شعر في مدينة حلب
مدينة حلب
حلب من أكبر المدن في سوريا، وهي عاصمة محافظة حلب، وما زالت المدينة تحتفظ بتراثها القديم، ولقد نالت لقب عاصمة الثقافة الإسلامية، وقد برع الشعراء في كتابة القصائد عن مدينة حلب، وفي هذا المقال سنقدم لكم شعراً جميلاً عن مدينة حلب.
شعر المتنبي عن حلب
مَا لَنَا كُلُّنَا جَوٍ يا رَسُولُ
- أنَا أهْوَى وَقَلبُكَ المَتْبُولُ
كُلّما عادَ مَن بَعَثْتُ إلَيْهَا
- غَارَ منّي وَخَانَ فِيمَا يَقُولُ
أفْسَدَتْ بَيْنَنَا الأمَانَاتِ عَيْنَاهَا
- وَخَانَتْ قُلُوبَهُنّ العُقُولُ
تَشتَكي ما اشتكَيتُ مِن ألمِ الشّوقِ
- إلَيها وَالشّوْقُ حَيثُ النُّحولُ
وَإذا خامَرَ الهَوَى قلبَ
- صَبّ فَعَلَيْهِ لِكُلّ عَينٍ دَلِيلُ
زَوِّدينَا من حُسنِ وَجْهِكِ ما دامَ
- فَحُسنُ الوُجوهِ حَالٌ تحُولُ
وَصِلِينَا نَصِلْكِ في هَذِهِ الدّنيَا
- فإنّ المُقامَ فيها قليلُ
مَن رَآهَا بعَيْنِها شَاقَهُ القُطّانُ
- فيهَا كمَا تَشُوقُ الحُمُولُ
إن تَرَيْني أدِمْتُ بَعدَ بَيَاضٍ
- فَحَميدٌ مِنَ القناةِ الذُّبُولُ
صَحِبَتني على الفَلاةِ فَتَاةٌ
- عادَةُ اللّوْنِ عندَها التّبديلُ
سَتَرَتْكِ الحِجالُ عَنهَا وَلكِنْ
- بكِ مِنهَا منَ اللَّمَى تَقبيلُ
مِثْلُهَا أنتِ لَوّحَتني وَأسقمـتِ
- وَزَادَتْ أبْهاكُما العُطْبُولُ
نَحنُ أدْرَى وَقد سألْنَا بِنَجْدٍ
- أطَوِيلٌ طَرِيقُنَا أمْ يَطُولُ
وَكَثيرٌ مِنَ السّؤالِ اشتِيَاق
- وَكَثِيرٌ مِنْ رَدّهِ تَعْليلُ
لا أقمنَا عَلى مَكانٍ وَإن طَابَ
- وَلا يُمكِنُ المكانَ الرّحيلُ
كُلّمَا رَحّبَت بنا الرّوْضُ قلنَا
- حَلَب قصدُنَا وَأنْتِ السّبيلُ
فِيكِ مَرعَى جِيادِنَا وَالمَطَايَا
- وَإلَيهَا وَجِيفُنَا وَالذّميلُ
وَالمُسَمَّوْنَ بالأمِيرِ كَثِيرٌ
- وَالأمِيرُ الذي بها المَأمُولُ
الذِي زُلْتُ عَنْهُ شَرْقاً وَغَرْباً
- وَنَداهُ مُقابِلي مَا يَزُولُ
وَمعي أيْنَمَا سَلَكْتُ كَأنّي
- كُلُّ وَجْهٍ لَهُ بوَجْهي كَفِيلُ
وَإذا العَذْلُ في النّدَى زَارَ سَمْعاً
- فَفَداهُ العَذُولُ وَالمَعْذُولُ
وَمَوَالٍ تُحْيِيهِمِ مِنْ يَدَيْهِ
- نِعَمٌ غَيْرُهُمْ بهَا مَقْتُولُ
فَرَسٌ سابِحٌ وَرُمْحٌ طَوِيلٌ
- وَدِلاصٌ زَغْفٌ وَسَيفٌ صَقيلُ
كُلّمَا صَبّحَتْ دِيارَ عَدُوٍّ
- قالَ تِلكَ الغُيوثُ هذي السّيولُ
دَهِمَتْهُ تُطايِرُ الزّرَدَ المُحـكَمَ
- عَنْهُ كَمَا يَطيرُ النّسيلُ
تَقنِصُ الخَيلَ خَيلُهُ قنَصَ الوَحـشِ
- وَيَستأسرُ الخَميسَ الرّعيلُ
وَإذا الحَرْبُ أعرَضَتْ زَعَمَ
- الهَوْلُ لِعَيْنَيْهِ أنّهُ تَهْوِيلُ
وَإذا صَحّ فالزّمانُ صَحيحٌ
- وَإذا اعتَلّ فالزّمانُ عَليلُ
وَإذا غابَ وَجْهُهُ عَنْ مَكانٍ
- فَبِهِ مِنْ ثَنَاهُ وَجْهٌ جَميلُ
لَيسَ إلاكَ يا عَليُّ هُمَامٌ
- سَيْفُهُ دونَ عِرْضِهِ مَسْلُولُ
كَيفَ لا تأمَنُ العِراقُ وَمِصر
- وَسَرَاياكَ دونَهَا وَالخُيُولُ
لَوْ تَحَرّفْتَ عَن طَرِيقِ الأعادي
- رَبَطَ السِّدْرُ خَيلَهُمْ وَالنّخيلُ
وَدَرَى مَنْ أعَزّهُ الدّفعُ عَنهُ
- فيهِمَا أنّهُ الحَقِيرُ الذّليلُ
أنتَ طُولَ الحَيَاةِ للرّومِ غازٍ
- فَمَتى الوَعْدُ أن يكونَ القُفولُ
وَسِوى الرّومِ خَلفَ ظَهرِكَ رُومٌ
- فَعَلَى أيّ جَانِبَيْكَ تَمِيلُ
قعَدَ النّاسُ كُلهُم عَنْ مَساعيكَ
- وَقامت بها القنَا وَالنُّصُولُ
