طرق لمعرفة الحمل منزلياً
طرق لمعرفة الحمل منزليًا
لا زالت دقّة طرق واختبارات الحمل منزلية الصنع قيد البحث؛ إذ لم يثبت حتى الآن أخصائيو الرعاية الصحية والباحثون دقتها وفعاليتها في إمكانية الكشف عن حدوث الحمل، وعلى الرغم من أنّ الأقاويل حول صحتها منتشرة بين بعض الأشخاص، إلّا أنّ التوافق الذي قد يحدث بين نتيجة أحد الاختبارات الموثوقة وطرق الكشف عن الحمل منزلية الصنع محضٌ للصدفة، ولا يعني ذلك أن طرق الكشف عن الحمل منزلية الصنع صحيحة أو دقيقة، وفيما يأتي أبرز الطرق المنزلية المستخدمة للكشف عن الحمل والشائعة بين عامة الناس:
اختبار الملح
يعدّ اختبار الملح أحد أبرز الأمثلة على اختبارات الحمل منزلية الصنع التي لم تثبت دقتها وصحتها بشكل علمي، وفي الواقع يمكن إجراء اختبار الملح منزلي الصنع على سبيل اللهو والمتعة فقط؛ إذ لا توجد أسس علمية أو دراسات كافية تدعم فرضية تفاعل الملح مع هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية (Human chorionic gonadotropin hormone) واختصارًا HCG والمعروف عامةً ب هرمون الحمل، ويمكن إجراء هذا الاختبار باتباع الخطوات الآتية:
- وضع عينة من بول الصباح في وعاء صغير نظيف وخالٍ من المسامات.
- وضع معلقتين من الملح في وعاء آخر صغير ونظيف وخالٍ من المسامات.
- إضافة البول إلى الملح، ويفضّل استخدام وعاء شفاف لرؤية النتائج.
- الانتظار حتى ظهور النتائج، وتختلف الأوقايل حول مدة الانتظار اللازمة؛ إذ يزعم البعض أن النتائج قد تستغرق بضع دقائق حتى تظهر، أما البعض الآخر فيقترح الانتظار لبضع ساعات، ووفقًا لبعض الأشخاص الذين أجروا الاختبار فإنه يجدر الانتظار لمدة قد تصل إلى 8 ساعاتٍ أو أكثر.
- تفسير النتائج الظاهرة، وفي هذه الحالة تكون نتيجة اختبار الملح سلبية في حال عدم ملاحظة تغيرات على المزيج، أما النتيجة الإيجابية فتكون في حال ظهور المزيج بمظهر حليبيّ، ووفقًا للادعاءات فإنّ تغيّر مظهر الخليط ناتجٌ عن تفاعل الملح مع هرمون الحمل الموجود في بول السيدات الحوامل.
اختبار السكر
يعدّ إجراء اختبار السكر منزلي الصنع سهلًا ورخيص الثمن، ويمكن تجريبه على سبيل اللهو واللعب بعيدًا عن تصديق نتائجه وربطها بالدقة والصحة؛ إذا لا توجد أدلة علمية تدعم صحة هذا الاختبار، وبشكل عام وفي حال كانت السيدة تشكّ بحدوث الحمل فإنّه يجدر عليها إجراء اختبار حمل موثوق ومراجعة الطبيب للتحقق من ذلك، ولإجراء هذا الاختبار يمكن اتباع الخطوات الآتية:
- جمع عينة من بول الصباح في وعاء نظيف.
- وضع بضع ملاعق من السكر في وعاء آخر نظيف.
- إضافة البول إلى السكر وانتظار النتائج.
- تفسير النتائج؛ إذ يُشير تكتل السكر وتجمعه بعد بضع دقائق من وضع البول عليه إلى نتيجة اختبار إيجابية؛ أي أنّ السيدة حامل، في حين أنّ ذوبان السكر وعدم تكتله يشير إلى نتيجة سلبية، ويدّعي مؤيدو هذا الاختبار أنّ وجود هرمون الحمل في بول الحامل يحول دون ذوبان السكر مما يؤدي إلى تشكل الكتل وعدم ذوبان السكر.
