صلاح عطية (مهندس زراعي مصري)
صلاح عطية (مهندس زراعي ورجل أعمال)
نشأته
ولد صلاح عطية في 18 مارس 1946 في قرية (تفهنا الأشراف) التابعة لمركز ميت غمر في محافظة الدقهلية بمصر. كان معظم سكان قريته يعملون كعمال في الحقول والأملاك المجاورة في ظروف اقتصادية صعبة، وهذا ما انعكس على نشأة صلاح عطية الذي كافح الفقر والعَوَز حتى تمكن من إنهاء دراسته الجامعية في الهندسة الزراعية.
البداية في عالم الأعمال
الفكرة
بعد إنهائه الخدمة العسكرية بُعيد حرب أكتوبر 1973، بدأ صلاح عطية يُفكر يساهم في رفع مستواه المعيشي، حتى توصل إلى فكرة إنشاء مزرعة دواجن .
ولم تكن هذه الفكرة سهلة التطبيق إذ أنها تحتاج لرأس مال كبير.
تواصل صلاح مع ثمانية من رفاقه خلال فترة التجنيد واتفقوا أن يدفع كل منهم مبلغ 200 جنيه وهو مبلغ كبير في تلك حقبة، لكن بقي ينقصهم الشريك العاشر.
قرر صلاح عطية أن يكون الشريك العاشر هو(الله عز وجل) وبنسبة 10 % من الأرباح تخصص للأعمال الخيرية، وأطلقوا على سهم الشريك العاشر اسم ( سهم الشريك الأعظم).
التوسع بالفكرة
وجد الشركاء أن الأرباح من مشروعهم كانت كبيرة جداً، فقرروا زيادة نسبة (الشريك الأعظم) إلى 20 %، وفي الدورة الانتاجية التالية زادت الأرباح أكثر فأكثر، فعاود الشركاء رفع نسبة الشريك إلى 20 %، وهذا ما حصل في الدورات الانتاجية التالية حتى وصلت نسبة (الشريك الأعظم) إلى 50% من الأرباح تُخصص جميعها للأعمال الخيرية.
ومع توسع الأرباح كان لزاماً على صلاح ورفاقه التوسع بالمشروع، فأصبحت مزرعة الدواجن 10 مزارع، ولاحقأ تم انشاء مصنع للأعلاف وآخر للمركزات، وتم شراء قطع أراضي زراعية مخصصة لتصدير منتجاتها إلى مختلف دول العالم.
بدايته في العمل الخيري
في عام 1984 أطلق صلاح عطية ورفيقه المهندس صلاح خضر مشروع مركز إسلامي متكامل في قريتهم، ويقوم هذا المركز بتنفيذ مشروعات خيرية عبر لجان عمل في عدة مجالات إحداها للزراعة ، وأُخراها للتعليم وللشباب وللزكاة والصحة والمصالحات.
مساهماته في العمل الخيري
التعليم
قام صلاح عطية بإنشاء العديد من الكليات والمعاهد الدينية ( ابتدائي ،إعدادي ،ثانوي)، وصولاً إلى إنشاء كلية الشريعة والقانون التابعة لجامعة الأزهر، وتلتها كلية للتجارة بنات وكلية للتربية وأخرى لأصول الدين، لتصبح قرية تفهنا أو قرية ريفية تقام جامعة فيها.
البنية التحتية
أنشأ صلاح عطية محطة قطارات في قريته ساهمت برفع المستوى المعيشي للقرية والقرى المجاورة
الزراعة
قام بإنشاء للزراعة مكونة من مهندسين زراعين متقاعدين تساهم في رفع الإنتاجية من المحاصيل الزراعية ، وتساهم في مساعدة المزارعين في حماية محاصيلهم ومواشيهم من الأمراض.
المصالحات
ساهم صلاح بإنشاء لجان لحل الخلافات المتنوعة وكل لجنة ضمن اختصاصها، الخلاف الزراعي يقوم عليه مهندسون زراعيون، والخلاف الهندسي يقوم عليه مهندسون مدنيون وغيرها من اللجان
الزكاة
قام صلاح عطية بإنشاء بيت مال مسلمين يقوم على إعاشة المحتاجين وتأمين مصادر دخل لهم عبر منح مواشي وأعلاف للأرامل والمطلقات ليعتاشوا منها، وتدرييب الفتيات على الخياطة ومنحهم الماكينات، أما الشباب المحتاجين فكان يؤمِّن لهم أدوات كسب العيش كلٌ حسب اختصاصه، وفي موسم المحاصيل توزع الهدايا على جميع أهل القرية
ولم تتوقف مساهمات صلاح عطية عند هذا الحد، فقد اهتم بالشباب وإشغال وقت الفراغ لديهم، كما عمل على رفع المستوى التعليمي في قريته.
ولم يكن هذه التجارب مقتصرة على قريته (تفهنا الأشراف) بل توسع صلاح بالعمل الخيري في القرى المجاورة وأصبح نشاطه الخيري تجربة ملهمة لكافة الناشطين في مختلف أنحاء مصر.
وفاته
توفي صلاح عطية يوم الاثنين الموافق 11 يناير 2016 عن عمر يناهز 70 عاماً قضى معظمها في العمل الخيري ، وقد شهدت جنازته جموعٌ غفيرة من مختلف القرى و المحافظات المصرية .