طريقة ذبح الجمل
كيفية نحر الجمل
حثّ الإسلام على الإحسان في كلّ شيء، فقال -تعالى-: (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)، ومن ذلك حثّه على ذبح الأنعام بطريقةٍ معيّنة رِفقاً بها، وصدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ قال: (إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإحْسَانَ علَى كُلِّ شيءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فأحْسِنُوا القِتْلَةَ، وإذَا ذَبَحْتُمْ فأحْسِنُوا الذَّبْحَ)، وسيتمّ فيما يأتي توضيح طريقة نحر الجمل في الإسلام :
ما يُستحبّ فعله قبل النّحر
يُستحبّ قبل نحر الجمل أن يتّبع صاحبها أموراً عدّة ويفعلها، وهي:
- أنْ يتمّ توجيه الجمل نحو القبلة، لأنّها من خير الجهات، وقد ثبت أنّ عبد الله بن عمر كان يفعل ذلك ويستحبّه.
- أنْ يتمّ تحديد آلة النّحر حتى ترتاح الذبيحة ولا تتعذّب أثناء نحرها، فقد أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك فقال: (... وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ).
- أن يُراعي مَن يُريد النّحر توفّر الشروط في الإبل إذا كانت للأضحية في العيد؛ بحيث تكون:
- سالمة من العيوب .
- تكون ملكاً له وليس فيها حقٌّ للغير.
- يختار لنحرها الوقت الشرعي المحدّد الذي يبدأ بعد صلاة العيد وينتهي بغروب شمس رابع يومٍ من أيام العيد.
- تبلغ السنّ المعتبرة شرعاً ؛ فتكون قد أتمّت الخامسة ودخلت في السادسة.
- أنْ يُسمّي مَن يريد النّحر قبل نحر الإبل بقوله: "بسم الله"، استناداً لقوله -تعالى-: (وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ).
ما يُستحبّ فعله عند النّحر
يُستحبّ أن يُنحر الجمل وهو قائم على أرجله مع رفع يده اليمنى وربطها، بحيث يكون عند نحره قائماً على رجليه ويده اليُمنى، وهذا هو معنى صوافّ في قول الله -تبارك وتعالى-: (فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ)، ويكون نحر الجمل في أصل رقبته في لبّته الموجودة أسفل عنقه.
وقد جاء في الحديث عن زياد بن جبير: (رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا، أتَى علَى رَجُلٍ قدْ أنَاخَ بَدَنَتَهُ يَنْحَرُهَا قالَ: ابْعَثْهَا قِيَامًا مُقَيَّدَةً سُنَّةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ)، وهذا يدلّ على أنّ النّحر هو السنّة لا الذبح، وهو الأسهل والأرفق بالجمل؛ ذلك أنّ لبّته تخلو من اللّحم الذي يجتمع فيما سواها من الحلق.
حكم الاشتراك في أضحية وهدي الإبل
ذهب جمهور الفقهاء إلى جواز اشتراك سبعة في ثمن أضحية الجمل ، ثمّ يُنحر عنهم جميعاً، وخالفهم المالكية في ذلك فقالوا بعدم جوزا الاشتراك في أضحية الإبل، وممّا استدلّ به جمهور الفقهاء وأهل العلم على جواز الاشتراك في أضحية الجمل ما يأتي:
- قول الله -تعالى-: (فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ)، وقالوا: (مِنْ) في الآية الكريمة تدلّ على التبعيض، فجاز الاشتراك في الهدي.
- ما رواه جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- فقال: (حَجَجْنَا مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَنَحَرْنَا البَعِيرَ عن سَبْعَةٍ، وَالْبَقَرَةَ عن سَبْعَةٍ).
- لثبوت ذلك عن عددٍ كبيرٍ من الصحابة -رضوان الله عليهم-، حيث ثبت ذلك عن علي، وعائشة، وابن مسعود، وأنس بن مالك، وابن عمر، وغيرهم -رضي الله عنهم-.
- قياساً على جواز اشتراك أهل البيت في الأضحية.