ظهور دم في البراز عند الأطفال
ظهور دم في البراز عند الأطفال
يُشير ظهور دمٍ في البراز أو ما يعرف بنزف المستقيم (بالإنجليزية: Rectal bleeding) إلى أيّ دمٍ يمر من فتحة الشرج وهي مكان خروج البراز؛ بحيث يظهر الدم في البراز، أو على ورق الحمام، أو في المرحاض، ويتراوح لونه من الأحمر الفاقع إلى اللون الأسود تقريبًا، وقد يكون ظهور الدم في البراز عند الأطفال مخيفًا أو مقلقًا للوالدين؛ إلّا أنّه يُعد أمرًا شائع الحدوث، وقد يحدث لعدة أسباب والتي غالبًا ما تكون غير خطيرة.
الأعراض
قد يرافق ظهور دمٍ في البراز المعاناة من أعراضٍ أخرى؛ كالشعور بالألم، وتغير في عادات التبرز، وتساعد هذه الأعراض الطبيب على تحديد مصدر الدم أي الموقع من القناة الهضمية الذي حدث فيه النزيف، كما قد يساعد أيضًا تحديد لون وشدة النزيف الطبيب على تقليل الاحتمالات الممكنة لمصدر النزيف، ويظهر الدم في البراز بأحد الأشكال الآتية:
- دمٌ أحمر فاقع اللون موجودٌ على البراز.
- دمٌ كستنائي داكن ممزوجٌ بالبراز.
- برازٌ أسود أو قطراني.
الأسباب
توجد بعض الأسباب التي قد تؤدي إلى ظهور دمٍ في البراز؛ بينما توجد عوامل وأسبابٌ أخرى تتسبب بظهور البراز بلون أحمر دون وجود دمٍ فيه، وفيما يأتي بيان الأسباب المؤدية لكلتا الحالتين:
أسباب احمرار البراز دون وجود دمٍ فيه
قد يظهر البراز بلونٍ أحمرٍ ليبدو وكأنّه يحوي دمًا؛ إلّا أن ذلك يعزى إلى أسبابٍ أخرى لا تشمل وجود الدم في البراز، وفيما يأتي بيانها:
- بعض المشروبات: كشرب مشروباتٍ أو عصائر معينةٍ مصبوغةٍ باللون الأحمر.
- بعض الأدوية: كدواء أموكسيسيلين (بالإنجليزية: Amoxicillin) أو دواء سيفدينير (بالإنجليزية: Cefdinir).
- الحديد: قد تتسبب الفيتامينات أو المكملات الغذائية المحتوية على الحديد بظهور البراز بلون يتراوح من الأحمر المائل إلى الاسود إلى الأسود القطراني.
- بعض الأطعمة: حيث يسبب تناول بعض الأطعمة ظهور لونٍ للبراز يتراوح من اللون الأحمر إلى الأسود، مع ضرورة الإشارة إلى أن سبب ذلك لا يعزى لوجود دمٍ ظاهرٍ أو دم خفيّ (بالإنجليزية: Occult blood) في البراز؛ وإنما بسبب اللون الموجود في الطعام، ومن الأطعمة المسببة لظهور البراز باللون الأحمر ما يأتي:
- الشمندر.
- البندورة.
- الجيلاتين الأحمر.
- التوت البري.
أسباب ظهور دم في البراز
توجد أسبابٌ عدة لظهور دم في البراز عند الأطفال ويرافقها ظهور أعراضٍ مختلفة تستدعي الانتباه والحذر، وفيما يأتي بيان ذلك:
- الشق الشرجي: (بالإنجليزية: Anal fissure)؛ إذ يرافقه ظهور خطوطٍ من الدم الأحمر الفاقع على البراز أو ورق الحمام، كما قد يسبب الشق الشرجي الشعور بالألم والحكة في المنطقة وتزداد شدة هذه الأعراض خلال التبرز أو بعده مباشرةً، ويشار إلى أنّ الشق الشرجي هو عبارةٌ عن تمزقٍ صغيرٍ في البطانة الداخلية للشرج، ويعزى السبب في حدوثه إلى إخراج براز قاسٍ أو كبير الحجم؛ مما يسبب تمدد وتمزق هذه البطانة الرقيقة، كما قد يؤدي الإسهال إلى حدوث الشق الشرجي من خلال تسببه بتهيج بطانة الشرج.
