صفات عيسى عليه السلام
عيسى عليه السلام
يعتبر رسول الله عيسى عليه السلام واحداً من أهم الأنبياء، والمرسلين الذين استطاعوا ترك بصمتهم في التاريخ الإنساني بشكل عام، والديني بشكل خاص، لما حملته دعوته التي جاء بها من قيمٍ روحيَّة سامية، استطاعت أن تقلب وجه الأرض، ومن هنا فقد كان هذا الرسول العظيم يتمتع بالعديد من الصفات والمزايا الهامّة التي أهَّلته، ومكَّنته من بلوغ المرتبة العظيمة التي بلغها، ومن إحداث هذا الأثر العظيم في العالم، وحتّى يومنا هذا، وفيما يلي نستعرض بعض أبرز هذه الصفات.
صفات رسول الله عيسى عليه السلام
ارتباطه الوثيق بالله تعالى
عيسى عليه السلام هو رسول مرسل من الله تعالى لبث النور، والهداية بين الناس، ومن هنا فقد كان عليه السلام شديد الصلة بالله تعالى، وكان أينما حلَّ تحلُّ معه البركة؛ فمعجزاته الخارقة التي أجراها الله تعالى على يديه لهي أكثر من أن تُحصى. يقول الله تعالى على لسان عيسى -عليه السلام-: (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا*وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا) [مريم:30،31].
مولده مُعجزة
يعتبر مولد رسول الله عيسى عليه السلام مولداً مُعجزاً لم يعهد التاريخ الإنساني له نظيراً قط، فقد ولد عليه السلام دون حدوث التزاوج الطبيعي بين الذكر والأنثى، حيث أرسل الله تعالى إلى مريم عليها السلام روحه؛ أي جبريل فنفخ فيها، فحملت بهذا الرسول العظيم، ثمّ ولدته، فقصة ميلاده عظيمة بما تحتويه من تفاصيل صغيرة من القصص الخالدة في التاريخ الإنساني.
تكلَّمه في المهد
ممّا ميَّز الله تعالى به عيسى عليه السلام عن غيره من سائر الأنبياء، والناس عامّة، أن جعله يتكلَّم وهو لا يزال في المهد، وقد جاء كلامه في سياق الدفاع عن والدته البتول حينما استنكر عليها قومها إقبالها عليهم وهي تحمل بين يديها ابناً لها، على الرّغم من أنّها لم تتزوج، وقد خلَّد القرآن الكريم ردَّه الذي نطق به، وهو ردٌّ موجز، بليغ يدلُّ على سموِّه، ورفعة مكانته عليه السلام.
ايجازه في الكلام
اشتهرت أقوال رسول الله عيسى عليه السلام بين الناس، وقد عُرف كلامه بالإيجاز، والبلاغة، وعمق المعنى، كما أنّ كلامه عليه السلام يدلُّ على ذكاء حاد، وخبرة في النفس الإنسانيّة، وروح سامية لا يمكن الاقتراب منها، أو الوصول إليها، وهذا كلُّه من أنعم الله تعالى التي ينعمها على الصالحين من عباده.
برّه بوالدته
هذه الصفة عامّة في سائر الأنبياء والمرسلين عليهم السلام، غير أن علاقة عيسى عليه السلام بوالدته السيّدة مريم عليها السلام هي من العلاقات الفريدة، الخالدة، فقد كان هذا الرسول الكريم بارَّاً جدَّاً بوالدته، وقد أكد القرآن الكريم على هذه الصفة العظيمة التي كان رسول الله عيسى يتّصف بها. قال تعالى: (وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا) [مريم:32].