صنع القرار
صنع القرار
لا تخلو مؤسسة ولا هيئة ولا نظام حكم ولا فرد حتى من قرارات هامّة، يتوقف عليها الكثير من أنشطته في الحياة، ولضمان نجاعة هذه القرارات ونجاحها فلا بدّ أن تمر بمرحلة أوليّة هي مرحلة صنع القرار، فصنع القرار أولاً، ثمّ اتخاذه ثانياً، وثمةَ فرق بين صنع القرار واتخاذه، وهناك مراحل لا بدّ منها لصنع القرار، وهذا ما سنوضحه فيما يلي.
الفرق بين اتخاذ القرار وصنعه
- صنع القرار: يحتاج كل قرار حتى يظهر إلى حيز الوجود إلى خطوات متسلسلة، تبدأ بتحديد الظاهرة التي تحتاج إلى قرار، والخطوات المتبعة في ذلك، وتحليل المشكلة أو الظاهرة، وجمع البيانات اللازمة عنها، ثم وضع الحلول المناسبة، وتقييمها، واختيار أفضلها،
وهذا ما يعرف بصنع القرار. اتخاذ القرار: بينما اتخاذ القرار يتمثل في خلاصة ما يتوصل إليه المختصون، وباختصار يمكن القول بأنّه عملية التنفيذ لصنع القرار، فصنع القرار وضع تصور للقرار وشكله وأوصافه، وتنفيذ القرار، هو تنفيذ ما تم القرار بشأنه.
أمثلة على صنع القرار
- قرارات العلاقات الدولية بين الدول.
- قرارات السياسة الهامّة للدولة .
- شكل الحكم ونظامه.
- القوانين التي تسيّر حياة المواطنين.
- التوجيهي وما يتعلق به من قرارات.
- التعليم والقرارات الخاصة به.
- قرارات إعلان الحرب، أو الهدنة.
- قرارات تتعلق بأنظمة خاصة في الدوائر الحكوميّة، كالصحة، والتعليم، والمخططات الهندسيّة، وإصدار تراخيص البناء، وغير ذلك
مراحل صنع القرار
يمر صنع القرار بمراحل تعتبر محطاتٍ هامة تهيء لاتخاذ القرار، تبدأ أولاً بتحديد الموضوع الذي بحاجة لاتخاذ قرار بشأنه، وهو يمس أمور هامة في مجالات الحياة، كالتعليم والصحة، والمواصلات وغير ذلك، وبعد ذلك دراسة هذا الموضوع دراسة مستفيضة، بالتعرف على عناصره؛ كل عنصر على حدة، وبحث مسبباته ومدى الحاجة إليه، ثمّ بعد ذلك دراسة البدائل الجديدة، ومدى مناسبتها للموضوعات أو المشكلة، وهنا يتم عرض مجموعة بدائل يسهم في صياغتها مجموعة من الخبراء والمختصين كل في مجال تخصصه، ومن الضروري إجراء عملية تقويم لمناسبة القرار الجديد، ومدى نجاحه، وتنفيذه، ومن الأمور الهامة أيضاً تحديد الخطوات اللازم سلوكها لتنفيذ القرار، وبحسب الجهة التي تتولى عملية التنفيذ، وفي النهاية تبقى عملية المتابعة الدائمة والمستمرة لتنفيذ القرار وبالآليات المحددة لذلك.
فوائد السير بخطوات صنع القرار
إنّ لتكامل خطوات صنع القرار، وتعمق مبدأ الشورى والمهنيّة فيها، وبمشاركة ذوي الخبرة والاختصاص، أهميّة لاتخاذ القرارات المناسبة، وفي ذلك تحقيق لمصلحة الفرد والمجتمع، وهيبة للدول والأنظمة على حد سواء، وما لم تتم خطوات صنع القرار بالآلية الصحيحة، فإنّ ذلك سيؤدي حتماً إلى فشل القرارات عند اتخاذها، لعدم استيفاء عوامل نجاحها وتنفيذها، والنتائج السلبية للفشل في صنع القرارات كثيرة جداً يمكن تلخيصها بقرارات فاشلة، ونتيجة مأساوية من التخبط والفشل، وصورة سوداوية قاتمة تعبر بجلاء عن نفسها من خلال، الفشل الذي يلف مظاهر الحياة، أو بعضاً من جوانبها.