- العدوى: قد تسبب العدوى البكتيرية والفيروسية بالإضافة إلى الطفيليات حدوث الإسهال المصحوب بالدم عند الأطفال، وفي حال إصابة الطفل بأي نوعٍ منها فقد تظهر عليه أعراضٌ أخرى؛ كالحمى، والشعور بألم في منطقة البطن، والخمول، والتهيج، ومن الأمثلة على هذه الأنواع من العدوى ما يأتي:
- العدوى الفيروسية؛ كالفيروس العجلي أو ما يعرف بفيروس روتا (بالإنجليزية: Rotavirus).
- العدوى البكتيرية الشائعة، مثل: عدوى السلمونيلا (بالإنجليزية: Salmonella)، أو الشيغيلا (بالأنجليزية: Shigella)، أو الإشريكية القولونية (بالإنجليزية: E. coli).
- العدوى الطفيلية؛ كالجياردية اللمبلية (بالإنجليزية: Giardia lamblia)، وهو كائن طفيلي منتشر وقد يصيب الأفراد من مختلف الأعمار بمن فيهم الرضع والأطفال.
- السلائل: (بالإنجليزية: Polyps)؛ إذ قد تنزف الزوائد الصغيرة التي تنمو من الأنسجة المبطنة للمستقيم أو القولون خلال التبرز أو بعده.
- داء الأمعاء الالتهابي: (بالإنجليزية: Inflammatory bowel disease) واختصارًا IBD، ويشير هذا المصطلح إلى مرضين مزمنين يتسببان بالإصابة بالتهابٍ في الأمعاء؛ وهما التهاب القولون التقرحي (بالإنجليزية: Ulcerative colitis) وداء كرونز (بالإنجليزية: Crohn's disease)، فقد يتسببان بالإسهال المتكرر والذي يرافقه ظهور الدم في البراز غالبًا، وفي الحالات الشديدة قد يؤدي فقدان كمياتٍ صغيرةٍ من الدم بشكلٍ مستمرٍ إلى فقر الدم .
التشخيص
تجب استشارة الطبيب على الفور في حال ملاحظة وجود دمٍ ظاهرٍ أو خفي في براز الطفل، ومن الفحوصات التي قد تساعد على تحديد سبب ودرجة خطورة المشكلة ما يأتي:
- تحليل البراز: يُعد تحليل البراز خطوةً أوليةً يلجأ إليها الطبيب لتحديد سبب ظهور الدم في البراز؛ حيث يكشف هذا التحليل عن وجود الفيروسات، أو البكتيريا، أو المخاط في البراز ، ويساعد أيضًا على الكشف عن وجود الدم الخفي في البراز، بالإضافة إلى إمكانية تحديد كمية الدم الموجودة فيه.
- فحص الدم: يُعد فحص الدم ضروريًا ويجب إجراؤه بشكلٍ سريعٍ للتأكد مما إذا كان خروج الدم مع البراز بسبب العدوى.
- التشخيص المبني على الأعراض: يلجأ الطبيب إلى البحث عن أعراض أخرى إلى جانب ظهور الدم في البراز لتأكيد التشخيص.
- الخزعة: عندما يشعر الطبيب بأنّ الحالة قد تكون خطيرةً؛ فقد يلجأ إلى أخذ من عينةٍ من النسيج تتم إزالتها من خلال الجراحة، ويعد إجراؤها نادرًا جدًا.