اختبار الكلور
يعدّ اختبار الكلور أحد الطرق المنزلية التقليدية وغير المكلفة للكشف عن الحمل، وعلى الرغم من عدم وجود دراسات تدعم صحّة نتائج هذا الاختبار؛ إلّا أنّه قد يُعطي نتائج صحيحة في حال تجربته بعد حوالي 5-10 أيام من غياب الدورة الشهرية؛ إذ يزعم مؤيدو هذا الاختبار قدرتهِ على الكشف عن وجود هرمون الحمل في البول، وبشكل عام فإنّ هذا الاختبار يعتمد على وجود تفاعل عند إضافة البول إلى الكلور أو مبيض الملابس أو ما يعرف بهيبوكلوريت الصوديوم (Hypochlorite Sodium)؛ ومن الجدير ذكرهُ أنّ نوع أو جودة المُبيّض المستخدم تؤثر في نتيجة الاختبار، ولإجراء هذا الاختبار يمكن اتباع الخطوات التالية:
- جمع عينة من بول الصباح عن طريق التبول المباشر في الكوب، مع ضرورة ملء ربع الكوب تقريبًا.
- وضع المبيض في كوب آخر بحيث يتم ملء ربعه، مع ضرورة استخدام أدوات يمكن التخلص منها، وعدم استخدام أدوات الطعام؛ إذ يعد المبيض مادة سامّة وقد تبقى على الأدوات حتى بعد غسلها.
- إضافة المُبيّض إلى البول ببطء مع منح المزيج وقتًا لحدوث التفاعل.
- الانتظار لبضع دقائق حتى تظهر النتائج.
- تفسيرالنتائج، إذ يدلّ تكون رغوة أو حدوث فوران أو ظهور فقاعات على حدوث الحمل وفق هذا الاختبار، أما عند عدم تكون الرغوة أو الفقاعات فهذا يعني عدم حدوث حمل.
اختبار الخل
يعدّ اختبار الخل أحد الطرق منزلية الصنع التي تزعم إمكانية الكشف عن الحمل، وعادةً ما يتوفر في المتاجر نوعان من الخل؛ الخل الأبيض وخل التفاح، وبالرجوع إلى حقيقة أنّ نتيجة اختبار الخل تعتمد على تغيّر اللون فإنّه يجب استخدام الخل الأبيض لإجراء هذا الاختبار، ويشار إلى أن هذا الاختبار يزعم ظهور نتائج تعتمد على تفاعل هرمون الحمل مع الخل الذي يعد مادة حمضية؛ إذ يعد تغيّر لون الخليط بعد بضع دقائق على تفاعل الخل مع هرمون الحمل، ويشار إلى أنه للحصول على نتائج أكثر دقة فإنه يجدر إجراء الاختبار في الصباح عبر جمع عينة من بول الصباح، وذلك لارتفاع تركيز هرمون الحمل في بول الصباح، مع الإشارة إلى أن الاختبار شبيه بالاختبارات سابقة الذكر ولا توجد دراسات كافية تدعم نتائجه، ولإجراء هذا الاختبار يمكن اتباع الخطوات الآتية:
- جمع عينة بول الصباح في وعاء نظيف ومعقم.
- وضع الخل في وعاء آخر نظيف.
- خلط البول بالخل وتحريك الخليط، ومن ثمّ تركه جانبًا لبضع دقائق.
- الانتظار لمدة خمس دقائق ومراقبة تغيّر اللون، فإذا تغيّر لون الخليط فهذا يعني حدوث الحمل وفق هذا الاختبار، أمّا عدم تغيّر اللون فيُشير إلى عدم حدوث الحمل.
اختبارات أخرى
إضافةً إلى ما سبق ذكرهُ من الطرق المنزلية للكشف عن الحمل، نذكر ما يأتي من الاختبارات الأخرى مع التأكيد على عدم وجود دليل علمي يثبت دقة أو فعالية أي منها:
- اختبارالقمح والشعير: وهو أحد الاختبارات المصرية القديمة التي تعتمد على التبول فوق بذور القمح أو الشعير ثم تركها لمدة يومين؛ فإذا نبتت البذور تكون نتيجة الاختبار إيحابية، وإذا لم تنبت تكون النتيجة سلبية ممّا يعني عدم حدوث الحمل.
- اختبار صودا الخبز: يزعم هذا الاختبار منزلي الصنع إمكانية الكشف عن وجود هرمون الحمل في بول المرأة الحامل؛ إذ يشير تفاعل صودا الخبز (Baking soda) مع البول إلى وجود هرمون الحمل مما يعني حدوث الحمل، في حين أن عدم التفاعل يعني عدم حدوثه، ولإجراء هذا الاختبار يمكن اتباع الخطوات الآتية:
- جمع عينة من البول في كأس نظيفة.
