ظهور الإسلام وانتشاره
ظهور الإسلام
انتشار الإسلام في عهد النبي
ظهر الإسلام مع بداية نزول الوحي على النبي -صلى الله عليه وسلم-، حيث أنه بمجرد نزول الوحي عليه -صلى الله عليه وسلم-، وذهابه إلى ورقة بن نوفل مع زوجته العظيمة خديجة -رضي الله عنها- ومعرفته أنه نبي هذه الأمة، شرع بأمر ربه -سبحانه وتعالى- يدعو إلى الحق؛ فأسلمت زوجته خديجة -رضي الله عنها-، وأبو بكر الصديق -رضي الله عنه- وابن عمه علي وقد كان صبياً -رضي الله عنه-، ومولاه زيد -رضي الله عنه-.
تخبرنا عائشة -رضي الله عنها- عن بداية الوحي؛ بأن أول ما بُدئ به النبي -صلى الله عليه وسلم- من النبوة هي الرؤيا الصادقة، فكان يرى الرؤيا فتتحقق كما رآها، ثم حُبب إليه الخلوة؛ فكان يأنس بالوحدة في غار حراء عدة أيام كل شهر، وبينما هو في إحدى تلك الخلوات إذ نزل عليه جبريل -عليه الصلاة والسلام-، وقال له: اقرأ، فأجابه: "ما أنا بقارئ"، وأخذ يكررها ثلاث مرات، ثم قرأ عليه الآيات الخمس الأولى من سورة العلق.
وعاد -صلى الله عليه وسلم- بعدها خائفاً إلى بيته، فهدأته زوجته خديجة -رضي الله عنها-، وأخذته إلى ابن عمها ورقة بن نوفل؛ الذي كان قد تنصر في الجاهلية، فأخبره أنه نبي هذه الأمة، وسيعاديه قومه لذلك.
مرحلة الدعوة السرية
كان من الحكمة أن تبدأ الدعوة إلى الدين الوليد بعيدة عن التصادم مع الوثنية المتحكمة في مكة؛ فبدأ النبي -صلى الله عليه وسلم- ينشر الدين الحق بين أقرب الناس إليه كما أسلفنا، وكذلك فعل أصحابه المستجيبين للدعوة، وعلى رأسهم أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-، الذي أسلم على مجموعة من السابقين إلى الإسلام؛ لصفاته المحببة للناس، وقد استمرت هذه المرحلة ثلاث سنوات.
مرحلة الدعوة جهرية
بعد أن تكونت نواة من المسلمين الأوائل خلال السنوات الثلاثة الأولى للدعوة، أمر الله -عز وجل- نبيه -صلى الله عليه وسلم- أن يجهر بالدعوة، فبدأ انتشار الدعوة بين الناس، بالرغم من الصعوبات الهائلة التي وقفت أمام انتشار الحق، ومن معالم تلك المرحلة:
- معاداة قريش للرسول -صلى الله عليه وسلم-
بتشويه صورته أمام الناس ولا سيما القادمين إلى مكة، كما ناله منهم بعض العذاب، ومحاولات القتل.
- تعذيب أصحابه
حيث تكفلت كل قبيلة بمن يسلم من أبنائها وعبيدها.
- موقف عمه أبي طالب
وبني طالب المدافع عنه سمح له بحرية الحركة، مما ساعد بوصول دعوته للناس، بالرغم من محاولات زعماء قريش ليتخلى عنه، إلا أنه كان يقابل ذلك بالرفض، وقد تحمل هو وبنو هاشم المقاطعة الكبرى لثلاث سنوات في سبيل ذلك.
- أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه بالهجرة إلى الحبشة، وقد حدثت مرتين.
- إسلام عمه حمزة بن عبد المطلب ، وعمر بن الخطاب -رضي الله عنهما-؛ فقويت عزائم المسلمين.
- وفاة زوجته خديجة وعمه أبي طالب
وكان لذلك أثر كبير على نفس النبي -صلى الله عليه وسلم-، على أحوال الدعوة.
- الهجرة إلى يثرب
حاول -صلى الله عليه وسلم- بعد تيقنه من استحالة استمرار الدعوة في مكة أن يجد موطناً جديداً لها، فأكرمه الله -عز وجل- بإسلام النفر الستة من يثرب، ثم كانت بيعتا العقبة، ثم كانت الهجرة إليها.
الهجرة إلى المدينة المنورة
هاجر النبي -صلى الله عليه وسلم- مع صديقه الصدِّيق -رضي الله عنه- إلى يثرب ، بعد أن هاجر معظم أصحابه الكرام -رضوان الله عليهم-، وعندما وصل إلى يثرب سميت بالمدينة المنورة؛ وشرع يؤسس بناء الدولة الأعظم على مر الأزمنة واختلاف الأماكن، ومن ذلك قيامه بما يأتي:
- بدأها بناء المسجد، والمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وكتابة وثيقة الواجبات والحقوق بين سكان المدينة.
- نشر الإسلام؛ وقد كان لفتح الحديبية وفتح مكة أكبر الأثر في ذلك، حتى وصل نفوذ المسلمين إلى تخوم بلاد الفرس والروم، وقد حدثت مواجهات مع الروم أثبت فيها المسلمون بأنهم قوة لا يستهان بها.
- حدثت عدة مواجهات مسلحة بين الدولة الإسلامية؛ بقيادة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقريش الكافرة، أبرزها غزوة بدر وأحد والخندق والحديبية؛ لتنتهي بفتح مكة، كذلك حدثت مواجهات بين المسلمين والقوى المجاورة وخصوصا اليهود.
انتشار الإسلام في عهد الصحابة
ترك النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد وفاته دولة مترامية الأطراف؛ شملت الجزيرة العربية كاملة، تركها لرجال حملوها على أفضل ما يكون الخلف، فبدأ الخليفة الأول أبو بكر الصديق بإرجاع الناس إلى الحق، بعد أن ارتد معظم من أسلم زمن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم شرع في فتح البلاد التي لم يصلها الدين بعد؛ فاستطاع -رضي الله عنه- بكفاءة نادرة أن يجتاح دولة الفرس في العراق كاملة، وفي ذات الوقت يطهر معظم الشام من وجود الروم.
ثم جاء عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ليفجر الفتوحات شرقاً وغرباً، فقضى نهائياً على الفرس، حتى وصلت خيول الفاتحين إلى مصر وشمالي إفريقيا وغيرها، وكان الفاتحون يخلِّصون الناس من حكامهم الظلمة، ويتركون الناس ليتعرفوا على الدين الحق؛ فدخل الناس في دين الله أفواجاً.