صفات أبي جهل
صفات أبي جهل
الجحود
عُرف عن أبي جهل أنّه كان جاحداً للدعوة الإسلاميّة يأبى اتّباع رسالة محمّدٍ -صلّى الله عليه وسلّم-، والاعتراف بالإسلام ديناً أمام قريش، ليبقى سيّداً عليهم لا تابعاً لأحدٍ حتى وإن كان على باطلٍ، فقد كان يعلم داخل نفسه الحقّ الذي جاء به النبيّ، فكان يذهب ليلاً في السرّ إلى بيت النبيّ ليسمع القرآن، لإيمانه بأنّ هذا الكلام ليس كلام بشرٍ، كما لم يكتفِ أبو جهل بالكفر فقط، بل كان ممّن أظهروا العِداء للإسلام، وذلك حين أراد ذات يومٍ قتل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بإلقاء حجرٍ كبيرٍ على رأسه وهو يُصلّي عند الكعبة، وحين حاصر النبيّ وأصحابه في شعب أبي طالب أيضاً، وغيرها لكثيرٍ من المواقف.
العناد
لقّبَ النبيّ أبا جهلٍ بفرعون هذه الأمّة، وذلك لسببين: الأوّل؛ إشارةً منه إلى المصير الذي سيؤول إليه، والثاني بسبب عناده، فأبو جهل يعلم بأنّ الله ربّ كُلّ شيءٍ، حيث كان يطلب منه المساعدة في المعارك التي شارك بها، إلّا أنّه أبى أن يسلم عند موته في معركة بدرٍ وأصرّ على البقاء كافراً.
الحسد
كان أبو جهل ممّن تصدّى للنبيّ ودعوته، ليس بدافع التكذيب فقط وإنّما بدافع الحسد أيضاً، فنزل فيه قول الله -تعالى- ليّبين هذه الصفة فيه بقوله: (فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ)، وكان سبب نزول هذه الآية أنّ الأخنس سأل أبو جهل سراً هل محمّد كاذبٌ أم صادقٌ، فأجابه ما كذب محمّدٌ أبداً، ولكن إن ذهب هو وقومه باللواء، والسقاية، والحجاب، والنبوّة فماذا يبقى لنا.
مقتل أبي جهل
قُتِل أبو جهل يوم بدرٍ من غلامين من الأنصار، أحدهما: معاذ بن عمرو بن الجموح، والآخر معاذ بن عفراء، فسألا عبد الرحمن بن عوف عن أبي جهل لأنّه كان يسبّ النبيّ، فأخبرهما عنه، فلمّا رأوه ضربوه ضربةً واحدةً حتى قتلاه، وعادا إلى النبيّ ليُبشّروه، فسُرّ النبيّ بفعلهما وجعل الغنائم التي تركها أبو جهل لهما.