صفات الصحابة في القرآن
صفات الصحابة في القرآن
كرّم الله- سبحانه وتعالى- الصحابة بأن ذكر مواقفهم بالقرآن الكريم وأثنى عليهم في كثيرٍ من الآيات، حيث نزلت العديد من الآيات التي تبين مكانتهم في الإسلام وصفاتهم، ومن هذهِ الصفات الذي وصف الله -سبحانه وتعالى- الصحابة الكرام في كتابه العزيز ما يأتي:
- التسابق على صحبته -صلى الله عليه وسلم-
ودليل ذلك قول الله -تعالى- في كتابه العزيز: (وَالسّابِقونَ الأَوَّلونَ مِنَ المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ وَالَّذينَ اتَّبَعوهُم بِإِحسانٍ رَضِيَ اللَّـهُ عَنهُم وَرَضوا عَنهُ وَأَعَدَّ لَهُم جَنّاتٍ تَجري تَحتَهَا الأَنهارُ خالِدينَ فيها أَبَدًا ذلِكَ الفَوزُ العَظيمُ) .
أي إن المؤمنين من المهاجرين والأنصار بايعوا النبي -صلى الله عليه وسلم- بإخلاص تحت الشجرة في غزوة الحديبية التي تسمى بيعة الرضوان وسميت بذلك؛ لأن الله -رضي عليهم- وأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً وهو فتح خيبر.
- أهل التقوى والخير
قال الله -تعالى- في كتابه العزيز: (وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا) .
- التحلي بالصدق
ودليل ذلك قول الله -تعالى- في كتابه العزيز: (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَكونوا مَعَ الصّادِقينَ) .
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
ودليل ذلك قوله -تعالى-: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ).
صفات الصحابة المتعلقة بعبادة الله
اتصف الصحابة- رضوان الله عليهم- بالصفات الأخلاقية والإيمانية الإسلامية التي ميزت شخصياتهم، فقد التقوا بالرسول محمد -صلَى الله عليه وسلم- في حياته وأخذوا عنه قواعد ومبادئ الإسلام وتعلموا منه فقه العبادات كما جاء في القرآن الكريم وسنته -صلى الله عليه وسلم-، فاتصفوا بتقوى الله والإيمان به وطاعته وعبادته، ومن أهم تلك الصفات ما يأتي:
- الإيمان واليقين
أي إنهم مؤمنين بالله -تعالى- متيقنين بالجزاء والثواب من الله في الدنيا والآخرة ودليل ذلك قول الله -تعالى- في كتابه العزيز: (وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) .
- حبهم للجهاد في سبيل الله والصبر على ذلك
ودليل ذلك قوله -تعالى-: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) .
- العبودية والصلاح
ودليل ذلك قوله -تعالى-: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ) ، أي وصفهم الله -تعالى- بكثرة الركوع والسجود.
- الخشوع والتواضع
ودليل ذلك قوله -تعالى- في كتابه العزيز: (سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ) ، فقد وصف الله- سبحانه وتعالى- المسلمين المحافظين على الصلاة والمُكثرين لركوعها والمحبين لها بنورٍ في وجوههم ولا سيما في صلاة قيام الليل فهي الأشدُ وطئاً والأقومُ قيلا.
- الإخلاص
ودليل ذلك قوله -تعالى- في كتابه العزيز: (تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا) ، وصف الله -سبحانه وتعالى- المهاجرين والأنصار بأكمل الصفات، وكانوا فيما بين بعضهم البعض رُحماء متعاطفين كالجسد الواحد.
- الرضا
أي إنهم رضوا لما كتب لهم الله وأنعم عليهم ودليل ذلك قوله -تعالى-: (رَضِيَ اللَّـهُ عَنهُم وَرَضوا عَنهُ وَأَعَدَّ لَهُم جَنّاتٍ تَجري تَحتَهَا الأَنهارُ خالِدينَ فيها أَبَدًا ذلِكَ الفَوزُ العَظيمُ).
- الخوف من الله -عز وجل-
أي يخافون الله -تعالى- ولا يخافون أحداً غيره، ولا يمنعهم أحدٌ من تبليغ رسالات الله -تعالى-، ودليل ذلك قوله -تعالى- في كتابه العزيز: (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّـهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّـهَ وَكَفَى بِاللَّـهِ حَسِيبًا) .
- الهجرة في سبيل الله
أي الصحابة الذين هاجروا من بيوتهم وديارهم وخالفوا أقوامهم ابتغاء مرضاة الله ودليل ذلك: (لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ أُولَـئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) .
- النصرة للرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- وحبهم للإيثار
ودليل ذلك قوله -تعالى-: (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) .
تصديق الصحابة لسيدنا محمد
اختار الله -سبحانه وتعالى- جيل الصحابة -رضوان الله عليهم-، لصحبة نبيه -صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّم- فكانوا خيرَ صَحْبٍ لخير نبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد أُرسِل لخير أُمَّةٍ أُخرِجت للناس.
وقد آمنوا به، وصدَّقوه، ونصروه، واتبعوا النور الذي أُنزِل معه، فكانوا من المفلحين في الدنيا والآخرة، وبذلوا أنفسهم وأموالهم لنشر دعوة الإسلام، فاستحقوا من الله عظيم الثواب، وحسن المآب، وحقَّ لهم أن يُخلَّد ذكرُهم في قرآنٍ يُتلى إلى يوم القيامة.