صفات الزوج الصالح من الكتاب والسنة
صفات الزوج الصالح من الكتاب والسنة
الصفات الدينية
توجد العديد من الصّفات الدينيّة التي لا بد للمرأة أن تنظر لها عند اختيار زوجها ، وهذه الصّفات واردة في القرآن الكريم والسُنّة النبويّة، وبيانها فيما يأتي:
- الاهتمام بأمر أهله على الصّلاة، لِقولهِ -تعالى-: (وَأمُر أَهلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصطَبِر عَلَيها لا نَسأَلُكَ رِزقًا نَحنُ نَرزُقُكَ وَالعاقِبَةُ لِلتَّقوى)؛ وذلك لِما فيه من إصلاح المُجتمع، والذي يبدأ من الزّوج الذي هو ربّ الأُسرة، فيجب عليه أن يأمر زوجته بالصّلاة، ويصبر عليها وعلى دعوتها إليها، فقد كان عُمر -رضيَ الله عنه- يقوم اللّيل، ويوقظ أهله معه، وقد ذكر الله -تعالى- ذلك عن نبيّهُ إسماعيل -عليه السّلام- فقال -سبحانه-: (وَكانَ يَأمُرُ أَهلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ وَكانَ عِندَ رَبِّهِ مَرضِيًّا).
- الصّلاح والخُلق الطيب، لِقولهِ -تعالى-: (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ)، وذلك لِما فيه من التّوافق المطلوب بين الزّوجين، وتحقيق الاستقرار الأُسريّ، وممَّا يؤكد هذا المعنى قول النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام-: (إذا جاءَكم مَن ترضَونَ دينَه وخُلقَه فأنكِحوهُ، إلَّا تفعلوا تَكن فتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ)، ففيه تركيز على الجانبين الدينيّ والخُلقيّ في الزّوج الصّالح ، وقد زوّج النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام- ابنته فاطمة الزهراء بعليّ بن أبي طالب -رضيّ الله عنهُما- بالرغم من فقره، وذلك ليُبيّن للناس أهم المقاييس لاختيار الزّوج الصّالح، وهُما الإسلام، والالتزام بالعقيدة والعمل والأخلاق، بالإضافة إلى تحمّل المسؤولية في تكوينِ الأُسرة ورعايتها مادياً.
- الدّين، لِقولهِ -تعالى-: (وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)، ففاسد الدّين أو الفاسق لا ينبغي التزّوج به؛ لِما له من تأثير عليها وعلى أبنائها وتربيتهم في المُستقبل.
- الكُفء والأصل فيه الدّين، فلا تُزوّج المُسلمة بغير المسلم،بالإضافةِ إلى حُسن عشرته؛ من خلال التّحري عن طِباعه وتعامُلهِ مع غيره، وقد حذّر الإسلام الآباء من تزويج بناتهم بالظّالم أو الفاسق، بل عليه أن يختار لها صاحب الصّلاح والتقوى والإيمان؛ لِما في ذلك من تحقيق السّعادة بين الزوجين، والتّوافق بينهما، وتنشئة الأبناء على دين الله -تعالى-.
الصفات الأخلاقية وأهمّيتها في اختيار الزوج
توجد العديد من الصّفات الأخلاقية للزّوج والتي ينبغي على المرأة الانتباه لها في اختيارها لشريك حياتها، والتي وردت كذلك الأمر في نُصوص القرآن الكريم والسُنّة النبويّة، ومن ذلك أن يتّصف الرّجل بالسّلامة في الخُلق، وحُسن مُعاشرته لزوجته، بالإضافةِ إلى أخلاقه الطيّبة، لِقولهِ -تعالى-: (وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ)، فعندما يتفاوت الرّجال في الصّفات، يكونُ أقربهم من قُلوب النّاس صاحب الدّين والخُلق، حيثُ إنَّ الخُلق من أظهر معالم الدّين، فينبغي على المرأة أن تنظر في دين الرّجُل وخُلقه، وليس فقط إلى دينه، وعَنْ جَابِرٍ بن عبد الله -رضيَ الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ-: (إنَّ من أحبِّكم إليَّ وأقربِكُم منِّي مجلسًا يومَ القيامةِ أحاسنَكُم أخلاقًا).