العلاج
كما ذكرنا سابقًا توجد أسبابٌ عديدةٌ محتملةٌ لظهور الدم في البراز عند الأطفال، وحتى في حال كان النزيف بسيطًا أو اختفى من تلقاء نفسه؛ لا بد من أن يقيّم الطبيب حالة الطفل ويقرر فيما إذا كانت الحالة تستدعي العلاج، وفيما يأتي بعض النصائح والعلاجات المتبعة في حال ظهور الدم في البراز عند الأطفال:
- التدابير المنزلية: مثل: الاهتمام بشرب السوائل، وتناول الأطعمة التي تحتوي على الألياف ، والحفاظ على اللياقة البدنية، كما أن المحافظة على نظافة المنطقة وتطبيق المراهم يساهم في تخفيف الألم وتسريع التئام الشق الشرجي، وفي بعض الحالات قد يساعد استخدام الملينات على تسهيل مرور البراز، وتجدر استشارة الطبيب قبل أخذها.
- الأدوية المضادة للميكروبات: (بالإنجليزية: Antimicrobial drugs)، وتشمل ما يأتي:
- المضادات الحيوية: لعلاج المشاكل الصحية التي تسببها البكتيريا؛ كعدوى القناة الهضمية، والخُراج ، والناسور (بالإنجليزية: Fistula)، وداء الأمعاء الالتهابي؛ وبالأخص التهاب الجانب الأيسر من القولون والأمراض المحيطة بالشرج، مع ضرورة الإشارة إلى أنّ المضادات الحيوية غير فعالةٍ ضد الفيروسات.
- الأدوية المضادة للطفيليات: لعلاج العدوى التي تسببها الطفيليات في القناة الهضمية.
- أدوية داء الأمعاء الالتهابي: كدواء 5-أمينوساليسيلات (بالإنجليزية: 5-aminosalicylic acid) والذي يعرف بدواء ميسالازين (بالإنجليزية: Mesalazine)؛ حيث يمكن استخدامه لعلاج الأطفال المصابين بداء كرونز أو التهاب القولون التقرحي، ومن الأدوية الأخرى المستخدمة لعلاج داء الأمعاء لالتهابي ما يأتي:
- الستيرويدات القشرية (بالإنجليزية: Corticosteroid).
- أدوية المعدلات المناعية (بالإنجليزية: Immunomodulators).
- الأدوية الحيوية أو البيولوجية (بالإنجليزية: Biological drugs).
- الجراحة: قد يوصي الطبيب بإجراء عمليةٍ جراحيةٍ لإزالة السلائل أو لكيّ موقع النزيف، كما يمكن وقف النزيف في بعض الحالات بحقن مادةٍ كيميائيةٍ في موقع النزف من خلال التنظير الداخلي العلوي أو السفلي للقناة الهضمية، وتجدر الإشارة إلى أنّ التنظير الدخلي للقناة الهضمية يستخدم أيضًا لتشخيص سبب ظهور الدم في البراز.
دواعي مراجعة الطبيب
يجب على الوالدين استشارة الطبيب عند ظهور الدم في براز الطفل؛ إلّا أنّ طلب الرعاية الطبية الفورية يُعدّ ضروريًّا في حال كان عُمر الطفل أقل من 12 أسبوعًا أو في حال ملاحظة وجود أي من الأعراض الآتية:
- ظهور كميةٍ كبيرةٍ من الدم في البراز.
- انزعاج الطفل وبكاؤه الشديد.
- اسوداد لون البراز.
- الإعياء.
- براز ذو قوام قطراني.
- الشعور بألمٍ في المعدة.
- جرحٌ أو إصابةٌ في الشرج.
- رفض الطفل للطعام أو الشراب.
- إسهالٌ يرافقه دمٌ في البراز.
- برازٌ دموي ترافقه الحمى .
- برازٌ دموي يرافقه ظهور المخاط.