طريقة زراعة الهندباء
نبتة الهندباء
تُعَدّ نبتة الهندباء من النباتات الخضراء التي تُكوِّن الزهور، كما أنّها نبتة برّية تنمو في الشرق من منطقة جبال الأنديز، وتتمّ زراعتها في مناطق أخرى حول العالَم، وهي ذات نُموّ مُتدنٍّ وبطيء، وممّا يجدر ذِكره أنّ هناك عدّة أنواع للهندباء؛ وذلك حسب شكل أوراقها، فمثلاً هناك نوع من الهندباء يُطلَق عليه الإسكارول، وتكون أوراقه عريضة وناعمة، كما أنّ هناك أنواع أخرى تمتاز أوراقها بأنّها مُلتوية أو مُهدبة الشكل، وللهندباء طعمٌ يُعتبَر مُستَساغاً؛ ولذلك تُستخدَم في السلطات، غيرَ أنّ لها طعماً مُرّاً، إلّا أنّه مُحبَّب، كما أنّ نبتة الهندباء لا تُفضِّل النموّ في الطقس الحارّ، إضافة إلى أنّ المزارعين يلجؤون عند زراعتها إلى رَبْطها ببعضها البعض على شكل حُزَم قَبْل حصادها؛ وذلك للتخفيف من طعمها المُرّ، وهي تُعتبَر من النباتات الغنيّة بالفيتامينات ، مثل: فيتامين أ، وفيتامين ب ، وفيتامين ج.
وهناك نوع من الهندباء يُطلَق عليها الهندباء البرّية، أو الخسّ البرّي، وتتمّ زراعتها للاستفادة من أوراقها، وجذورها، حيث تُؤكَل الأوراق الخضراء، أمّا الجذور، فيتمّ طَحْنها، وتحميصها، واستخدامها مع القهوة ، أو كبديل لها، ويُزرَع هذا النوع في كلٍّ من أمريكا الشماليّة، وأوروبا، على أنّها نوع من الخضراوات، وما يُميِّزها هو شكل أوراقها المُنبسِط، كما أنّ لزهرتها عدّة ألوان، فهناك الأزرق الزاهي، والأبيض، والأحمر الورديّ، وتُعرَف نبتة الهندباء (بالإنجليزيّة: Dandelion) بعدّة أسماء، ومن الأسماء الشائعة لها: (Lion’s Tooth)، و(Blowball)، أمّا الاسم اللاتينيّ لها فهو (Taraxacum Officinale).
زراعة الهندباء
تُزرَع الهندباء على شكل بذور تُوضَع مباشرة في التربة في الهواء الطَّلْق، ويتمّ الفَصْل بين كلِّ نبتة وأخرى بمسافة 6-8 بوصات، وهي تُفضِّل ضوء الشمس الكامل، كما أنّها تُعتبَر من النباتات التي تتكيَّف مع الظروف السيِّئة؛ ولذلك فهي ليست بحاجة إلى نوع مُعيَّن من التربة، إلّا أنّه يمكن إضافة السماد إلى التربة في حال كان هناك تخطيط للاستفادة من الجذور، وتتميَّز الهندباء بأنّها تستطيع التكيُّف مع الظروف المناخيّة، وللحصول على نوعيّة أفضل من النبتة، يُفضَّل تحضير التربة بحيث تكون طريّة وناعمة الحُبيبات، والحِرْص على أن تكون التربة قلويّة قليلاً، ويمكن تحقيق ذلك من خلال إضافة بعض الجِير إليها.
وتنمو الهندباء في أيّ مكان، حتى أنّ بإمكانها أن تنموَ في حديقة المنزل، وتُعرَف الهندباء التي تنمو في كلّ مكان باسم (الهندباء السائدة)، عِلماً بأنّه يمكن التخفيف من مرارة الأوراق أثناء نُموِّها، وذلك من خلال تغطية النباتات قَبْل بِضعة أيّام من حصادها، أو حصاد الأوراق في وقت مُبكِّر، أمّا عن الوقت المناسب لزراعة بذور الهندباء، فيكون تقريباً في أوائل فَصْل الربيع، وتحديداً من أربعة إلى ستّة أسابيع قَبْل موعد الصقيع السنويّ، حيث يتمّ وَضْع البذور على عُمق ربع بوصة تقريباً، وما يُميِّز نبات الهندباء هو قدرته على البقاء على قَيْد الحياة في أشدّ فصول الصيف حرارة، وفي أبرد فصول الشتاء، حيث إنّها تنمو بوجود أشعّة الشمس الكاملة، إضافة إلى نُموِّها في المنطقة التي يكون فيها الظلّ فيها جُزئيّاً، ويتمّ حصاد الأوراق في أيّ وقت من موسم النموّ، أمّا الجذور، فيتمّ حصادها في الخريف الثاني من الزراعة، ويكون ذلك بسَحْبها كاملة من التربة ، أو رَفْعها باستخدام شوكة؛ لتجنُّب كَسْرها، وإتلافها.
