صفات عبد الله بن عمر
صفات عبد الله بن عمر
يتَّصف الصَّحابيُّ الجليل عبدالله بن عمر بن الخطَّاب -رضي الله عنهما- بعددٍ من الصِّفات الخَلقيَّة والخُلقيَّة، وفيما يأتي توضيحٌ لهذه الصِّفات:
صفات عبد الله بن عمر الخَلقية
كان لعبدالله بن عمر -رضي الله عنه- عددٌ من الصِّفات الخَلقية، ومنها ما يأتي:
- كان جسيماً؛ ضخماً، آدم اللون؛ أسمر اللون،
- كان لديه جمَّةٌ مفروقةٌ والجمَّة هي شعر الرأس، تتدلَّى بالقرب من منكبيه.
- كان يُخضِّب لحيته بالصُّفرة والصُّفرّة هي الزَّعفران والخلوق، ويُحفي شاربه حتى كان يعتقد البعض بأنَّه ينتفه.
- كان مربوع الجسم.
- كان جسمه ضخمًا وله إزارٌ يصل إلى نصف السَّاقين.
- كان يضع العمامة بالَّلون الأسود ويتركها متدلِّيةً خلف منكبيه.
صفات عبد الله بن عمر الخُلُقية
اتصف عبد الله بن عمر بعدد من الصفات الخُلقية، منها ما يأتي:
- كان عبد الله بن عمر زاهدًا في الدُّنيا بأقواله وأعماله ، طمعًا في الآخرة، فقد كان زاهدًا في طعامه وشرابه، وملبسه، وماله، وأثاث بيته، إلَّا أنَّه كان حَسَن المنظر رغم هذا التَّقشُّف، وزهد في المناصب، وفي القضاء، فلم يكن له حاجةٌ في الدُّنيا إلَّا أن يخرج منها ويده بيضاء.
- كان ورعًا، وقد شهد له بذلك الصَّحابة والتَّابعون، إذ كان يجتنب الشُّبُهات خوفًا من وقوعه في المحرَّمات، وما كان ذلك منه إلَّا طاعةً لله - سبحانه وتعالى- واقتداءً برسوله الكريم، وكان يتورَّع عن الضَّروري من الحياة في حال كان يشوبه شيءٌ من التَّنعُّم أو الحرام.
- كان عبدالله بن عمر كريمًا كثير الجود ، فقد كان يُنفق ماله في وجوه الخير إنفاق الذي لا يخشى الفقر، وقد اقتدى بهذا الخُلق بالرَّسول الكريم محمد- صلى الله عليه وسلم، وأبيه الصحابيُّ والخليفة عمر بن الخطاب، وكان يجعل ما يُحبُّه من الرِّزق فداءً للفقراء والمحتاجين ، امتثالًا لأمر الله -تعالى- في الآية الكريمة: (لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ)، فكان كثير العطاء لمن يستحقُّ، ولم يُبقي لديه مالًا قط، وكلُّ العطاء الذي كان يأتيه كان يُوزِّعه على من يحتاجه.
- كان متواضعًا ويخشى على نفسه أن يكون من المختالين المتكبِّرين، ولم يفخر بنفسه قط، ولم يُحبَّ المديح ولم يرغب به، وكان دائم التفقُّد للأيتام والمساكين، ويدعوهم لِتناول الطَّعام معه، وكان يُبادر دومًا بالسَّلام اقتداءً بالرَّسول عليه الصلاة والسلام.
- كان حسن الأخلاق، فلم يسبَّ ولم يلعن أحداً، وكان مرافقيه في السَّفر يتحدَّثون عن حُسن تعامله وضيافته معهم، وخدمته لهم، ولم يُحِج نفسه لأحدٍ، وكان حريصًا على الوفاء بالوعد، وقضاء الدَّين.
- كان شديد القوَّة في العبادة، متمسِّكًا بآثار النَّبيِّ- صلى الله عليه وسلم-، وكان كثير البُكاء والخشوع في العبادة.
- كان من مجموعة العلماء من الصَّحابة، وكان كثير الحديث عن الرَّسول - صلى الله عليه وسلم-.
التعريف بعبد الله بن عمر
هو عبدالله بن عمر بن الخطَّاب بن نُفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبدالله بن قرط بن رزاح القرشيُّ العدويُّ، وأمُّه هي زينب بنت مظعون الجمحية، وُلد عبدالله في السَّنة الثَّالثة للبعثة، وأسلم مع أبيه وهاجر إلى المدينة عندما كان عمره عشر سنين قبل هجرة أبيه، وذُكر أنَّه لم يُشارك في غزوة بدر، إذ استصغره الرَّسول - صلى الله عليه وسلم- عندما كان عمره ثلاثة عشرة سنةً، ولا في غزوة أُحد، إلى أن بلغ سن خمسة عشر سنةً فسمح له الرَّسول-صلى الله عليه وسلم بالمشاركة في غزوة الخندق.
مات عمر عندما كان سنُّه سبع وثمانون سنةً، وقد روى عبدالله بن عمر الأحاديث عن أبي بكرٍ، وعمرٍ، وعثمان، وأبي ذرٍّ، ومعاذ، وعائشة، وغيرهم الكثير من الصَّحابة -رضوان الله عليهم أجمعين-، وروى عنه عددٌ من الصَّحابة والتَّابعين، ومنهم؛ جابر، وابن عباس، وروى عنه أولاده وهم عبدالله، وزيد، وحمزة، وبلال -رضوان الله عليهم-.
خصائص عبد الله بن عمر
تميَّز عبدالله بن عمر بعددٍ من الخصائص، وفي ما يأتي توضيحٌ لهذه الخصائص:
- أثنى الرَّسول -صلى الله عليه وسلم- على عبدالله بن عمر، وبشره بالجنَّة ، وذُكر: (أن النبيَّ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال في عبدِ اللهِ بنِ عمرَ إنه رجلٌ صالحٌ) لو أنَّه يُصلِّي الَّليل، ومنذ ذاك الوقت لم ينم عبدالله بن عمر من الَّليل إلَّا القليل.
- كان عبدالله بن عمر من أكثر الصَّحابة حرصًا على أخذ العلم مباشرةً من الرَّسول -صلى الله عليه وسلم-، فضلًا لكونه من أكثر الصَّحابة حِفظًا لأحاديث الرسول- صلى الله عليه وسلم-، والرِّواية عنه، ومن أجل ذلك فقد كان تلاميذ عبدالله بن عمر كُثُّر، وكانوا يحرصون على أخذ وتلقِّي العلم منه.
- كان عبدالله بن عمر من أهل الورع والعلم، وكان - رضي الله عنه - يُكثّر من اتِّباع آثار الرسول - صلى الله عليه وسلم-، وكان يحرص على شدَّة التحرِّي والاحتياط قبل الإفتاء لأحدٍ، وقِيل أنَّه أفتى في الإسلام على مدى ستين سنةً، ولم يتخلَّف عبدالله بن عمر عن السَّرايا في عهد الرَّسول - صلى الله عليه وسلم- قط، وكان مُحبًا لِفريضة الحجِّ حُبًا شديدًا، ولازم الحجَّ قبل الفتنة وبعدها، حتى قِيل أنَّه كان من أكثر الصَّحابة عِلمًا بِمناسك الحجِّ.
- كان عبدالله بن عمر - رضي الله عنه- خال المؤمنين، وكان من أكثر شباب قريش امتلاكًا لِنفسه عن الدُّنيا، وقد أُعطي عبدالله المعرفة بالآخرة، وإيثاره لها حقَّ اليَّقين، ولم يتأثَّر عبدالله بن عمر بالدُّنيا قط، ولم تُغيِّره مفاتنها وتلاهيها، وقال عنه الرسول - صلى الله عليه وسلم- أنَّه من الصَّالحين، وقد أصابه الحزن والبكاء حين ردَّه الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن المشاركة في بدر وأحد نظرًا لِصغر سنِّه، وكان نقش خاتم عبدالله بن عمر"عبدالله لله"، وكان سبب وفاته إصابة رِجله بِزجُّ رُمحٍ ممّا تسبَّب بورمها، ودُفن -رضي الله عنه- في المُحصَّب، وقال البعض أنَّه دُفن في ذي طُوى أو سِرف.