صفات أم المؤمنين عائشة
أم المؤمنين عائشة
هي عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك القرشي التيمي، وعائشة يرجع في بيان معناه إلى العيش، والمذكر من عائشة عائش، أي ما تقوم به الخياة من الطعام والشراب، تلتقي عائشة في نسبها مع الرسول صلى الله عليه وسلم في الجد السابع، وهو مرة بن كعب، وأبوها أبو بكر من أحبّ الصحابة رضي الله عنهم إلى قلب النبي عليه الصلاة والسلام، وأمّها هي أم رومان بنت عامر بن عمير بن عبد شمس بن ذهل بن دهمان بن الحارث بن تيم بن مالك بن كنانة، ويلتقي نسب عائشة رضي الله عنها مع الرسول من جهة أمها أيضاً، عند الجد الحادي أو الثاني عشر، وقيل إن اسم أمها زينب، وقيل اسمها دعد، كانت أم رومان من الذين أسلموا قديماً، وبايعت الرسول، وهاجرت معه؛ حيث قالت عائشة رضي الله عنها: (لم أعقل أبواي إلا وهما يَدينان الدِّين)، وبناءً على ما سبق من بيان نسب أم وأب عائشة، فعائشة تُعدّ قرشيّةً تيميّةً من جهة أبيها، وكنانيّةً من جهة أمها، ولعائشة إخوة أشقاء، وإخوة لأبيها، وإخوة لأمها، وأخوها الشقيق هو عبد الرحمن بن أبي بكر، وأخوها لأمها هو طفيل بن عبد الله بن حارثة، أما أخوتها من جهة أبيها فهم: عبد الله، وأسماء؛ وأمهما قتيلة بن عبد العزى، وحمد بن أبي بكر؛ وأمّه أسماء بنت عميس، وأمّ كلثوم بنت أبي بكر؛ وأمها حبيبة بنت خارجة.
صفات أم المؤمنين عائشة
اتصفت أمّ المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها بالعديد من الصفات الحسنة والأخلاق الفاضلة التي جعلت منها مثالاً يحتذى به للنساء من بعدها، وفيما يأتي بيان بعض الصفات التي تميّزت بها بشيءٍ من التفصيل والبيان:
- كانت أم المؤمنين عائشة تخدم زوجها، وتقوم بأموره وشؤونه، وترعى بيتها، وتؤدي أمور بيتها بنفسها، فرُوي عنها أنها كانت تطحن الدقيق بنفسها وتعجن، كما أنها كانت تطيّب النبي وتعطّره.
- كانت عائشة رضي الله عنها تعامل الرسول بكلَّ رقيٍّ ولطفٍ، حتى إنّها كانت تحادثه وتتسامر معه وتناقشه بأمور وأحوال وظروف الناس بكل ذوق ولطف وحُسْن.
- كانت عائشة رضي الله عنها صابرةً محتسبةً الأجر من الله تعالى، فكانت حياة الرسول عليه الصلاة والسلام قائمةً على الزهد والقناعة والرضا، ومن الأحداث التي بيّنت ذلك ما كان من طلب بعض زوجاته للنفقة وبعض زينة الحياة الدنيا، فنزل قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا*وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّـهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا)، ورغم ضيق العيش والمتاعب التي كانت تلحق بالرسول إلا أن زوجاته اخترن الله ورسوله والدار الآخرة ، وكان ذلك بعد اختيار عائشة لذات الأمر، وتجدر الإشارة إلى أنّ الرسول كان جواداً كريماً رغم ما كان يعانيه في حياته.
- تميّزت عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما بعلمها وفقهها، فكانت تُعدّ من أفقه نساء الأمة، ومما يشهد على ذلك أنّها روت عن النبي عليه الصلاة والسلام الكثير من العلم النافع، والكثير أيضاً من الأحاديث التي تُقدّر بنحو ألفين ومئتين وعشرة أحاديث، فكانت من أفصح أهل زمانها لساناً وحديثاً وكلاماً، وأكثرهم حفظاً للحديث النبوي الشريف، كما ثبت أنّ عدداً من الصحابة كانت عائشة المرجع لهم في عدد من المسائل، منهم: عمر ، وعثمان، وعليّ، وابن عمر، وابن مسعود، وابن عباس .
- واجهت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها العديد من المشاكل، وكانت حكيمةً فيها، ومن المواقف التي تدلّ على ذلك ما كان في حادثة الإفك، فعندما خرجت ولم تجد قومها لم تضطّرب أو تخف، بل انتظرت في مكانها تنتظر عودتهم، وعندما علمت بالإشاعة التي تدور حولها اختارت المكوث في بيت أهلها إلى أن تهدأ الأوضاع وتسكن، كما أنها كانت واثقة وانتظرت براءتها من الله تعالى، وبعد ذلك سامحت وعفت عن كلّ من أشاع عنها الأباطيل.
- دافعت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن حقوق المرأة، وحفظتها للنساء؛ حيث روى الإمام مسلم عنها: (ما ضرب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ شيئًا قطُّ بيدِه ولا امرأةً ولا خادمًا)، أي أنّ الرسول الذي يُعدّ القدوة لكلّ مسلم لم يتعدّ على النساء بالضرب، كما كانت السيدة عائشة رضي الله عنها ملجأ للعديد من النساء في حلّ مشاكلهن، وما يدلّ على ذلك ما روي من الحديث الصحيح في صحيح البخاري ، حيث ورد: (أنَّ رِفاعَةَ طلَّق امرأتَه، فتزوَّجَها عبدُ الرحمنِ بنُ الزُّبَيرِ القُرَظِيُّ، قالتْ عائشةُ : وعليها خِمارٌ أخضرُ، فشَكَتْ إليها وأَرَتْها خُضرَةً بجِلدِها، فلمَّا جاء رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، والنساءُ يَنصُرُ بعضُهنَّ بعضًا، قالتْ عائشةُ: ما رَأَيْتُ مِثلَ ما يَلقَى المؤمناتُ؟ لَجِلدُها أشدُّ خُضرَةً من ثوبِها)، فكانت عائشة تخبر الرسول بما يحدث مع النساء بقصد المدافعة عنهنّ.
وفاة أم المؤمنين عائشة
تُوفيت أمّ المؤمنين عائشة في شهر رمضان، في الليلة السابعة عشر منه، من السنة السابعة أو الثامنة أو التاسعة والخمسين للهجرة النبوية ، بعد أن بلغت من العمر سبعاً وستين سنةً، وصلّى عليها أبو هريرة رضي الله عنه، ونزل في قبرها كلٌّ من عبد الله وعروة ابنا الزبير بن العوّام ابنا أختها أسماء بنت أبي بكر، ونزل أيضاً القاسم وعبد الله ابنا أخيها محمد بن أبي بكر، ونزل عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر.