أسباب تحصيل البركة
الإيمان بالله وتقواه
حثّ الله -عزّ وجلّ- على الإيمان به وتقواه، وجعل تقواه سببًا للفرج بعد الضيق وللبركة المتنزّلة من السماء والأرض، يقول الله -تعالى- في كتابه العزيز: (وَلَو أَنَّ أَهلَ القُرى آمَنوا وَاتَّقَوا لَفَتَحنا عَلَيهِم بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالأَرضِ وَلـكِن كَذَّبوا فَأَخَذناهُم بِما كانوا يَكسِبونَ) ، ومعنى الآية: لو أنّ أهل القُرى لزموا الإيمان و التقوى ؛ لأنزلنا عليهم المطر من السماء ولأنبتنا لهم النبات من الأرض، وأصل البركة: المواظبة على الشيء، أي: تابعنا عليهم المطر والنبات، فلا قحط يحيط بهم ولا جفاف ولا جوع، العطاء هو العطاء لم يقل الله -تعالى- بالإيمان والتقوى نزيد العطاء ولا نكثّر الأموال بل نبارك لهم، والفارق الذي أحدثه يقين العبد بربه هو أن بارك الله له في ذلك العطاء.
برّ الوالدين وصلة الرحم
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (من سَرَّهُ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، أوْ يُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ)، الراجح أنّ الزيادة في العمر و التوسعة في الرزق هنا على سبيل المجاز، فالذي يصل رحمه ومن باب أولى يبرّ بوالديه يبارك الله في عمره، فلو كتب له خمسين سنةً على سبيل المثال؛ فإنّه يعمل فيها كما لو كان عاش تسعين مثلًا، ويرزقه الله مالًا ويبارك له فيه فيساوي أضعافه؛ كمن رزقه الله عشرة آلاف فبالبركة وتوفيق الله تصبح أكثر من عشرين ألفًا وثلاثين ألفًا، وكم من العلماء الذين عاشوا زمنًا يسيرًا ولكن أعمالهم ومؤلفاتهم وما أنتجوه تدلّ وكأنّهم عاشوا قرونًا.
الصدق وخصوصًا في البيع والشراء
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (البَيِّعانِ بالخِيارِ ما لَمْ يَتَفَرَّقا، فإنْ صَدَقا وبَيَّنا بُورِكَ لهما في بَيْعِهِما، وإنْ كَذَبا وكَتَما مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِما)، يبين الحديث أنّ الصدق في البيع والشراء وبيان العيوب في السلعة أو الثمن سببٌ من أسباب حلول البركة على الطرفين، في الانتفاع بالسلعة للمشتري وفي الربح للبائع.
ذكر الله -تعالى- والدعاء بالبركة
إن استفتح المسلم كلّ أعماله بالتسمية و الدعاء بالبركة ؛ فإنّ الله قريبٌ مجيبٌ، يبارك بالمال والصحة والولد، وفي الحديث يبين لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّ للطعام حقًّا على المسلم وحقه أن يقول: (بسمِ اللهِ اللهم باركْ لنا فيما رزقتنا).
الاجتماع على الطعام
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (طَعامُ الواحِدِ يَكْفِي الاثْنَيْنِ، وطَعامُ الاثْنَيْنِ يَكْفِي الأرْبَعَةَ)، ويؤخذ من الحديث أنّ وصول الإنسان لحدّ الكفاية من الطعام إنّما ينشأ عن بركة الاجتماع، وأنّ البركة تزداد بزيادة العدد المجتمع على الطعام، فيبارك الله في الطعام، فالمسلم عندما يجمع إخوته المسلمين على طعامه تتنزل بركات الله ورحماته.