طريقة الرجيم حسب فصيلة الدم
رجيم فصيلة الدم
يُعرف رجيم فصيلة الدم بأنّه حمية غذائية تُستخدم أحياناً لتعزيز فقدان الوزن وتقليل خطر الإصابة بالأمراض، وتعتمد هذه الحمية على نظرية مفادها أنّ فصيلة الدم تُحدد الطعام الذي يجب أن يستهلكه الشخص لتحقيق الصحّة المُثلى، وتجدر الإشارة إلى وجود أربعة أنواعٍ أو فصائل مُختلفة من الدم وهي فصيلة الدم A، وفصيلة الدم B، وفصيلة الدم AB، وفصيلة الدم O، وقد اقترح العالِم بيتر دادامو Peter D'Adamo في كتابه الذي نُشر عام 1996 وجود علاقة بين فصيلة الدم والحمية الغذائية، كما أنّه ينصح الأفراد بتناول الطعام تبعاً لفصيلة دمهم لتعزيز الصحّة وتقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية.
إذ يعتقد بيتر أنّ فصيلة الدم تؤثّر في قدرة الشخص على هضم الأطعمة المختلفة بسبب الاختلافات في إفرازات الجهاز الهضمي تبعاً لاختلاف فصائل الدم، وأنّ بعض الأطعمة التي تحتوي على بروتين الليكتين (بالإنجليزية: Lectins) قد لا تُلائِم بعض فصائل الدم؛ وقد يؤدّي تناولها إلى حدوث تكتّل في خلايا الدم ويسمّى أيضاً بالتراص (بالإنجليزية: Agglutination) والذي يُسبب مشاكل صحّية.
هل توجد أدلّة علمية تثبت فوائد ريجيم فصيلة الدم
لا توجد أدلّة علمية دقيقة حول رجيم فصيلة الدم، كما أنّ المؤلفات الموجودة حول هذا النوع من الحميات الغذائيّة لا تعود لباحثين مُعتمدين في المجال الطبي، لكن تجدر الإشارة إلى وجود دراستين موثوقات حول هذا الموضوع أشارت إحداهما والتي نُشرت في مجلة The American Journal of Clinical Nutrition عام 2013 إلى أنّه لا توجد أيّ دراسات علمية تُثبت فوائد اتّباع نظام غذائي بحسب فصيلة الدم، كما أظهرت الدراسة الأخرى التي نُشرت في مجلة PLoS One عام 2014 أنّه وعلى الرغم من وجود بعض التحسّنات في عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب كمستويات الكوليسترول وضغط الدم لدى الأشخاص الذين يتّبعون نظام غذائي بحسب فصيلة الدم؛ إلّا أنّ هذه التحسُّنات لا علاقة لها بفصيلة الدم.
وكما ذُكر سابقاً فإنّ الأساس وراء هذا النوع من الحميات هو الاعتقاد بأنّ فصيلة الدم ترتبط بقُدرة الشخص على هضم بعض أنواع الأطعمة، وأنّ اتّباع هذا النوع من الانظمة الغذائيّة قد يُساعد على تحسين عملية الهضم، والحفاظ على وزن الجسم المثالي، وزيادة مستويات الطاقة، بالإضافة إلى تقليل خطر الإصابة بالأمراض كأمراض القلب والأوعية الدموية، والسرطانات ؛ ولكنّ هذا الاعتقاد غير مبني على أدلّة علمية موثوقة.
وعلى الرغم من وجود نتائج إيجابية لدى بعض الأشخاص الذين اتّبعوا هذا النوع من الحميات؛ إلّا أنّ هذه النتائج لا تتعلّق بفصيلة دمهم بأيّ شكلٍ من الأشكال، حيث ينجح بعض الأشخاص في تحقيق نتائج إيجابية من خلال اتّباع نظام غذائي غنيّ بالمصادر النباتية ومُنخفض بالمصادر الحيوانية، بينما ينجح البعض الآخر في تحقيق نتائج إيجابية عن طريق اتّباع نظام غذائي يحتوي على الكثير من الأطعمة الحيوانية وكمّيات عالية من البروتين، لذلك عند حصول الشخص على نتائج جيّدة من رجيم فصيلة الدم فهذا يعني أنّ هذا النظام يتناسب مع عملية التمثيل الغذائي للشخص ولا علاقة له بفصيلة الدم، كما يتميّز رجيم فصيلة الدم باستبعاد غالبية الأطعمة المصنّعة وغير الصحّية من النظام الغذائي، ويُمكن أن يكون هذا السبب وراء النتائج الإيجابية عند اتّباع هذا النوع من الحميات.
