طريقة سحب الدم
الدم
يُدرك الجميع ضروريّة الدم للحياة، ويُعتبَر المُتبرِّعون بالدم هم المصدر الوحيد للمرضى الذين يحتاجون إلى نقل دم، حيث إنَّه لا يُمكن تصنيع الدم، وتتمثَّل أهمِّية الدم في الجسم بانتشاره في أجزاء الجسم جميعها لإيصال الموادِّ الأساسيّة التي تحتاجها جميع خلايا الجسم من موادّ مُغذِّية، وأكسجين، كما أنَّه ينقل الفضلات الأيضيّة بعيداً عن تلك الخلايا، وفي الحقيقة هناك أربعة مُكوِّنات أساسيّة لدم الإنسان، ويُمكن ذكرها كما يأتي:
- البلازما: وهي الجزء السائل من الدم، والذي ينقل الماء والموادّ الغذائيّة إلى أنسجة الجسم، وتكون البلازما صفراء اللَّون، وتتكوَّن في الغالب من الماء، ولكنَّها تحتوي أيضاً على البروتينات، والسكَّريات، والهرمونات، والأملاح.
- الصفائح الدمويّة: هي أصغر خلايا الدم، والتي تبدو فعليّاً كصفائح صغيرة عندما تكون في شكلها غير النشط، وتُسيطر هذه الصفائح الدمويّة على النزيف في حال حدوث الجروح من خلال إشارات ترسلها الأوعية الدمويّة، وتتلقَّاها الصفائح الدمويّة لتنتقل إلى المنطقة المُصابة، وتتحوَّل إلى شكلها النشط، حيث تظهر لها مجسات طويلة للتمسُّك بجدران الأوعية الدمويّة ، وتشكيل كتل خلويّة تُساعد الجرح على الالتئام.
- خلايا الدم البيضاء: والتي تُؤدِّي مهامّ ضروريّة للحفاظ على صحَّة الجسم، والحماية من الأمراض، حيث يتمّ إنتاج هذه الخلايا من نخاع العظم، ثمّ تتدفَّق عبر مجرى الدم، وتُهاجم الأجسام الغريبة.
- خلايا الدم الحمراء: تُعرَف بكُريات الدم الحمراء، وهي خلايا في الدم تحمل الأكسجين إلى أنحاء الجسم جميعها.
طريقة سحب الدم
تُعرَف عمليّة سحب الدم بأنَّها تجميع عيِّنات من الدم، ويتم أخذها عادةً من الوريد ، ويُطلَق هذا المصطلح في العادة على الإجراء المُتَّبع لجمع عيِّنة من الدم للفحوصات المخبريّة، وتتمّ هذه العمليّة من خلال عِدَّة خطوات بسيطة، وذلك كما يأتي:
- تجهيز المعدَّات اللازمة جميعها لإجراء سحب الدم، ووضعها في مكان آمن وسهل الوصول، وتتضمن المعدَّات المطلوبة ما يأتي:
- أنابيب العيِّنات المختبريّة، أو كوب، أو كيس مُعقَّم في حال الحاجة إلى جمع كمِّيات كبيرة من الدم.
- قفَّازات مناسبة الحجم، وليس من الضروري أن تكون مُعقَّمة.
- إبر ومحاقن الدم.
- العاصبة التي تُستخدَم لوقف نزيف الدم.
- كحول لتطهير الجلد.
- ملصقات عيِّنة المختبر.
- حاوية الأدوات الحادَّة.
- التأكُّد من أنَّ نموذج المُختبر يُطابق هويّة المريض، وسؤال المريض عن إصابته بالحساسيّة، أو الرهاب، أو الإغماء أثناء الحقن السابقة.
- تحديد موقع الوريد الذي سيتمّ سحب الدم منه.
- تنظيف اليدين جيِّداً، وارتداء قفَّازات مناسبة.
- تنظيف المنطقة التي يبرز فيها الوريد باستخدام مسحة كحول بنسبة 70٪ لمُدَّة 30 ثانية، وتركها حتى تجفّ تماماً، وفي الحقيقة يُفضَّل الكحول على اليود؛ لأنَّ الدم المُلوَّث باليود قد يُؤثِّر في مستويات البوتاسيوم، والفوسفور، أو حمض اليوريك في نتائج الاختبارات.