- وضع معلقة من صودا الخبز في كأس آخر.
- مزج العينة مع الصودا والانتظار لبضع دقائق حتى ظهور النتائج.
- تفسير النتائج؛ إذ يعني ظهور الفقاعات أو فوران الخليط على أنّ النتيجة إيجابية، وعدم وجود تفاعل يعني نتيجة سلبية
- اختبار الشامبو: يمكن إجراء هذا الاختبار باتباع الخطوات الآتية:
- جمع عينة البول في وعاء بلاستيكي.
- وضع القليل من الشامبو في وعاء آخر، ومن ثمّ خلطه بالماء لتكوين خليط من الصابون.
- إضافة البول إلى خليط الماء والصابون ومراقبة النتائج.
- تفسير النتائج؛ إذ يدلّ ظهور الرغوة أو الفوران على وجود هرمون الحمل في البول والذي يعني حدوث الحمل، في حين أن عدم حدوث التفاعل يعني نتيجة سلبية وعدم حدوث الحمل وفق هذا الاختبار.
- اختبار معجون الأسنان: يعدّ اختبار معجون الأسنان إحدى الطرق المنزلية التي تزعم إمكانية الكشف عن الحمل؛ فوفقًا لهذا الاختبار يشير التفاعل الناتج من بول المرأة الحامل ومعجون الأسنان إلى حدوث الحمل، ويمكن إجراؤه منزليًّا باتباع الخطوات الآتية:
- ملء قاع كوب صغير بمعجون الأسنان.
- إضافة بضع قطرات من البول إلى المعجون.
- تحريك الخليط ومراقبة ظهور رغوة أو تغيّر لون الخليط.
- تفسير النتائج؛ يدل تحوّل الخليط إلى اللون الأزرق على نتيجة إيجابية؛ أي أنّ معجون الأسنان يتغيّر لونه فور ملامسته لهرمون الحمل، ويجدر بالذكر أن هذا الاختبار لا يأخذ بعين الاعتبار حقيقة أن معاجين الأسنان تتوفر بألوان مختلفة مما يشير إلى عدم وجود دليل علمي يدعم هذا الاختبار.
- اختبار أوراق الهندباء: يزعم اختبار أوراق الهندباء إمكانية الكشف عن الحمل باتباع الخطوات الآتية:
- جمع ورقتين إلى ثلاث ورقات من الهندباء ووضعها في وعاء نظيف.
- جمع عينة من البول في وعاء آخر نظيف.
- سكب جزء من عينة البول فوق الأوراق بما يكفي لنقعها، والانتظار 10 دقائق تقريبًا حتى ظهور النتائج.
- تفسير النتائج؛ إذ يُشير ظهور بقع حمراء أو بثور على أوراق الهندباء إلى النتيجة الإيجابية، أما عدم تغيّر مظهر الأوراق فيعني نتيجة سلبية وعدم حدوث الحمل.
- اختبار وعاء البول: يمكن إجراء هذا الاختبار باستخدام وعاء البول فقط، وذلك عن طريق التبول في وعاء شفاف ونظيف صباحًا، وترك الوعاء على سطح مستوٍ لمدة 24 ساعة، وفي حال تكون طبقة بيضاء رقيقة على الجزء العلوي من البول فإنّ هذا التغيّر يدلّ على حدوث الحمل وفق هذا الاختبار.
طرق منزلية أكثر موثوقية للكشف عن الحمل
يعدّ اختبار الحمل المنزلي الموجود في الصيدليات والذي يكشف عن وجود هرمون الحمل في البول الاختبار الوحيد الموثوق به للكشف عن الحمل من بين الاختبارات والطرق المنزلية الأخرى، ويُشار إلى أنّ طرق مراقبة الخصوبة وتوعية المرأة قد تساعد على معرفة الحمل في وقت مبكر، وعلى الرغم من أنها أكثر موثوقية من الطرق والاختبارات منزلية الصنع إلّا أنّها لا تستطيع تأكيد الحمل بشكل قاطع، كما أنها ت تطلب عادةً عدّة أسابيع أو حتى شهورًا من المراقبة، ومن أبرز هذه الطرق ما يأتي:
درجة حرارة الجسم الأساسية
قد يُساعد تتبع درجة حرارة الجسم الأساسية (Basal body temperature) في الكشف عن العمل، ويمكن تعريفها بأنّها درجة حرارة الجسم عند الاستيقاظ وقبل التحرك أو ممارسة أي نشاط، ويمكن أن تساهم هذه الطريقة في الكشف عن الحمل، وذلك من خلال معرفة الحقائق الثلاثة الآتية:
- ترتفع درجة حرارة الجسم الأساسية لدى النساء مباشرة بعد الإباضة نتيجة ارتفاع مستوى هرمون البروجسترون (Progesterone).
