شمس الدين الذهبي
التعريف بشمس الدين الذهبي
اسمه هو محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز، وهو شيخ وإمام علّامة يلقّب بالحافظ شمس الدين الذهبي الشافعي، وكنيته هي أبو عبد الله، كان حافظًا متقنًا للحديث ورجاله، كما أنّه كان عالمًا بعلل الحديث وأحواله، وله مصنّفات بيّن فيها تراجم الناس وجمع فيها التواريخ والتعاريف، وله تصانيف كثيرة آلى فيها الاختصار على الإسهاب في التأليف.
ولد في مدينة دمشق في ربيع الآخر/ 673 للهجرة، وسمي بالذهبي لأن مهنة والده -شهاب الدين أحمد بن عثمان- كانت صناعة الذهب المدقوق، وكان بارعًا بها؛ فكان في بادئ الأمر يعرف بابن الذهبي، لكن يبدو أنّه امتهن المهنة نفسها في أوّل أمره فصار يعرف فيما بعد بالذهبي.
رحلات شمس الدين الذهبي في طلب العلم
كان شمس الدين الذهبي ابنًا بارًا بوالديه؛ فيبدو أنّ والده لم يسمح له بالسفر حتى أصبح في العشرين من عمره، وذلك عام 693هـ، وأهمّ الرحلات التي قام بها ما يأتي:
- رحلاته في بلاد الشام: كانت الرحلة الأولى لشمس الدين الذهبي إلى بعلبك عام 693هـ، قرأ القرآن فيها على الموفق النصيبي، وأكثر عن المحدّث تاج الدين المغربي ثمّ البعلبكي، ثمّ عاد إلى بعلبك عام 707هـ، وسمع عن العديد من الشيوخ، ثمّ ارتحل إلى حلب وسمع فيها عن الكثيرين أيضًا، منهم علاء الدين الأرمني، كما تشير المصادر إلى أنّه ارتحل في طلب العلم إلى حماة، وحمص، وطرابلس، والمعرّة، والبصرة، والقدس، ونابلس، والرملة، وتبوك، والكرك.
- رحلاته إلى مصر: كانت رحلة شمس الدين الذهبي إلى مصر هي الرحلة الأهم؛ فقد سمع فيها عن جمع كبير من الشيوخ ولعلّ ذلك كان في عام 695هـ، وارتحل فيها إلى القاهرة والإسكندريّة ودمياط، وقد افتتح سماعه واختتمه على ابن الظاهري، كما أنّه سمع عن أبي المعالي الأبرقوهي، والعلامة شرف الدين الدمياطي، وقاضي القضاة ابن دقيق العيد، وغيرهم الكثير.
- رحلته إلى الحجّ: ارتحل شمس الدين الذهبي إلى الحجّ عام 698هـ، وذلك بعد وفاة والده، وسمع في مكّة المكرّمة والمدينة وعرفة ومنى عن العديد من الشيوخ.
منزلة شمس الدين الذهبي في العلم
أكثر الحافظ شمس الدين الذهبي من التصنيف والكتابة، وكان له تعليقات نفيسة على المؤلّفات التي كان يكتب اختصارًا لها؛ ولعلّ من أهم الأمثلة على ذلك اختصاره لكتاب تهذيب الكمال -لأبي الحجاج المزي- في كتاب الكاشف؛ فقد كان الذهبي يحافظ على النّص الأصلي بما فيه من طبيعة تنتمي إلى كاتبه وفي نفس الوقت يبثّ فيه من روحه ويضع تعليقات تنبئ عن علمه الواسع.
وقد علّق الذهبي بالتعديل والإبطال على آراء مجموعة من الأئمة المختصّين بالجرح والتعديل ، وحقق بعضًا من كتب التراجم ودقّقها بشكل زائد عن الأصل، وبيّن رأيه في الرواة على أسس علميّة تنمّ عن خبرته الواسعة في علوم الحديث . فضلًا عن ذلك، ظهرت براعة الذهبي فيما كتبه من مختصرات من خلال نقدها وتحقيقها، كما أنّه كان يخرّج الأحاديث في الكتب التي اختصرها.
شيوخ شمس الدين الذهبي
ارتحل شمس الدين الذهبي في طلب العلم، فأخذ علوم القراءات والسيرة والحديث وغيرها عن كثير من الأئمة والعلماء الكبار، منهم ما يأتي:
- شيوخه في دمشق؛ عمر بن القواس، ويوسف بن أحمد الغسولي، وأحمد بن هبة الله بن عساكر، وغيرهم.
- شيوخه في مكّة؛ التوزري وغيره.
- شيوخه في الإسكندريّة؛ أبو الحسن الصوّاف، وأبو الحسن الغرافي، وغيرهما.
- شيوخه في بعلبك؛ زينب بنت عمر الكندي، وغيرها.
- شيوخه في مصر؛ ابن دقيق العيد، وأبو محمد الدمياطي، وأبو العباس الظاهري، وغيرهم.
- شيوخه في حلب؛ سنقر الزيني، وغيره.
تلاميذ شمس الدين الذهبي
سمع من شمس الدين الذهبي العديد من التلاميذ؛ مما يدلّ على سعة علمه واطّلاعه، ولعلّ من أهمّ تلاميذه الآتي ذكرهم:
- الحافظ عماد الدين بن كثير.
- الحافظ زين الدين السلامي.
- صلاح الدين الصفدي.
- شمس الدين الدمشقي.
- تاج الدين السبكي .
مصنّفات شمس الدين الذهبي
أكثر الحافظ شمس الدين الذهبي من التصنيف، فكان له العديد من الكتب منها ما يأتي:
- معجم الشيوخ الكبير.
- مناقب الإمام أبي حنيفة وصاحبيه.
- ميزان الاعتدال في نقد الرجال.
- سير أعلام النبلاء .
- الإعلام بوفيات الإعلام.
- تجريد أسماء الصحابة.
- تلخيص المستدرك.
- طبقات القراء.
- تاريخ الإسلام الكبير.
- تذهيب التهذيب.
- المشتبه في الأسماء والأنساب، والكنى والألقاب.