة على طبيعة الخرّاج؛ فقد يكتفي الطبيب في بعض الحالات بتصريف السائل القيحيّ، بينما قد تحتاج حالاتٌ أخرى إلى إجراء عملٍ جراحيّ؛ إذ تكون مصحوبةً بمضاعفاتٍ وتعد أكثر خطورةً.
- التهاب الأذن الوسطى: (بالإنجليزية: Otitis media)؛ قد يكون التورم خلف الأذن ناجمًا عن عدوى تصيب الأذن الوسطى ، وفي الغالب لا تحتاج للعلاج؛ إذ تزول خلال يومين من الإصابة تقريبًا، ولكن في حال تكرّر حدوث العدوى؛ فقد يحتاج الطبيب إلى اتّباع بعض الإجراءات الأخرى؛ كتفريغ السوائل من الأذن الوسطى بواسطة أنبوبٍ يتم إدخاله في الأذن.
- حبّ الشباب: في حال كان التورم ناجمًا عن الإصابة بحب الشباب؛ فقد يقتصر العلاج غالبًا على بعض العلاجات الموضعيّة، ولكن في بعض الحالات تجدر مراجعة الطبيب المختص؛ إذ قد تكون الإصابة بحب الشباب شديدةً، وقد تدعو الحاجة إلى طرقٍ علاجيةٍ محددةٍ من قبل الطبيب، كما تحتاج مراقبةً ومتابعةً مستمرّةً مع الطبيب المختص.
- التهاب الجلد: (بالإنجليزية: Dermatitis) توجد العديد من الخيارات العلاجيّة التي تساهم في التخفيف من التهاب الجلد المؤدي إلى ظهور ورمٍ خلف الأذن، ومن هذه الخيارات: إضافة صودا الخَبر، أو أملاح كبريتات المغنيسيوم أو ما يُعرَف بالملح الإنجليزي (بالإنجليزية: Epsom salts)، أو دقيق الشوفان غير المطبوخ إلى ماء الاستحمام؛ مما يساعد على الشعور بالراحة وتخفيف الانزعاج، بالإضافة إلى استخدام الدهون أو بعض أنواع الكريمات للتخفيف من الحكّة والانزعاج، ويشار إلى أنه قد يتمّ وصف بعض المضادّات الفطريّة في بعض الحالات التي تكون مصحوبة بالعدوى الفطريّة.
- التهاب الخُـشَّاء: أو التهاب النتوء الحلمي (بالإنجليزية: Mastoiditis)؛ يتمّ في هذه الحالة استخدام المضادّات الحيويّة بشكلٍ مباشرٍ وفوري؛ للتخلّص من العدوى البكتيريّة المسببّة للعدوى، وفي بعض الحالات قد يضطر الطبيب إلى إجراء عمليةٍ لإزالة جزءٍ من عظمة الخشاء أو تصريف السوائل من الأذن الوسطى.
- الأورام الحميدة: تعتمد إزالة هذه الأورام على رغبة الشخص المصاب؛ إذ لا تشكّل خطرًا على الصحّة في العادة؛ ولكن قد يُفضّل الشخص إزالتها لأسباب تجميليّة، وفي حال إزالة الورم قد يحتاج الشخص إلى استخدام بعض الأدوية المسكّنة للألم، والأدوية التي تقي من حدوث العدوى بعد الانتهاء من العمليّة.
- الأورام السرطانيّة: يعتمد تحديد العلاج المناسب لهذه الأورام على نوع السرطان، ومرحلة تطوّره، وقد يتضمّن ذلك: العلاج الكيمياويّ أو العلاج الإشعاعي .
دواعي مراجعة الطبيب
تجدر مراجعة الطبيب في حال المعاناة من كتلٍ تحت الجلد؛ إذ على الرغم من أنّ وجود كتلٍ سرطانيّةٍ تحت الجلد غير شائعٍ، إلا أنّه يجب التأكّد من سلامة هذه الكتل وإزالة الشكّ بسرطانيّتها في حال ظهورها؛ إذ يساهم الكشف المبكّر في رفع فرص الشفاء، كما تجدر مراجعة الطبيب في حال المعاناة من ورمٍ خلف الأذن يتصف بالسمات الآتية:
- ظهور الورم بشكلٍ مفاجئ.
- الشعور بالألم، أو حدوث الاحمرار، أو خروج الإفرازات، أو طراوة منطقة التورم.
- الشعور بثباته أو التصاقه بمنطقةٍ محدّدةٍ.
- تغيّر شكل الورم أو زيادة حجمه.
- مصاحبته لعددٍ من الأعراض العامّة الأخرى.