- تنخفض درجة حرارة الجسم الأساسية قبل أو بعد بدء الدورة الشهرية مباشرة نتيجة انخفاض مستوى هرمون البروجسترون .
- في حال غياب الدورة الشهرية فإن حفاظ درجة حرارة الجسم الأساسية على مستوياتها المرتفعة باستمرار قد يُشير إلى حدوث الحمل.
معرفة وقت الإباضة
يمكن الربط بين غياب الدورة الشهرية وحدوث الحمل في حال تأكيد حدوث الإباضة، وبالرغم من اختلاف طول الدورة الشهرية من شهر لآخر واحتمالية تأخرها؛ إلّا أنّه يمكن تحديد موعد الإباضة من خلال استخدام أجهزة اختبار الإباضة المتوفرة في الصيدليات، ومن خلال معرفة موعد الإباضة يمكن الافتراض أنّ موعد نزول الدورة الشهرية سيكون بعد أسبوعين تقريبًا؛ مما يتيح للمرأة إمكانية الكشف عن الحمل في حال غياب الدورة الشهرية، وذلك مع الأاخذ بعين الاعتبار أن هذه الأجهزة قد تُعطي نتائج إيجابية خاطئة في بعض الأحيان، كما يشار إلى وجود مؤشرات عدة تساعد غالبًا على تأكيد موعد الإباضة بشكل موثوق، ومنها: ارتفاع درجة حرارة الجسم الأساسية، وزيادة كمية سوائل عنق الرحم، بالإضافة إلى نتائج اختبارات الإباضة الإيجابية.
اختبار الحمل المنزلي
تكشف اختبارات الحمل بشكلٍ عام عن وجود هرمون الحمل في البول أو الدم، وفي الواقع يمكن تفسير ذلك بالرجوع إلى تسلسل الأحداث داخل جسم المرأة منذ لحظة إخصاب البويضة بالحيوان المنوي داخل قناة فالوب، وفي غضون 9 أيام بعد الإخصاب تنطلق البويضة المخصبة عبر قناة فالوب وصولًا إلى الرحم لتنغرس بعدها في جدار الرحم، وتبدأ المشيمة بالتطور والنمو وإفراز هرمون الحمل في دم المرأة، كما أن جزءًا منه يمر عبر البول، ومع مرور الوقت وخلال الأسابيع القليلة الأولى من الحمل يزداد مستوى هرمون الحمل في البول بسرعة كبيرة بحيث يتضاعف كل يومين إلى ثلاثة أيام، وبالتالي فإن مبدأ عمل اختبارات الحمل المنزلية يقوم على مجرد الكشف عن وجود هرمون الحمل في البول، وذلك بطريقة سهلة ودقيقة وغير مكلفة ومتاحة في الصيدليات، وكلّ ما يجب فعله هو وضع عينة من البول على شريحة الاختبار وانتظار النتائج.
ملخص المقال
تنتشر بين عامة الناس العديد من الطرق المنزلية التي يزعم مؤيدوها أنّها قادرة على الكشف عن الحمل، وذلك باستخدام أدوات بسيطة موجودة في المنزل، مثل: السكر والملح والخل وغير ذلك بأقل التكاليف وأبسط الطرق؛ إلّا أنّ جميع هذه الطرق تفتقر إلى أسس علمية تدعمها، وما كان توافق نتائجها مع الواقع إلّا مجرد صدفة لا أكثر، ولا يجب الاعتماد عليها إذ يمكن تجريبها كونها أمرًا ممتعًا ومسليًّا، كما يشار أيضًا إلى وجود بعض الطرق التي تعد أكثر موثوقية ويمكن أن تساهم في معرفة حدوث الحمل خلال وقت مبكر؛ كدرجة حرارة الجسم الأساسية أجهزة الكشف عن الإباضة، إضافة إلى اختبار الحمل المنزلي الذي يعد أكثر الطرق المنزلية موثوقية، وذلك مع التأكيد على ضرورة مراجعة الطبيب لتأكيد حدوث الحمل.