صفات عمر بن الخطاب
صفات عمر بن الخطاب الجسدية
صفات عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الجسديّة كلّها دالَّةٌ على قوّته وهيبته وحزمه ووقاره، وقد ذكر أهل السِّيَر العديد من صفات عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الخَلقيّة، وهي:
- كان عمر -رضي الله عنه- آدم اللون، والأُدمة تعني السّمرة، وقد ذكرت بعض الأخبار أنّه كان أبيض اللّون، ولكن القول الأول أثبت.
- كان رجلاً قوي الجسم، طويل القامة، ويُرى دون سائر الناس.
- كان رجلاً ضخم الجسم، وبعيد ما بين المنكبين؛ أي إنّ ظهره وصدره ممتدّان.
- كانت له لحية عظيمة.
- كان أصلع الرأس، وقيل: كان كثير شعر الرأس، وكثير الشَّيْب، وكان يحلق شعره.
- كان أعسر يسَرا؛ أي يعمل بيديه الاثنتين، ويُسمّى بالأضبط.
- كان جهوريّ الصوت، وإذا غضب ظهر عليه ذلك وفتل شاربه.
- كان رجلاً سريعاً في مشيته، وكان بفخذه شامة سوداء.
صفات عمر بن الخطاب الأخلاقية
تميّز عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بالعديد من الصفات الأخلاقية الكريمة، وهي كثيرة لا يمكن حصرها في مقالٍ، لِذا نذكر أبرزها فيما يأتي:
التقوى والخوف من الله
كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- شديد الخوف من الله -تعالى-، ويُحاسب نفسه دائماً، ويقول للنّاس: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، وتهيؤوا للعرض الأكبر (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لاَ تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ)"، وإذا خُيِّل إليه أنّ أخطأ في حق فلان أمر أن يأتيه ليجعله يقتصّ منه، وكان يقول من شدّة خوفه من الله: "لو مات جَدْيٌ بطف الفرات لخشيت أن يحاسب الله به عمر".
الشجاعة
تميّز عمر -رضي الله عنه- بالقوّة والشجاعة، فقد كان جريئاً يُدافع عن الحقّ دائماً، ولا يخاف لومة لائم، ومن المواقف التي تدلّ على ذلك ما رواه علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، إذ قال: "ما علمت أحداً هاجر إلا مختفياً إلا عمرَ بن الخطاب...".
ثمّ بيّن أنّ عمر لمّا أراد الهجرة أخذ سيفه وقوسه، وحمل الأسهم في يده، وجاء إلى الكعبة، فطاف حولها سبعاً وصلّى ركعتين، ثمّ جاء إلى أشراف قريش الجالسين هناك فقال لهم: "شاهت الوجوه، من أراد أن تثكله أمه، ويُؤتَم ولده، وتَرْمُل زوجته؛ فليقني وراء هذا الوادي"، ولم يتبعه أحد.
غزارة العلم
كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- رجلاً كثير العلم، ومن أقوال أهل العلم الدّالة على ذلك ما يأتي:
- قال مجاهد -رحمه الله-: "إذا اختلف الناس في شيء فانظروا ما صنع عمر فخذوا به".
- قال الشعبي -رحمه الله-: "مَنْ سَرَّه أن يأخذ بالوَثيقة في القضاء، فليأخذ بقول عمر".
- قال ابن المسيّب -رحمه الله-: "ما أعْلَم أحدًا بعد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أعلم من عمر بن الخطاب".
الزهد
اشتهر عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- ب الزّهد والكرم، فقد أنفق نصف ماله كلّه في سبيل الله للجهاد، ولمّا سأله النبي الكريم عمّا أبقاه لأهله قال: "تركت لهم شطر مالي"، فأثنى النبي الكريم عليه، وعندما غَنِم مالاً في خيبر أوقفه للمساكين واليتامى وذي القربى، وكان يأكل الخبز والزيت، ويربط على بطنه الحجر ويقول: "قرقري كما تريدين، والله لا تأكلين إلا هذا الطعام، زيت وخبز".
التواضع
كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- شديد التواضع، وأخرج البخاري في تاريخه أنّ عمر -رضي الله عنه- كان يسير على حماره، فلقيته امرأةً وأوقفته، وأغلظت له في القول، فتعجّب رجلٌ وقال: "يا أمير المؤمنين ما رأيت كاليوم"! فقال عمر -رضي الله عنه-: "وما يمنعني أن أسمع لها وهي التي سمع الله لها وأنزل فيها ما أنزل: (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا)".
العدل
اشتهر عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بالعدل في رعيّته، وفي يومٍ من الأيام جاء رسولٌ من الرّوم يسأل عن قصر أمير المؤمنين ، فدلّه أحد الرجال على مكانه، فقال رسول الروم له: "أسأل عن أمير المؤمنين لا على آحاد الرعية"، فأخبره الرجل أنّه أمير المؤمنين، فلمّا جاء وجد عمر -رضي الله عنه- نائماً تحت شجرة، فقال مقولته المشهورة: "حكمت، فعدلت، فأمنت، فنمت يا عمر".
صفات عمر بن الخطاب القيادية
كان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قائداً عظيماً وناجحاً، وتميّر بالحِكمة والذّكاء، وله مهارات متميّزة في الخطاب، ولذلك بايعه الناس بعد وفاة أبي بكر -رضي الله عنه-، وأحبّوه حباً شديداً بسبب عدله وشجاعته ورحمته.
وقد اتبع نهج التسامح الديني مع أهل الديانات الأخرى، وكانوا يدفعون الجزية بأقلّ مما يدفعونه لحكّام الروم، أمّا غير القادرين منهم فلا يطلب منهم ذلك، وتميّز -رضي الله عنه- بحكمته العسكرية، إذ كان يضع العديد من الاستراتيجيات والخطط العسكرية التي ساهمت في فتح العديد من الأراضي والبلاد.