ما الذي عِنْدَهُ تُدارُ المَنَايَا
- كالّذي عِندَهُ تُدارُ الشَّمولُ
لَسْتُ أرْضَى بأنْ تكُونَ جَوَاداً
- وَزَمَاني بأنْ أرَاكَ بَخيلُ
نَغّصَ البُعدُ عَنكَ قُرْبَ العَطايا
- مَرْتَعي مُخصِبٌ وَجِسمي هَزِيلُ
إن تَبَوّأتُ غَيرَ دُنْيَايَ داراً
- وَأتَاني نَيْلٌ فَأنْتَ المُنيلُ
فمِن عَبيدي إن عِشتَ لي ألفُ كافور
- وَلي مِن نَداكَ رِيفٌ ونِيلُ
مَا أُبالي إذا اتّقَتْكَ اللّيَالي
- مَنْ دَهَتهُ حُبُولُها وَالْخُبُولُ
شعر عن حلب
في القُدسِ والشَّامِ أم بغدادَ أم حَلبِ
- نَادى صَغيرٌ على المَوتى من العَربِ
رأتهُمُ العينُ أشلاءً ممزقةً
- والقلبُ منفطرٌ من شدةِ الغَضبِ
يا ويحَ مَن تَرَكَ الأشرارَ تَنهَشُهُم
- وأدخَلَ الرأسَ كالنعامِ في التُّرَبِ
أخا العروبةِ يا هماً أسيرُ بِهِ
- فِي الجاهليةِ لَمْ تُعرضْ عَن النسبِ
أينَ المروءةُ في الجيناتِ سائدةً
- قد أصبحت طفرةً في الأهلِ والعَصبِ
ما يملكُ الفردُ منَّا غيرَ مَكرُمَةٍ
- من الدعاءِ لمن يشكو من الكُرَبِ
قد صادرَ الظلمُ مِنَّا كلَّ أسلحةٍ
- حتى السيوفَ وإن كانت مِن الخشبِ
يا ربِّ في حلبَ الشهباءِ ملحمةٌ
- أتت على الدُّورِ والأطفالِ واللُّعَبِ
يا ربِّ سلِّطْ على الأشرارِ قاطبةً
- ما ذاقَ فرعونُ قبلَ الموتِ من تعبِ
يا ربِّ رُحماكُ من إثمٍ ألمَّ بِنَا
- حتى قضيتَ قصاصَ الذنبِ والعَتبِ
يا ربِّ ضَاقت فَفرِّجْ همَّ أمَّتنا
- ورُدَّ للشامِ طعمَ التينِ والعنبِ
وأطلقِ الناسَ مِن أغلالِ سادَتها
- كي تُنقذَ القُدسَ والأقصى مِن اللهبِ
فَرجْ على أهلنا في كلِّ عاصمةٍ
- مِن العواصمِ كي تُشفى مِن العَطبِ
إنَّا كفرنا بأطيافٍ معدَّدةٍ
- ما جاءَ مِنها سوى التضليلِ والكذبِ
إنَّا دعوناكَ مولانا بكُربتنا
- فأنقذِ الأهلَ في الدُنيا من النَّصَبِ
وطهرِ الأرضِ مِمن ذَلَّ إخوتنا
- والظَالمين من الأعرابِ والرُّتَبِ
واعطِ يا ربِّ من ساسوا رعيتَهم
- شيئاً من الدينِ والأخلاقِ والأدبِ
ورُدَّ يا ربِّ ثوباً كانَ يَستُرنا
- من الحريرِ أوِ الديباجِ والقصبِ
شعر عن حلب لنزار قباني
كل الدروب لدى الأوربيين توصل إلى روما
كل الدروب لدى العرب توصل إلى الشعر
وكل دروب الحب توصل إلى حلب
صحيح أن موعدى مع حلب تأخر ربع قرن
وصحيح أن النساء الجميلات لا يغفرن لرجل
لا ذاكرة له ولا يتسامحن مع رجل لا ينظر
فى أوراقه الروزنامة..
ولا يقدم لهن فروض العشق اليومي
كل هذا صحيح ولكن النساء الجميلات وحلب
واحدة منهن
يعرفن أيضا أن الرجل الذي يبقى صامداً في نار العشق
خمساً وعشرين سنة ويجيء ولو بعد خمس وعشرين سنة
هو رجل يعرف كيف يحب ويعرف من يحب
ربما لم أضع حلب على خريطتى الشعرية
وهذه إحدى أكبر خطاياي ولكن حلب كانت دائماً
على خريطة عواطفي وكانت تختبئ في شراييني
كما يختبئ الكحل في العين السوداء
وكما يختبئ السكر في حبة العنب
واليوم تتفجر الحلاوة كلها على فمي
فلا أعرف من أين يبدأ الشعر ومن أين
يبدأ النبيذ ومن أين تبتدأ الشفة
ومن أين تبتدأ القبلة
ومن أين تبتدأ دموعي
ومن أين تبتدأ حلب
لا أريد أن أتغزل بحلب كثيراً
حتى لا تطمع
ولا أريد أن أتكلم عن الحب
بقدر ما أريد أن أحب
كلماتنا فى الحب تقتل حبنا
إن حروفنا تموت حين تقال
كل ما أريد أن أقوله أن حب النساء
وحب المدن قضاء وقدر
وها أنذا في حلب
لأواجه قدراً من أجمل أقداري