صفات المؤمنين والمنافقين
صفات المؤمنين والمنافقين
إنّ من واجب المسلم معرفة صفات أهل الإيمان بهدف التحلي بها، والإكثار منها في سلوكه اليومي، وكذلك معرفة صفات أهل النفاق بهدف الابتعاد عنها وتجنّب الوقوع فيها، وتجدر الإشارة إلى أنّ هنالك سبلاً لتعزيز الإيمان وتقويته في النفس، كما أنّ هنالك طرقاً يعدّ السير فيها سبباً من أسباب الانحدار في درب النفاق، وفيما يأتي بيان صفات المؤمنين والمنافقين.
صفات المؤمن
لقد جاءت عدد من النصوص الشرعية التي تتحدث عن صفات المؤمنين، وتمتدح أفعالهم، وتحثّ على التخلق بأخلاقهم، ومن هذه الصفات:
- اتباع الإيمان بالعمل الصالح
إذ لا يقتصر إيمان المسلم على التصديق باللسان فقط، بل تشترك الجوارح من خلال التزام أداء الأعمال الصالحة، وترك الأعمال السيّئة في تثبيت الإيمان وتعزيزه؛ قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ).
- المحافظة على العبادات
بأدائها مستوفية أركانها وشروطها، كأن يؤدي الصلاة في وقتها مع تحقيق صفة الخشوع والطمأنينة فيها؛ قال -تعالى-: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ* الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ).
- محبّة المسلمين والولاء لهم
حيث تكون بنصرتهم وإعانتهم ورحمتهم؛ وكل ذلك لأجل إيمانهم؛ قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا).
- إظهار النصح للمؤمنين
ويكون أميناً في هذا النصح يريد الخير للمنصوح، وليس شهرة وحظوة للنفس؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: (الدِّينُ النَّصِيحَةُ، قُلْنا: لِمَنْ؟ قالَ: لِلَّهِ ولِكِتابِهِ ولِرَسولِهِ ولأَئِمَّةِ المُسْلِمِينَ وعامَّتِهِمْ).
- الحرص على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
إذ لا تقوم للإسلام حضارة دون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فهو الجهد الدائم المفروض على عاتق المسلمين كلٌ حسب قدرته؛ قال -تعالى- في وصفه للصالحين: (يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ).
- البعد عن المعاصي والنفور منها
وذلك بالبعد عن أسبابها، والأماكن التي تدعو إليها، وفي حال الوقوع فيها من باب الضعف أمام النفس ووساوس الشيطان، لا من باب الإقرار والإصرار؛ قال -تعالى- في ندائه للمؤمنين: (وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)؛ إذ علّق فلاحهم على التوبة الصادقة.
- الإيمان بالغيب
قال -تعالى- في امتداح المؤمنين بالغيب: (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ)؛ مما يدل على أهمية الإيمان بالغيب ؛ مما أخبرنا به -جل وعلا- في القرآن الكريم، ومما أخبرنا به نبيه -صلى الله عليه وسلم-؛ من أخبار الأمم السابقة، وأحداث يوم القيامة، ونحو ذلك من عوالم الغيب.
- الجهاد في سبيل الله عز وجل
وهذه الصفة من أخص صفات المؤمنين بالله -تعالى-؛ لما يحتمله الجهاد من المشقة والجهد، واحتمالية التضحية بالنفس، والمال في مواجهة أعداء الله -تعالى-؛ قال -تعالى-: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمْ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ).
- الاهتمام بأخبار المسلمين ومتابعة أحوالهم
ومشاركتهم همومهم ومناسباتهم ضمن ضوابط الشرع؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوادِّهِمْ، وتَراحُمِهِمْ، وتَعاطُفِهِمْ مَثَلُ الجَسَدِ إذا اشْتَكَى منه عُضْوٌ تَداعَى له سائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى).
صفات المنافق
لقد حذّر الله -سبحانه- من المنافقين ومن الركون إليهم؛ فكان لا بد من بيان صفاتهم لأخذ الحيطة والحذر منهم؛ لا سيما أنّهم يُظهرون شيئاً ويُضمرون شيئاً آخر؛ ومن هذه الصفات:
- أداء العبادة رياءً وسمعة أمام النّاس
قال -تعالى-: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا).
- الصدّ عن سبيل الله بشتى الوسائل
وفي مقدمتها نشر الإشاعات الكاذبة، وكذلك بثّ روح اليأس والهزيمة بين المسلمين.
- خيانة الأمانة
إذ إنّ المنافق يتصف بالغدر والخيانة، والمكر والخداع؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: (لا إيمانَ لِمَن لا أمانةَ له، ولا دِينَ لِمن لا عهدَ له).
- إخلاف الوعود والكذب
وهذه من أبرز صفات المنافقين؛ ولكنّ هذا الصفات لا تُخرج من الإسلام؛ إنّما تنقصه؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: (آيَةُ المُنافِقِ ثَلاثٌ: إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذا وعَدَ أخْلَفَ، وإذا اؤْتُمِنَ خانَ).
- بغض المسلمين وكرههم
وتقليل إنجازاتهم، والتركيز على إثارة السلبيّات، وتقليل شأنهم؛ قال -تعالى-: (هَاأَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ* إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا).
- السعي بالغيبة والنميمة
والإفساد بين المسلمين؛ ونتيجة هذا توعدهم الله -تعالى- بالعذاب الشديد؛ قال -سبحانه-: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ).
- الحرص على نشر المنكر
من خلال الأمر به، والنهي عن المعروف بشتى السبل المتاحة؛ قال -تعالى-: (الْمُنافِقُونَ وَالْمُنافِقاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ).
- كره الإنفاق في سبيل الله
والمنّ به، وهذا الشح لا يكون إلا على المؤمنين، قال -تعالى-: (أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ).