طريقة البحث العلمي عند ابن الهيثم
منهج ابن الهيثم العلمي
يعتبر منهج ابن الهيثم العلمي وفقاً لمصادر تاريخية أوّل طريقة بحثٍ علمية تم اكتشافها؛ حيث اُعتبر رائد المنهج العلمي الحديث نتيجةً للنهج الكميّ التجريبي الذي اتبعه في بحثه في الفيزياء والعلوم، بالتالي أطلق عليه لقب "العالم الأول" أيضاً، وكانت طريقة ابن الهيثم في البحث العلمي أقرب ما يكون للطريقة العلمية الحديثة؛ حيث تتمثل في دورة تكرارية من الملاحظة والافتراض، والتجريب، والتأكد من الحقائق على نحوٍ مستقل دون التأثر بالآراء الأخرى.
لخَّص ابن الهيثم طريقته المُتّبعة في البحث العلمي بقوله: "نبتدئ في البحث باستقراء ما يخص البصر في حالة الإبصار، وما مطرد لا يتغير، وظاهر لا يشتبه من كيفية الإحساس ثم نرتقي في البحث والمقاييس على التدريج والترتيب مع انتقاد المقدمات والتحفظ من الغلط في النتائج، ونجعل غرضنا في جميع ما نستقريه ونتصفحه استعمال العدل لا اتباع الهوى، ونتحرّى في سائر ما نميزه وننتقده طلب الحق، ولا الميل مع الآراء."
خطوات البحث العلمي عند ابن الهيثم
حدَّد ابن الهيثم منهجه في البحث العلمي من خلال عنصرين أساسيين، وهما: أولًا، تحتاج الملاحظة والتجربة إدراكاً حسياً جيداً، ثانياً، يجب الاعتماد في بناء الفرضيات والحجج التي تبرر النتائج على التفكير المنطقي السليم، وابتكر طرقاً تجريبية شديدة الدّقة تنسجم مع هذين العنصرين لكي يتحقَّق من الفرضيات النظرية والتخمينات الاستقرائية وفق اختباراتٍ علمية محكمة تمثّلت في الإجراءات الآتية:
- الملاحظة والتأمل.
- عرض المشكلة وفهمها.
- اختبار الفرضية باستخدام التجريب.
- تحليل النتائج التجريبية.
- تفسير البيانات، وصياغة الخاتمة.
- نشر نتائج البحث.
للتعرف أكثر على خطوات البحث العلمي بالترتيب يمكنك قراءة المقال خطوات البحث العلمي بالترتيب
مرتكزات المنهج العلمي عند ابن الهيثم
يعتبر الأساس العلمي المتين، والابتعاد عن النزوات والأهواء وتغيير الحقائق وفقاً للميول الشخصية، أهم المرتكزات التي كان يعتمدها ابن الهيثم بمنهجه العلمي في البحث؛ حيث كان يركّز دائمًا على "لا ذاتية العلم" للتأكيد على أن العلم لا يجب أن يتأثر بالانفعالات الشخصية، أو الاتجاهات الذاتية، بل يجب أن يقوم على أساس التجريب والتصحيح، وعدم الأخذ بالمسلمات دون دراستها والتحقق من ثبوتيتها.
أكّد ابن الهيثم على عدم خلو الطبيعة البشريّة من العيوب حين قال: "ونحن لسنا براءٌ مما هو في في طبيعة الإنسان من كدر البشرية..."، ويمكن أن نتبين من كلماته مدى موضوعيته وتواضعه، كما أكّد ابن الهيثم على أن الأخلاق العالية من أهم سمات أسلوب الباحث العلمي من خلال مؤلفاته التي تخلو من سرقة أيّة حقوقٍ لأي عالمٍ أو باحثٍ آخر، كما لا يمكن أن تجد في مؤلفاته وأبحاثه أي نوعٍ من التجريح أو التقليل من العلماء الآخرين؛ فهو لطالما كان مخلصًا لهم و وللعلم الذي حصل عليه منهم.
وللتعرف أكثر على البحث العلمي بشكل عام يمكنك قراءة المقال تعريف البحث العلمي
تعريف بابن الهيثم وبمكانته العلمية
ابن الهيثم هو أبو علي الحسن بن الهيثم البصري (965م - 1040م) الملقّب ببطليموس الثاني بين أقرانه العلماء العرب، وعرفه الأوروبيين في العصور الوسطى باسم الحازن (بالإنجليزية: Alhazen)، برع في مجالاتٍ عدّة؛ كالطب، والرياضيات، والفلسفة، والفيزياء، والميكانيكا، وعلم الفلك، وعُرف عنه بأنّه كان كاتباً كثير الإنتاج؛ حيث كتب حوالي 25 عملًا في العلوم الرياضية، و 44 عملًا في الفيزياء والميتافيزيقا الأرسطية، إضافةً إلى أعماله في علم النفس وعلم الأرصاد الجوية، ويعتبر كتابه "كتاب في المناظير" الذي كان حول البصريات أشهر كتبه في اللغة العربية، ويتكون هذا الكتاب من سبعة مجلداتٍ بحث فيها عن خصائص الضوء وفق دراساتٍ تجريبية ورياضية.