ظاهرة الإعراب في اللغات السامية
ظاهرة الإعراب في اللغات السامية
إن الحاجة للإعراب تأتي من أن اللغة عندما تنشأ يجب أن تنشأ معها ضوابط وقوانين تميزها عن غيرها من اللغات، فتسهل أداءها وتوضح معالمها، فاللغة عندما تنضج وتنمو وتتوزع كلماتها في علوم النحت والتصريف والاشتقاق وغيرها، لا بدّ من ضوابط معينة بين تراكيبها تميزها عن بعضها بعضًا وتحدد وظيفة الألفاظ في الجمل ووظيفة التراكيب أيضًا، وهذه الضوابط تمثل النحو الفني.
وفيما يأتي نبذة عن الإعراب في اللغات السامية:
الإعراب في اللغة العربية
إن ظاهرة الإعراب في اللغة العربية قديمة كما في اللغات السامية، لكن اللغة العربية ابتكرت شيئين جديدين في الإعراب: إعراب الخبر والمضاف، وعدم التصريف في بعض الأسماء ( الممنوع من الصرف )، فهي تتميز عن غيرها من اللغات بهذين العنصرين، كما أن اللغة العربية جعلت الإعراب موزعًا بين الرفع والنصب والجر، ويمكن القول إن نظام الإعراب في اللغات السامية قد جعل الإسناد خاص بالضمة، والمفعول به بالفتحة، والمضاف إليه بالكسرة.
الإعراب في اللغة الأكادية
أخذت اللغة الأكادية أيضًا الحالات الإعرابية الثلاث (الرفع والنصب والجر)، ولكن عندما تطورت اختلفت تلك الحالات واختفت بشكل كلي، كما في اللغة البابلية والآشورية الحديثتين، وما ميّز اللغة الأكادية عن اللغات الأخرى السامية أن الأكادية احتفظت بتدوين الحركات مع الصوامت، أما اللغات الاخرى لم يسمح خطها بالتعرف على الحركات باستثناء الهمزة.
ومن هذه اللغات الفينيقية والعربية الجنوبية والأوغاريتية، فهذه اللغات تقوم بتدوين الصوامت دون الحركات، وتحتفظ الأكادية بعلامات الإعراب الرئيسية (الضمة والفتحة والكسرة)، كما أنه في الأكادية يمكن أن يكون الحرف علامة إعراب كالألف والواو والياء كما في المثنى وجمع المذكر السالم.
الإعراب في اللغة الأوغاريتية
وهي لغة معربة أيضًا، وتظهر حركات الإعراب فيها على كل كلمة تنتهي بهمزة سواء أكانت فعلًا أم اسمًا، وهي كما اللغة اللغة العربية تستخدم علامات الضمة والواو والألف وثبوت النون كعلامات رفع، وتستخدم الياء وحذف النون والفتحة والكسرة كعلامات نصب، وتستخدم حذف النون والسكون وحذف حرف العلة كعلامات جزم، فهي لغة متطابقة إعرابيًا مع العربية، حتى في علامات الإعراب الفرعية كجمع المؤنث السالم والممنوع من الصرف وغيرها.
الإعراب في اللغة العبرية
تختلف اللغة العبرية في الإعراب عن باقي اللغات الأخرى قليلًا، فحالة النصب تكون في الكلمات الدالة على الزمان والمكان فتظهر على آخر الكلمة فتحة طويلة، وفي حالة الجر تظهر الكسرة الطويلة (الياء المدية) في حالة الضمير المتصل وفي المضاف إليه وفي الكلمات (أب، أخ، حم)، ولا توجد حالة رفع في العبرية إلا في بعض الأعلام.
الإعراب في اللغة الحبشية
تكون حالة الرفع في اللغة الحبشية في الأعداد، وحالة النصب هي الأوع والأكبر، والرفع والجر في حالة الضمير المتصل، وفي الأسماء الخمسة تكون حركة طويلة خاصة للرفع وحركة طويلة أخرى خاصة للنصب وتكون قبل الضمير المتصل.