وينبغي على الوليّ اختيار صاحب الخُلق والدّين والمعدن الطيّب لابنته، وأن يُبعد عنها الرّجال الذين يتّصفون بالأخلاق السيّئة، وقد جاء عن عُمر بن الخطّاب -رضيَ الله عنه- قوله: "ولا تكرهوا فتياتكم على الرجل القبيح، فإنهن يحببن ما تحبون"، فالمرأة لها الحق باختيار الرّجل صاحب الخُلق الحسن، ومثال ذلك لمّا سألت ابنة سعيدٍ بن المُسيب أبيها عن حسنةٍ الدُنيا، فأجابها: المرأة الصّالحة للرّجل الصالح، وسُئل وكيع عن أُسس اختيار الزّوج، فقال: زوِّجها التّقي النّقي، -أي صاحب الدين والصلاح والخُلق- فإن أحبَّها أكرمها، وإن أبغضها لم يُهنها، ولِمعرفة ذلك في الرّجل، ينبغي على الوليّ السؤال عن الزوّج، وعن أصدقائه، وأهله، والبيئة التي يُخالِطُها، حيثُ إنَّ الإنسان يتأثر بمن حوله.
واجبات الزوج تجاه زوجته
توجد العديد من الواجبات التي تجب على الزّوج تِجاه زوجته، وبيانها فيما يأتي:
- الصّبر على أذاها، والتّجاوز عن زلّاتها، لِقول النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام-: (لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إنْ كَرِهَ منها خُلُقًا رَضِيَ منها آخَرَ)، بالإضافةِ إلى المُحافظةِ عليها، وصيانتها عن كُلّ ما قد يُعيبها، فيمنعها من التّبرج، أو الاختلاط بالأجانب من الرِّجال، أو غير ذلك ممَّا يخالف الشّرع.
- استشارتها في أمورهم الزّوجية والعائليّة، والمبيت عندها، بالإضافة إلى العدل بينها وبين غيرها من الزوجات إن كان الرجل مُتزوّجاً بأكثر من واحدة، لِقولهِ -تعالى-: (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا).
- إعفافها بالوطء والجِماع؛ لِما في ذلك من إبعادها عن الحرام والتّطلُع إلى غيره.
- تعليم الزّوجة أمور دينها، والسّماح لها بحضورِ مجالس العلم، والخُروج من البيت عند الحاجة؛ كزيارة أقاربها، بالإضافة إلى كتم أسرارها، وعدم ذكر عُيوبها أو الانتقاص منها.
- دفع المهر لها عند العقد عليها، لِقولهِ -تعالى-: (وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا)، وتأمين ما تحتاجه بقدر سعته، لِقولهِ -تعالى-: (لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا).
- حُسن المُعاشرة بالمعروف، فيتعامل معها بلطفٍ ولين، ويُعلّمها ما ينفعها، ويرحمها، ويكفّ الأذى عنها، ويكرمها، وغير ذلك ممَّا يؤلِّف قلبها ويَجلب لها المودة والمحبّة، لِقولهِ -تعالى-: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا)، وتكون المُعاشرةِ بالمعروف كذلك بالتزيُّن لها، لِيُعينها على إعفافِ نفسها من النّظر إلى الحرام، لقوله -تعالى-: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ).
- الابتعاد عن الإضرار بها بقولٍ أو فعلٍ، أو خُلُق، لِقولهِ -تعالى-: (فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ).
- النّفقةِ عليها، وكسوتها، وكذلك إسكانها، لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (وَلَهُنَّ علَيْكُم رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بالمَعروفِ).