وتجدر الإشارة إلى أنّ أكثر الطرق الصحّية لتناول الطعام دون اتّباع نظامٍ غذائيّ مُحدد تكون من خلال زيادة الاستهلاك اليوميّ للخضروات والفواكه، والاعتدال في تناول الحبوب الكاملة ومنتجات الألبان قليلة الدسم، بالإضافة إلى التقليل من استهلاك اللحوم الحمراء واللحوم المُعالَجة.
سلبيات وإيجابيات اتباع رجيم فصيلة الدم
الإيجابيات
يوصي رجيم فصيلة الدم الأشخاص بتناول الأطعمة الكاملة والطبيعية، والابتعاد عن الأطعمة المُصنّعة والمعالجة، ممّا يجعله صحّي أكثر من نظام الوجبات الجاهزة ونظام بديل الوجبات، وعلى الرغم من ذلك فإنّ رجيم فصيلة الدم يستبعد بعض الأطعمة الضرورية لصحّة لجسم.
السلبيات
نذكر في ما يأتي بعض السلبيات التي قد تترتّب بسبب اتّباع رجيم فصيلة الدم:
- عدم مراعاة اختلاف الأذواق: حيث إنّ رجيم فصيلة الدم يفرض على الأشخاص استهلاك فئات مُحددة جداً من الأطعمة بناءً على فصيلة الدم، لذلك فإنّه لا يراعي اختلاف الأذواق، فعلى سبيل المثال إذا كان الشخص من مُحبي اللحم والبطاطس فإنّه يجب عليه الابتعاد عن تناولهم إذا كانت فصيلة دمه A والتي تفرض عليه نظاماً نباتياً على الأغلب، كما توجد توصيات أخرى حول أنواع التوابل والبهارات التي يُمكن استخدامها، وإذا كان الشخص يتّبع حمية خالية من الغلوتين ، فإنّ هذا النظام الغذائي لا يمنع الغلوتين، لكن يستطيع الشخص الانتباه إلى خيارات الأطعمة الخالية من الغلوتين عند قراءة الملصقات الغذائية بعناية.
- عدم مراعاة الحالات الصحية الخاصّة: تعتمد توصيات رجيم فصيلة الدم على نوع دم الشخص فقط، فإذا كان الشخص يعاني من مرض مُزمن مثل مرض السكري على سبيل المثال، فقد يوصي نظام فصيلة الدم الخاصة به بأن يتناول أطعمة عالية المحتوى من البروتين، بينما قد يوصي مريض سُكريّ آخر يمتلك فصيلة دم مُختلفة بتجنّب تناول منتجات الألبان والدجاج، وذلك يتعارض مع خطة العلاج الخاصة بمرضى السكري، والتي تُوصي باتّباع أسلوب عملي لتناول الطعام اليومي، وتُحذّر من التركيز على أطعمة معيّنة أو استبعاد أيّ من المجموعات الغذائية الرئيسية في معظم الحالات، وذلك بحسب الجمعية الأمريكية لمرضى السكري (بالإنجليزيّة: The American Diabetes Association)، ويجدر بالذكر أنّ رجيم فصيلة الدم قد يتعارض أيضاً مع الحالات الأخرى بما في ذلك أمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم ، أو الكوليسترول، لذلك ينبغي في هذه الحالات الحصول على نظام غذائي مُنخفض المحتوى من الدهون والصوديوم بغض النظر عن فصيلة الدم، وذلك وفقاً للإرشادات الصادرة عن جمعية القلب الأمريكية (بالإنجليزيّة: The American Heart Association).
- اختلال توازن بعض العناصر الغذائية في الجسم: يحتوي النظام الغذائي الخاص بفصيلة الدم O على كمّيات كبيرة من البروتين وخاصةً اللحوم الحمراء؛ ممّا قد يزيد من خطر الإصابة ببعض المشاكل الصحّية كأمراض القلب، وسرطان القولون والمستقيم، كما تبيّن أنّ اتّباع رجيم فصيلة الدم قد يؤدي إلى سوء التغذية ، كما أنّ النظام الغذائي الخاص بفصيلة الدم A وفصيلة الدم O يوصي بتحنُّب استهلاك مُنتجات الألبان، وتناول مُكمّلات الكالسيوم الغذائيّة بدلاً منها، إلّا أنّ الطعام يُعطي كميّات كالسيوم أكبر من تلك الموجودة في المُكملات بالإضافة إلى أنّ الجسم لا يمتص الكالسيوم بكميّات كافية من المكمّلات الغذائية، وبناءًا على ذلك فإنّ اتّباع هذا النوع من الحميات لفترة طويلة قد يؤدي إلى نقص بعض الفيتامينات والمعادن في الجسم.
طريقة رجيم فصيلة الدم
النظام الغذائي
يُنصح باستشارة الطبيب المختص قبل اتّباع أيّ نظام غذائي أو برنامج صحّي، ونذكر في ما يأتي البرنامج المقترح لكل فصيلة دم:
فصيلة الدم A
ينبغي على الأشخاص الذين يمتلكون فصيلة الدم A باتّباع نظام غذائي غني بالمصادر النباتية، وخالٍ من اللحوم الحمراء ، حيث تتشابه هذه الحمية مع الأنظمة الغذائية النباتية إلى حدٍّ كبير، إلّا أنّه يُمكن تناول بعض المنتجات الحيوانية مثل الدجاج، والديك الرومي، بالإضافة إلى معظم أنواع المأكولات البحرية.
فصيلة الدم B
تتميّز حمية فصيلة الدم B بأنّها تسمح بتناول الأطعمة النباتية ومعظم أنواع اللحوم ما عدا الدجاج، كما يُمكنهم أيضاً تناول منتجات الألبان، إلّا أنّهم يُنصحون بتجنّب القمح، والذرة، والعدس ، والطماطم، وبعض الأطعمة الأخرى.
فصيلة الدم AB
تُعرف حمية فصيلة الدم AB بأنّها مزيج بين فصيلة الدم A وفصيلة الدم B، وتشمل الأطعمة المسموحة في هذه الحمية المأكولات البحرية، والتوفو، ومنتجات الألبان، والحبوب، بينما يوصى بتجنّب استهلاك الفاصولياء الحمراء ، والذُرة، ولحم البقر، والدجاج.
فصيلة الدم O
تتميّز حمية فصيلة الدم O بأنّها حمية عالية المحتوى من البروتين وتعتمد على اللحوم، والأسماك، والدواجن، وبعض أنواع الخضروات والفواكه، إلّا أنّها تحدّ من تناول الحبوب، والبقوليات ، ومنتجات الألبان، وتتشابه هذه الحمية مع نظام باليو الغذائي (بالإنجليزية: Paleo Diet)، وتوصي هذه الحمية أيضاً بتناول المكمّلات الغذائية، حيث تستهدف هذه المكمّلات الحالات الصحّية المرتبطة بفصيلة الدم O بما في ذلك مشاكل الجهاز الهضمي.
النشاط البدني
يُوصي رجيم فصيلة الدم باتّباع برنامج رياضي مُحدد يتماشى مع فصيلة الدم، فعلى سبيل المثال يُنصح الأشخاص الذين يمتلكون فصيلة دم O بممارسة التمارين الهوائية القويّة يومياً، بينما يُنصح الأشخاص الذين يمتلكون فصيلة الدم A بممارسة التمارين التي تُشجّع على التأمل الذهني مثل المشي لمسافات طويلة، أو التنس، أو السباحة.،
الطريقة السليمة لخسارة الوزن
يُعدّ تغيير العادات الغذائية أمراً أساسياً لخسارة الوزن والحفاظ عليه، ولتحقيق خسارة الوزن يجب تناول سعرات حرارية أقل من تلك التي يستهلكها الجسم، وعلى الرغم من أنّ الالتزام بذلك لفترة طويلة من الزمن قد يكون صعباً بالنسبة لبعض الأشخاص، إلّا أنّ العديد من الأبحاث أظهرت أنّ القدرة على الالتزام بنظام غذائي مُعيّن تُعدّ أكثر أهمّية من نوع النظام الغذائيّ المُتّبع لخسارة الوزن، وفي ما يأتي بعض الخطوات الأساسية لخسارة الوزن:
- اتّباع نظام غذائي للتحكّم بالوزن: لخسارة الوزن يُنصح باتّباع نظام غذائي تقلّ السعرات الحرارية الموجودة فيه عن السعرات الحراريّة التي يحتاجها الفرد بما يتراوح من 500 إلى 1000 سعرة حرارية، كما يُنصح بأن يتكوّن النظام الغذائي من الأطعمة التي يتناولها الشخص عادةً ولكن بكمّيات أقل، بالإضافة إلى الحرص على التنوّع في الأطعمة بين المجموعات الغذائيّة مثل مُنتجات الحبوب كالخبز ، والمعكرونة، وحبوب الإفطار، والأرز، بالإضافة إلى تناول ما لا يقل عن خمسة حصص من الفواكه والخضروات يومياً، والاعتدال في تناول منتجات الألبان ومنتجات اللحوم، والحد من استهلاك الأطعمة عالية المحتوى من الدهون، أو السكريات، أو الأطعمة ذات المحتوى المنخفض من العناصر الغذائية، ويجدر التنويه إلى ضرورة التأكد من حجم الحصص الغذائية لتحديد عدد الحصص الموصى بتناولها.
