أسباب كثرة التثاؤب وعلاجه
التثاؤب
يُعرّف التثاؤب على أنّه؛ استجابة لا إراديّة للجسم، تتمثّل بفتح الفم بشكلٍ واسع، ويرافق ذلك إدخال كميّاتٍ كبيرة من الهواء إلى الرئتين، وحدوث تمدّد في طبلة الأذن، وإغلاق العينين بشدّة، وتنتهي هذه العمليّة الطبيعيّة بإخراج الهواء من الرئتين ببطء، وهنا يُمكن القول بأنّ التثاؤب غالباً ما يُشير إلى التعب والإرهاق، فمِن الشائع تكراره بين الأشخاص الذين يؤدون أموراً متعبة أو مُمِلّة، إضافةً إلى ذلك، يعتبر التثاؤب مُعْدِياً، وينتقل بين الأفراد كجزء من الاستجابة العاطفية الطبيعية للإنسان، وتجدر الإشارة هنا، إلى أنّ التثاؤب يُعدّ من الأمور التي يحتاجها الجسم، لذلك يُنصح بعدم خنقه أو منعه، ولكن قد يعاني الفرد في بعض الحالات من كثرة التثاؤب ، أي أنْ يتكرّر التثاؤب أكثر من مرّة خلال الدقيقة الواحدة، فقد يُشير ذلك إلى أسباب بسيطة يسهل التعامل معها، وقد يكون عَرَضاً لمشكلة صحيّة معيّنة، لذلك يُنصح باستشارة الطبيب في هذه الحالة، للتعرّف على هذه المشكلة وعلاجها.
أسباب كثرة التثاؤب وعلاجه
أسباب كثرة التثاؤب
إنّ السبب الدقيق وراء حدوث كثرة التثاؤب غير معروف، ولكن هناك عدّة عوامل قد ينجم عنها المعاناة من كثرة التثاؤب، ويمكن أنْ نذكر بعض هذه الأسباب على النحو الآتي:
- الشعور بالنعاس ، والتعب، أو الإعياء.
- الإصابة باضطرابات النوم، مثل؛ انقطاع النفس النومي (بالإنجليزية: Sleep apnea)، أو التغفيق (بالإنجليزية: Narcolepsy).
- المعاناة من كثرة التثاؤب كعرض جانبيّ لتناول بعض الأدوية المستخدمة في علاج القلق والاكتئاب ، مثل؛ مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (بالإنجليزية: Selective serotonin reuptake inhibitors)، واختصاراً SSRIs.
- حدوث نزيف في القلب، أو في المنطقة المُحيطة به.
- أسباب أقل شيوعاً تؤدّي إلى كثرة التثاؤب؛ وهي مجموعة من المشاكل الصحيّة والأمراض المُختلفة، نذكر منها ما يأتي:
- الإصابة بأورام الدماغ .
- الإصابة بالنوبة القلبية، أو الجلطة القلبية (بالإنجليزية: Heart attack).
- الإصابة بالصرع (بالإنجليزية: Epilepsy).
- الإصابة بمرض التصلب المتعدد (بالإنجليزية: Multiple sclerosis).
- الإصابة بفشل الكبد (بالإنجليزية: Liver failure).
- فقدان الجسم قدرته على تنظيم درجة حرارته.
علاج كثرة التثاؤب
يعتمد العلاج بشكلٍ أساسي على علاج المُسبّب المُباشر لحدوث كثرة التثاؤب، ويمكن توضيح بعض الطرق العلاجية المُتبعة في علاج كثرة التثاؤب على النحو الآتي:
- تقليل الجرعة الدوائية التي يتناولها المريض، وذلك في حال كانت كثرة التثاؤب ناجمة عن تناول هذا الدواء، ولكن لا يمكن اتّخاذ القرارات المتعلقة بتعديل الجرعات الدوائيّة، إلاّ من قِبَل الطبيب، وبعد استشارتِه وموافقته.
- علاج اضطرابات النوم ؛ من الممكن أن يصف الطبيب بعض الأدوية التي تساعد على النوم، بالإضافة إلى تقديم النصائح والطُّرق التي يمكن أن تساعد المريض على النوم والراحة، ومن الأمثلة على ذلك نذكر ما يأتي:
- استخدام جهاز التنفس.
- ممارسة التمارين التي تقلّل من التوتر.
- اتباع برنامج يحدّد مواعيد النوم بانتظام.
- علاج المشاكل الصحيّة الحقيقيّة التي تكمن وراء الإصابة بكثرة التثاؤب.
أهميّة التثاؤب
تجدر الإشارة إلى أنّ هناك عدّة فوائد يمكن أن يحصل عليها الجسم من خلال التثاؤب، ويُمكن توضيح أهميّة التثاؤب للجسم على النحو الآتي:
- تبريد الجسم: يحفّز الدماغ حدوث التثاؤب بهدف تبريد الجسم، فعمليّة التثاؤب يرافقها حدوث التنفّس العميق ، والذي بدوره يساعد على تحريك الدم الساخن من الدماغ، وإدخال الهواء البارد من الرئتين، لذلك يُمكن أن يَلحظ الشخص حدوث كثرة التثاؤب بين المتدربين في النادي الرياضي، وذلك نظراً لارتفاع درجة حرارة أجسامهم، إذ يحفز الدماغ حدوث التثاؤب، بهدف تبريد الجسم.
- استجابة لقِلّة النوم: يتسبّب عدم الحصول على القدر الكافي من النوم في رفع درجة حرارة الدماغ، ممّا يدفعه إلى تحفيز التثاؤب بهدف خفض درجة حرارته، فيُسهم ذلك في إبقاء الفرد مستيقظاً لفترة قصيرة، أمّا كثرة التثاؤب التي تحدث بنتيجة عدم النوم بسبب المعاناة من اضطرابات النوم، فهي مشكلة صحيّة تتطلّب مراجعة الطبيب.
- استجابة لتغيير الجسم من حالته: قد يُشير التثاؤب إلى تغيير الجسم من حالته الإدراكيّة، فقبل الخلود إلى النوم يحدث التثاؤب كإشارة إلى الاستعداد للنوم، أمّا في حالة الملل فقد يكون التثاؤب إشارة لانتقال الدماغ من أعلى مستويات الانتباه، إلى مستويات أقل من الانتباه، إضافةً إلى ذلك، يحدث التثاؤب بعد مُمارسة التمارين الرياضيّة الشديدة، فهي إشارة إلى انتقال الدماغ من حالة الطاقة المرتفعة، إلى الطاقة المُنخفضة، كما قد يحدث التثاؤب استجابة لتغيُّر الحالة الفيزيائيّة للجسم؛ كحدوث تغير في مقدار الضغط الذي يؤثر في طبلة الأذن، ومثال ذلك؛ الانتقال من مناطق الضغط المرتفع، إلى مناطق الضغط المنخفض.
- الوظيفة التنفسيّة للتثاؤب: في حالة حدوث نقص في كميّة الأكسجين في الدم، يُساعد التثاؤب على تعويض هذا النقص من خلال إدخال كميّة كبيرة من الهواء، ويرافق ذلك حدوث تسارع في نبضات القلب، والذي يُسهم بشكلٍ كبير في ضخ كميات أكبر من الدم خلال الجسم، لذلك فإنّ هذه العمليّة تساعد على تزويد الجسم بالأكسجين، كما أنّها تُسهم في تنظيف الدم من السموم .
- الاستجابة الوقائية للتثاؤب: يعتقد البعض أنّ التثاؤب يعيد توزيع المادّة التي تعرف بمنشطات السطح (بالإنجليزية: Surfactants) في الرئتين، وهي المادّة التي تساعد على ترطيب الرئتين من الداخل، ومنع حدوث الانخماص الرئوي (بالإنجليزية: Collapsed lung).
طرق إيقاف التثاؤب
هناك عدّة طرق يمكن من خلالها إيقاف التثاؤب والتقليل من حدوثه، ومن هذه الطّرُق نذكر ما يأتي:
- التنفّس بعمق من خلال الأنف ، وذلك بهدف تزويد الجسم بالقدر الكافي من الأكسجين.
- الحرص على الحركة، وكسر الروتين فذلك من شأنه أن يُساعد على تحفيز الدماغ .
- الحرص على تبريد الجسم، ويمكن ذلك من خلال السير في الأماكن التي يكون الطقس فيها بارداً، أو شرب كميات قليلة من الماء البارد، أو تناول الأطعمة الباردة، كالفواكه.