فوائد الهندباء
استُخدِمت الهندباء منذ القِدَم؛ فقد استخدمَها القدماء في الطبّ العربيّ، وفي الطبّ الصينيّ التقليديّ، وفي الطبّ الأمريكيّ أيضاً، وهي نبتة صالحة للأكل؛ حيث يمكن استخدامها في صناعة الحساء، والشاي، وغيرها من الأمور، سواء كانت طازجة، أو مُجفَّفة، كما تتعدَّد فوائد نبات الهندباء، ومن الفوائد الصحّية لها:
- علاج حالات الإكزيما، والكدمات.
- علاج حالات فقدان الشهيّة ، والاضطرابات التي تحصل في الجهاز الهضميّ، إضافة إلى علاج انتفاخات البطن، كما تُستعمَل لعلاج آلام العظام والمفاصل، وهي مادّة مُليِّنة، ومُنشِّطة.
- التخفيف من الإصابة بالعدوى وخاصة الفيروسية منها.
- تسريع شفاء الأشخاص الذين أجروا عمليّة استئصالٍ للوزتَين، وذلك عن طريق استخدام الحساء المطبوخ من نبتة الهندباء.
- تنشيط عَمل الكبد؛ وذلك لأنّها تزيد من إفراز المادّة الصفراء، وتُساعد على التخلُّص من سموم الكبد، كما أنّ السكّريات الموجودة في النبتة تُعتبَر مفيدة في وظائف الكبد.
- تخفيف الوزن؛ حيث تُستخدَم الهندباء كبديل لعقاقير تخفيف الوزن .
- استخدام جذور نبتة الهندباء، يؤدّي إلى موت خلايا الميلانوما دون التأثير في الخلايا غير السرطانيّة، وذلك تبعاً لعدّة دراسات أمريكيّة.
- استخدام أوراق نبتة الهندباء في بعض البلدان، مثل تركيا؛ لصُنْع مرهم يُستخدَم في علاج الجروح، والمساعدة على التئامها.
- استخدام عصير الهندباء في الطبّ الشعبيّ لعلاج سرطان الرَّحِم، وللعديد من الأورام ، وقد انتشرَ هذا النوع من العلاج في البوسنة والهرسك.
- إدرار البول؛ وذلك بسبب احتواء نبتة الهندباء على كمّيات عالية من الأملاح، مثل أملاح البوتاسيوم، كما يمكن استخدامها لتعويض الجسم عن الأملاح التي يَفقدُها.
- استخدام الجذور، وخاصّة المُجفَّفة منها في رَفْع مُستوى السكّر في الدم، واستخدامها كمُضادّ حيويّ للالتهابات.
- استخدامها في علاج حصى المرارة، واليرقان، ومرض النقرس .
- استخدامها في إيقاف نُموّ المُكوّرات العنقوديّة الذهبيّة، والمُكوّرات السحائيّة ، والعصيّات؛ وذلك لامتلاكها خصائص مُضادّة للجراثيم.
- استخلاص الماء من قاعدة الأوراق، واستخدامه في العديد من الطُّرُق التجميليّة، مثل: تطهير الجلد، والتخلُّص من النَّمَش .
ومن الفوائد الأخرى لنبتة الهندباء أنّه يتمّ تجفيف زهورها، وإضافتها مع العديد من الأعشاب الأخرى لصُنْع مسحوق يُوضَع مع السماد، ويُنشِّط البكتيريا؛ لتسريع تكوين السماد، كما يمكن استخدام الجذور لاستخلاص اللاتكس منخفض الجودة، واستخدامه في صناعة المطّاط ، إضافة إلى أنّ نباتات الهندباء تُسبِّب نُضجاً مُبكِّراً للفاكهة القريبة منها؛ وذلك بسبب غاز الإيثيلين الذي تُطلقُه.