وللاطّلاع على الأنظمة الغذائية لخسارة الوزن وكيفية اختيار النظام المناسب لكل شخص يمكن قراءة مقال أفضل رجيم على الإطلاق .
- ممارسة التمارين الرياضية: تساعد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام على فقدان الوزن، حيث تساهم التمارين الرياضية في حرق السعرات الحرارية الزائدة التي لا يمكن خفضها عن طريق النظام الغذائي وحده، كما تقدّم التمارين الرياضية العديد من الفوائد الصحّية والتي تشمل تحسين المزاج، وتقوية القلب والأوعية الدموية، وخفض ضغط الدم، بالإضافة إلى الحفاظ على خسارة الوزن، وتعتمد كمّية السعرات الحرارية التي يتم حرقها من خلال الرياضة على مُدّة الأنشطة الرياضيّة وشدّتها وعدد تكراراتها، ومن الجدير بالذكر أنّ مُمارسة التمارين الهوائية كالمشي السريع لمُدّة لا تقل عن 30 دقيقة في معظم أيام الأسبوع تُعدّ من أفضل الطرق لخسارة دهون الجسم، كما تجدر الإشارة إلى أنّ أيّ حركة إضافية يمكن أن تساعد على حرق السعرات الحرارية، وفي حال عدم وجود متّسع من الوقت لممارسة التمارين الرياضية يوميّاً بانتظام، فإنّه يُمكن اتّباع بعض الطرق التي تضمن زيادة النشاط البدني طوال اليوم، ومن هذه الطرق: استخدام السلالم صعوداً ونزولاً عدّة مرات بدلاً من استخدام المصعد، أو ركن السيارة في مكان بعيد عند الذهاب إلى التسوّق.
وللاطّلاع على التمارين المناسبة لخسارة الوزن يمكن قراءة مقال أفضل رياضة لتخفيف الوزن .
- تغيير العادات الغذائية: بالإضافة إلى اتّباع نظام غذائي صحي، يُمكن القيام بالخطوات الآتية للمُساعدة على نزول الوزن:
- تدوين الطعام المُتناول: يساعد تدوين الطعام بشكلٍ يوميّ على إبقاء الشخص مسؤولاً ومُتيقظاً للكميّات والأنواع التي يتناولها.
- اختيار الطعام بذكاء: حيث إنّ اتّباع نظام غذائي لفُقدان الوزن لا يعني أنّه يجب على الشخص التخلّي عن جميع أطعمته المُفضّلة، بل يمكنه اكتشاف وجبات خفيفة صحّية تُناسبه، بالإضافة إلى إدراك أنّ الخضروات والفواكه ، والحبوب الكاملة تُساعد على الشعور بالشبع لفترةٍ أطول.
- تنسيق الوجبات: إذ يُنصح بالبدء يومياً بوجبة إفطار مُغذّية، بالإضافة إلى الحرص على أنّ تكون الوجبات والوجبات الخفيفة صحيّة ومُغذية، والحرص على تناولها كل بضع ساعات.
- تناول الطعام عند الشعور بالجوع، وتجنّب الأكل في حالة الشبع.
- التقليل من تناول الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على الكربوهيدرات المُكرّرة، والسكريّات المُضافة، والصوديوم .
- الحدّ من تناول الأطعمة التي تحتوي على الدهون المشبعة ، أو الدهون المتحوّلة مثل الحلويات والأطعمة المقلية.
- تناول الأطعمة ببطء وعدم الاستعجال، والحرص على مضغ الطعام جيّداً، وتجنُّب مشاهدة التلفاز أو استعمال الهاتف أثناء تناول الوجبات.
وللاطّلاع على النظام الغذائي الصحي والمزيد من النصائح المهمّة لتقليل الوزن يمكن قراءة مقال نظام غذائي متوازن لإنقاص الوزن .