صفات لقمان
صفات لقمان الخَلقيّة
اقتصر ذكر لقمان الحكيم في موضع واحد من القرآن الكريم؛ وذلك بقوله -تعالى- في سورة لقمان : (وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ)، أمّا في السنة النبوية فلم يقف العلماء على أحاديث صحيحة تتحدث عن صفاته.
ولكن بالرجوع إلى موقوفات بعض الصحابة، وعدد من روايات أهل الكتاب يتبيّن لنا أن صفات لقمان الخَلقيّة تتلخص بما يأتي:
- عبد أسود.
- قصير القامة.
- أفطس الأنف.
- عظيم الشفتين.
- مشقّق القدمين.
صفات لقمان الخُلقيّة
لقد دلّت الآيات القرآنية الكريمة على صفات لقمان الخُلقية؛ وذلك بالنظر في وصاياه وما حثّ ابنه على القيام به، ومن هذه الصفات:
- التقوى والصلاح .
- كثير العبادة.
- ذو عِبارة؛ أي صاحب منطق ولغة.
- صاحب حكمة.
- صادق الحديث.
- عديم التدخل بما لا يعنيه.
- أمين.
- غاضٌّ لبصره.
- حافظٌ لفرجه.
- عفيف المطعم.
- مكرمٌ لضيفه.
- حافظٌ لجاره.
- عميق النظر والتفكير والتأمّل.
- رفيع الخُلُق.
- عظيم النفع.
- مربي ومرشد.
من هو لقمان
ورد في بعض الأخبار التعريف بلقمان الحكيم على الوجه الآتي:
- اسمه
هو لقمان؛ اسم أعجمي غير عربي، ورد للعربية عن طريق العجم؛ وبسبب الحكمة العظيمة التي آتاه الله إياها؛ اشتُهر باسم (لقمان الحكيم).
- نسبه
لقد تعدد أقوال أهل السير والتراجم في نسب لقمان الحكيم؛ ولكل ذلك لردّ المزاعم التي تقول بأنّ لقمان هو نبي الله داود -عليه السلام- وليس الأمر كذلك؛ فصفة النبوّة أُطلقت عليه من بعض العلماء، لكن الأرجح أنّه كان عبداً صالحاً وليّاً ذا حكمة عظيمة.
وقد قيل في نسبه عدّة أقوال؛ نبيّنها على النحو الآتي:
- هو لقمان بن بَاعُورَاء بن ناحور بن تارح، وهو آزر أبو إبراهيم؛ وهو قول القرطبي، والبيضاوي، والألوسي، ومن وافقهم؛ وعليه أكثر المصادر.
- هو لقمان بن بَاعُورَا ابن أخت أيوب؛ وهو قول الزمخشري والنسفي ومن وافقهما.
- هو لقمان بن عاعورا بن تارخ؛ وهو قول إسماعيل.
- هو لقمان بن ناعور ابن تارخ وهو آزر؛ وهو قول ابن إسحاق.
- هو لقمان بن عنقاء بن سرون؛ وهو قول آخر للقرطبي.
- مهنته
تعدد الأقوال في مهنة لقمان الحكيم؛ فقيل:
- كان نجاداً؛ وهو الذي يشتغل بالفرش والوسائد.
- كان نجاراً.
- كان حطاباً.
- كان راعياً للغنم.
- كان خياطاً.
- كان قاضياً لبني إسرائيل.
بعض وصايا لقمان لابنه
أوصى لقمان الحكيم ابنه بوصايا ثمينة في سورة لقمان التي سُمّيت باسمه، والتي قصّ الله -تعالى- علينا فيها بعضاً من شأنه وحكمته ووصاياه لابنه؛ ومن هذه الوصايا:
- الابتعاد عن الشرك بالله -تعالى- بكلّ أنواعه؛ قال -تعالى-: (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ).
- برّ الوالدين والإحسان إليهما؛ قال -تعالى-: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ..).
- مراقبة الل ه -تعالى- في السر والعلن؛ بحيث يتقي الله في أفعاله كلها وهو يستشعر أن الله يراه؛ قال -تعالى-: (يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ).
- المحافظة على الصلوات في أوقاتها؛ قال -تعالى-: (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ).
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ قال -تعالى-: (وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ).
- الصبر على أقدار الله -تعالى- والمصائب والآلام، سواء كانت في الأهل، أم المال، أم الولد، أم النفس؛ قال -تعالى-: (وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ ۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ).
- التّحلي بالتواضع ، والابتعاد عن التكبر والخيلاء مهما علا قدر الإنسان، فهو أولاً وأخيراً خلق ضعيف مخلوق من ماءٍ مَهين؛ قال -تعالى-: (وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا).
- الاقتصاد والاعتدال في الأمور كلها؛ كالطعام والشراب، والنوم والعمل، والنفقة والاختلاط بالناس وغير ذلك من أمور الحياة العديدة؛ قال -تعالى-: (وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ).
- الأدب في الكلام وخفض الصوت أثناء الحديث؛ ف الكلمة الطيبة يصل أثرها بإذن الله، ولو كانت بهدوء وصوت منخفض، كما أنّ الكلمة الخبيثة تسبب الإساءة ولو كانت بصوت عالٍ؛ قال -تعالى-: (واغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ).