صفات إخوة يوسف
إخوة يوسف
أبرز الصفات التي ظهرت على إخوة يوسف -عليه السلام-؛ صفة الحسد، وصفة الحقد، وصفة الكذب؛ إذ إنهم حسدوا يوسف -عليه السلام- على محبة والده سيدنا يعقوب -عليه السلام- له، وحقدوا عليه فكادوا له كيداً عظيماً؛ ليتخلصوا منه وينفردوا بمحبة أبيهم، فقد أغضبتهم محبة أبيهم ليوسف وأخيه أكثر منهم وهم الجماعة؛ فهم أحق بهذا الحب من يوسف وأخيه في نظرهم.
ويعقوب -عليه السلام- كان على علم بطبيعة أبنائه، وخبايا نفوسهم؛ لذلك فإنه كان أول ما قاله ليوسف -عليه السلام- حين قص عليه رؤياه؛ هو تحذيره من إخبار إخوته بتلك الرؤيا؛ وذلك خوفاً من أن يحقدوا عليه، ويدبروا له مكيدة تؤذيه، قال تعالى على لسان يعقوب: (قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ).
صفات إخوة يوسف
صفة الحسد
اتصف إخوة يوسف -عليه السلام- بصفة الحسد، وقد ظهرت عليهم هذه الصفة حين أغضبتهم محبة أبيهم ليوسف وأخيه أكثر منهم، وقد كان يوسف أحب أبناء يعقوب إلى قلبه؛ مما سبب غيرة أبنائه الباقيين، وحسدهم له وحقدهم عليه، ثم العمل على الكيد له، قال -تعالى-: (إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ).
صفة الحقد
لقد أوصل الحسد والغيرة إخوة يوسف إلى الحقد؛ لذلك قرروا أن يدبروا له مكيدة تقضي عليه وتخلصهم منه؛ لينفردوا بمحبة أبيهم ويتخلصوا من يوسف وتفوقه عليهم في القرب من أبيه وحبه له، فاجتمعوا للتخطيط لذلك، وتوصلوا إلى أن الأفضل لهم أن يلقوا يوسف في الجب (البئر العميق المظلم).
صفة الكذب
وضع الإخوة مخططاً لينفذوا ما عزموا عليه، وقد تضمن مخططهم إقناع والدهم بترك يوسف يذهب معهم للعب، وقد نزغ الشيطان بينهم، وعزموا على تنفيذ مخططهم الذي يهدف إلى إهلاك يوسف والتخلص منه، وقد نجحوا بإقناع يعقوب -عليه السلام- بالحيلة والكذب؛ وذلك بادعاء أخذ يوسف معهم للعب والتنزه.
التخطيط الشيطاني
ولقد استمع إخوة يوسف لوسوسة الشيطان ونزغه بينهم وبين يوسف؛ فأعمتهم الغيرة والحسد، وأودت بهم إلى الكيد، وتدبير المكائد والجرائم ليتخلصوا من أخيهم، فكذبوا على أبيهم، وأخذوا فلذة كبده يوسف -عليه السلام- منه، وألقوه في غيابة الجب ، يظنون أن بفعلهم هذا سيتخلصون من يوسف وينساه يعقوب، فيتوجه بمحبته كاملة لهم، وينفردوا بها.
وقد ألقوا يوسف الطفل الصغير الذي لا يملك أن يدافع عن نفسه، الطفل الذي ظن أن إخوته يحبونه، ويسعون لإسعاده بأخذه معهم في نزهة، في بئر عميق مظلم لا يُسمع له فيه صوت، وعادوا لأبيهم وقد اختلقوا قصة مزورة تدفع الشبهات عنهم، ولم يصدقها أبوهم، ولم يجدوا من يجرمونه إلا الذئب، فقالوا لأبيهم أن الذئب قد أكل يوسف وهم في غفلة عنه،ولقد وقع الخبر على مسمع يعقوب -عليه السلام- كالصاعقة، وقد شعر بأن هناك أمراً ما يحيكه أبناؤه فكان جوابه لهم في قوله -تعالى-: (قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ) .