- ربط العاصبة حول العضد، بحيث تضغط بشكل مُتوسِّط على اليد؛ وذلك حتى يبرز الوريد، والطلب من المريض تشكيل قبضة بيده حتى تكون الأوردة أكثر بروزاً.
- إدخال الإبرة بالوريد بزاوية 30 درجة أو أقل.
- فك العاصبة بعد جمع كمِّية كافية من الدم.
- سحب الإبرة برفق، والضغط بلطف على الموقع باستخدام شاش نظيف، مع تمديد الذراع ورفعه، مع ضرورة عدم ثني الذراع؛ لأنَّ ذلك يُسبِّب ورماً دمويّاً.
- وضع الدم المسحوب في الأنبوب الخاصِّ به.
الآثار الجانبيّة لسحب الدم
قد يتعرَّض الجميع في مرحلة ما في حياتهم لسحب الدم؛ وذلك إمّا لإجراء فحص طبِّي، أو للتبرُّع بالدم ، وفي كلا الحالتين تتشابه إجراءات العمليّة سحب الدم، وعادة ما تكون أقل ألماً ممَّا يظنُّه معظم الناس، كما أنَّ أغلب الناس لا يُواجهون أيّة آثار جانبيّة، ومع ذلك يُمكن أن تُعاني بعض الحالات من بعض الآثار الجانبيّة التي تتلاشى مع مرور الوقت، ومن ذلك ما يأتي:
- الشعور بالألم.
- ظهور كدمات مُلوَّنة على الجلد.
- الشعور بالدوار خاصَّة بعد التبرُّع بالدم.
- النزيف من موقع السحب الدم، وفي هذه الحالة يتمّ الضغط بشاش جافّ ونظيف لمُدَّة لا تقلُّ عن خمس دقائق، وفي حال استمراره تجب مراجعة الطبيب.
- الإصابة بطفح جلدي .
- المعاناة من تهيُّج الجلد من الشريط أو اللاصق الذي تمّ استخدامه.
- ظهور كدمة دمويّة كبيرة تُعرَف باسم الورم الدموي تظهر في موقع سحب الدم، وفي هذه الحالة تجب مراجعة الطبيب على الفور؛ وذلك لأنَّ هذا الورم الدموي يُمكن أن يمنع تدفُّق الدم إلى الأنسجة في حال كان كبير الحجم، أمّا الأورام الدمويّة صغيرة الحجم فغالباً ما تزول من تلقاء نفسها مع مرور الوقت.
العناية بعد سحب الدم
يُمكن اتِّباع بعض التعليمات التي تُحسِّن من حالة الشخص الذي تمّ إجراء سحب الدم له، حتى لو كانت كمِّية الدم المسحوبة قليلة، ومن ذلك ما يأتي:
- وضع كيس ثلج مُغطَّى بالقماش على الذراع إذا كان الشخص يُعاني من ألم، أو في حال وجد كدمات في موقع سحب الدم.
- وضع الضمَّادة طوال المُدَّة الموصى بها، والتي عادةً ما تكون أربع إلى ست ساعات على الأقل من بعد سحب الدم، كما يُمكن أن يحتاج بعض الأشخاص الذين يتناولون أدوية تُخفِّف الدم لتركها فترات أطول، ويستثنى من ذلك الحالات التي يحدث فيها تهيُّج في الجلد في موقع سحب الدم.
- تناول وجبة خفيفة من الأطعمة التي تُعزِّز الطاقة، مثل: الجبن، والبسكويت، والمُكسّرات.
- الاتصال بالمختبر الذي تمّ فيه سحب الدم، أو بالطبيب المسؤول إذا كان الشخص يُعاني من أيّة أعراض تُشعره بالقلق .
- الامتناع عن ممارسة التمارين الرياضيّة الشديدة، والتي يمكن أن تُحفِّز تدفُّق الدم، وتُسبِّب نزيفاً من موقع سحب الدم.
- تناول الأطعمة الغنيّة بالحديد، مثل: الخضروات الورقيّة خضراء اللَّون، والحبوب المدعمة بالحديد ، ممَّا يُساعد على تجديد مخازن الحديد المفقودة لبناء إمدادات الدم الاحتياطيّة.