طريقة ذبح الدجاج
طريقة ذبح الدّجاج
عند ذبح و تذكية الحيوان الذي يحلّ أكله يجبُ اتباع الطريقة الإسلامية في ذلك حتى يَصحّ أكله، ولحم الدجاج أحد أهمّ الاحتياجات الأساسية للطعام في جميع الأماكن، وسيتمّ فيما يأتي توضيح كيفية ذبح الدجاج الشرعية:
- التسمية
لا بدّ من التسمية قبل ذبح الدّجاج بقول: "بسم الله"، استناداً لقول الله -تبارك وتعالى-: (وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ).
- قطع الحلقوم والودجين والمريء: وفي ذلك تفصيل بين الفقهاء نذكره فيما يأتي:
- أبو حنيفية: اشترط قطع الحلقوم والمريء وأحد الودجين.
- مالك: اشترط قطع الحلقوم والودجين.
- الشافعي وأحمد:اشترطا قطع الحلقوم والمريء.
وعند ذبح الدجاجة لا تُطرح أرضاً أو يُمسك برجلها أو يُخرَج لسانها كما يفعل بعض النّاس، فعلى العكس هذا قد يكون فيه تعذيبٌ لها، وقد حثّ الإسلام على الإحسان عند ذبح الحيوان وتذكيته، ففي الحديث: (إنَّ اللهَ كَتَبَ الإحْسَانَ علَى كُلِّ شيءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فأحْسِنُوا القِتْلَةَ، وإذَا ذَبَحْتُمْ فأحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ).
وبناءً على ما سبق يعتبر الذبح الشّرعي اليدوي طريقةً صحيحة وصحيّة، إذ ينساب به الدّم خارج الجسم، فعندما يذبح الدّجاج في المنزل فإنّ أولى الخطوات هي سن السّكين جيداً حتى لا تتعذب روح هذا الطائر، ويجب أن يكون الذابح مؤهلاً للذّبح، ويفعل الخطوات السابقة، ومن ثمّ يترك الدّجاجة قليلاً حتى تهدأ، وبعدها يتمّ تنظيفها من الريش وطبخها أو حفظها في الثلاجة.
حكم قطع رأس الدجاج أوتوماتيكياً
تتعامل المسالخ مع كمياتٍ كبيرةٍ من الدجاج لتناسب حجم الإنتاج اليومي، ويتمّ إحضار الدّجاج في أقفاصٍ كثيرة من المزارع التابعة للمسلخ، وفي هذه المصانع يتحرك الدّجاج على آلة؛ أي يكون هناك عددٌ من الدّجاج المصفوف في وقتٍ واحدٍ حتى يتمّ ذبحه، وسيتمّ بيان الأحكام المتعلّقة بذلك فيما يأتي:
- حكم قطع رأس الدجاج أوتوماتيكيا
السنّة المستحبّة في ذبح الدجاج أن يتمّ الاكتفاء بقطع الحلقوم والمريء والودجين كما سبق في المبحث الأول، ولكن في المصانع يتمّ فصل الرأس كاملاً، وقد أجاز أهل العلم ذلك مع الكراهة؛ لمخالفة السنّة في ذبحها بهذه الطريقة، وذلك لأنّ الرأس يُفصل كاملاً قبل زهوق الروح في هذه الطريقة، مع مراعاة أن يكون المشرف على ذبحها مسلماً أو كتابياً.
- كيفية التسمية عند ذبح الدجاج عن طريق الآلات
إنّ التسمية شرطٌ من شروط صحة الذبيحة ، والأصل أنْ تكون على الذبيحة المحدّدة التي يُقصد تذكيتها، إلا أنّ ذبح الدجاج من خلال الآلات الميكانيكية يُصعّب التسمية على كل واحدةٍ منها؛ بسبب العدد الكبير الذي يُذبح بشكلٍ متتالٍ.
وقد تعدّدت آراء أهل العلم في كيفية التسمية في هذه الحالة، مع اتّفاقهم على أن مَن يُسمّي يجب أن يكون مسلماً أو كتابياً، وبيان هذه الأقوال فيما يأتي:
- قيل: تُجزئ تسميةٌ واحدةٌ على جميع الدجاج الذي سيُذبح بشكلٍ متصل، ويكون ذلك من قِبل مَن يُحرّك الآلة، وقد أفتى بذلك العديد من العلماء.
- قيل: تُجزئ مِن مُحرِّك الآلة تسميةٌ واحدةٌ بشرط تعيين الدجاج أمامه؛ كأن يكون مصفوفاً وراء بعضه أمام عين مُحرِّك الآلة، وهو ما أفتى به ابن عثيمين -رحمه الله-.
- قيل: لا تُجزئ التسمية في هذه الطريقة، وبالتالي لا يجوز استعمالها.
حكم صعق الدجاج عن ذبحه
هناك العديد من المصانع التي تستخدم آلية صعق الحيوان عند أو قبل ذبحه، وهناك عدّة تفصيلات وأحكام مهمّة متعلّقة بهذه الطريقة، وسيتمّ إيضاح ذلك آتياً:
- الصعق الكهربائي الذي يُزهق الروح
إذا كان الصعق الكهربائي للدجاجة يُزهق روحها أو يوصلها إلى حالة تُشبه حال الحيوان المذبوح فيحرُم أكلها ولا يجوز ذبحها بهذه الطريقة، حتى وإن قُطِع المريء والحلقوم والأوداج بعد ذلك، لأنّ هذه الطريقة ليس لها علاقة بالذكاة الشرعية التي يحلّ بها أكل الحيوان، وصارت تُشبه المنخنقة التي تموت وينحبس فيها الدم.
- الصعق الكهربائي المنخفض
إذا كان استخدام الصعق الكهربائي بجرعةٍ منخفضةٍ بهدف فقدان توازن الحيوان لتسهيل ذبحه دون أن يؤدّي ذلك إلى إهلاكه أو إزهاق روحه فيجوز القيام بذلك، لاختلافها عن الحالة السّابقة، حيث يكون الذبح في هذه الطريقة هو سبب موت الذبيحة لا الصعق الكهربائي، ولكن يجدر الانتباه لهذه الطريقة والتأكّد من أنّها لا تسبّب سكتةً قلبيةً للحيوان قبل تذكيته، ولذلك كرهها العديد من العلماء.