كم كان عدد المسلمين في غزوة الخندق
عدد المسلمين في غزوة الخندق
بلغ عدد المُسلمين في غزوة الخندق أو ما تُسمّى بغزوة الأحزاب ثلاثة آلاف مُقاتل، وأمّا عدد الصحابة الكرام الذين كانوا عند الخندق فهم ألف مُقاتل، وتجهّز المُسلمون للأحزاب بحفر الخندق الذي استمرُّوا في حفره ستّة أيامٍ مُتتالية، وأخلَوا المساكن التي كانت وراءه، وأتَوا بِسُكّانها إلى منازل مُحصّنة، ووضعوا الأحجار بجانب الخندق لتكون سلاحاً لرمي العدو.
عدد المشركين في غزوة الخندق
بلغ عددُ المُشركين في غزوة الخندق عشرة آلاف مُقاتلٍ، بقيادة أبي سُفيان بن حرب، إذ تجهّزت قُريش بأربعة آلاف مقاتلٍ بقيادة أبي سُفيان، وكان معهم ثلاثُمئة فَرسٍ، وألفُ بعير، وأمّا غطفان فتجهّزت بألف مُقاتلٍ بقيادة عُيينة بن حُصين، وأمّا بنو مُرّة فكانوا بقيادة الحارث بن عوف المرّيّ، وبنو أشْجَع بقيادة أبي مسعود بن رخيلة، وبنو سليم بقيادة سُفيان بن عبد شمس، وبنو أسد بقيادة طليحة بن خويلد، وبلغ عددُهم جميعاً عشرة آلاف مُقاتل، وكان يجمعهم عداوتهم للنبي -عليه الصلاة والسلام-، فتمّ الاتّفاق بينهم على المشاركة في هذا التّحالف، مُقابل أن تدفع اليهود كلّ ثمار نخيل خَيبر لِمُدة سنة كاملة لغطفان، فتمّت عدّةُ جيش المشركين لأجل غزو المدينة، وكان ذلك في شهر ذي القعدة، وقيل: في شهر شوال من السّنة الرابعة من الهجرة، وقيل: في السّنة الخامسة من الهجرة.
سبب غزوة الخندق
يرجعُ السبب المُباشر لغزوة الخندق أو الأحزاب إلى قُدومِ عددٍ من أشراف بني النّضير الذين أجلاهم النبي -عليه الصلاة والسلام- من المدينة إلى خيبر؛ كسلام بن مِشكم، وحُييّ بن أخطب، وغيرهم إلى مكة؛ للاجتماع مع أشراف قُريش، وتحريضهم على حرب النبي -عليه الصلاة والسلام-، ووعدهم بالنصر؛ للقضاء عليه واستئصاله، فوافقت قُريش على ذلك، وأخبروهم أنهم أهل الكتاب قبله، وأن دينهم خيرٌ من دينه، فأنزل الله -تعالى- فيهم قوله: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا* أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا)، ثُم خرج بنو النّضير إلى غطفان وغيرهم من القبائل، وحرّضوهم على القتال، فوافقوا كما وافقت قُريش. وكان حقد بني النّضير على المُسلمين مُنذ إجلائهم إلى خيبر، فباتوا يفكّرون في القضاء على الإسلام؛ ليرجعوا إلى ديارهم ومزارعهم التي تركوها خلفهم في المدينة.
وذكر ابن القيم أنّه لمّا رَأى اليهود انتصار المُشركين على المُسلمين في غزوة أُحد ، وعلموا أنّ أبا سُفيان سيغزوهم مرةً أُخرى، بعثوا بأشرافهم لقبائل العرب، وحرّضوهم على القتال، ووعدوهم بنصرهم ومؤازرتهم، بالإضافة كذلك إلى حقد اليهود على المُسلمين ؛ لِما فعلوه بهم بسبب غدرهم وخيانتهم، ونفيهم إلى خيبر، فبدأ اليهود بانتظار الفُرصة للانتقام، وتحريض القبائل ومُعاونتهم في حربهم، فخرجت كُل قبيلة من العرب مع قائدٍ لها.