شعر عمودي رثاء صديق
لقد أبكرت يا رجل الرجال
يقول الشاعر جريس معمر:
لقد أبكرت يا رجل الرجال
- وأسرجت المنون بلا سؤال
فأججت الأسى في كل قلب
- وجارحة وما أبقيت سالي
نعى الناعي فروّعنا جميعًا
- وجاز الجرح حد الاحتمال
هل الأيام تغدر في أديب
- سما فوق المصالح لا يمالي
خسرنا الحلم والخلق المزكّى
- خسرنا هيبة الرجل المثالي
فلم أتوقع المأساة أصلًا
- ولا خطرت ولا جالت ببالي
ضياعك يا صديقي كان مرًّا
- أضاع النور في حلك الليالي
تؤم الناس بيتك كي تعزي
- ولكن من يعزيني بحالي
أنا المجروح من موت تدلى
- ليغدر في صديق كان غالي
تبكي عيون الأنام قرتها
تبكي عيون الأنام قرتها
- ونورها بينهم وبهجتها
ودَّتْ لوَ أن بالعمى قد اكتحلتْ
- ولم يغب من يزينُ نظرتها
والكِبْدُ يا ويح كبدِ ناضجة
- والنفس هدَّ الفراق قوتها
أحقا إن الحسينَ غادرنا
- لبقعة أسكنتْه تربتَها
فإن يكنْ فهْيَ أمه أخذت
- من حسنه حظها وحصتها
وكان قد شاقها محبتُهُ
- فأطفأتْ بالعناق جمرتها
فلا تلمْ في القلوب منكسرًا
- فحبـُّه قد أصاب حبتَها
يقولون رشدي مات قلت صدقتم
يقول أحمد شوقي :
يقولون رشدي مات قلت صدقتم
- ومات صوابي يوم ذام وآمالي
وركني الذي للنائبات أعده
- وذخري في الماضي وعوني على الحال
وسعدي الذي خان الزمان وطالعي
- وفخري إذا ألقى الرجال وإجلالي
أرشدي لقد عشت الذي عشت سيدا
- ولم تك عبد الجاه والأمر والمال
ولم تأل كتب العلم درسا ومطلبا
- ولم تك عنها في الثمانين بالسالي
وكنت تحل الفضل أسمى محلة
- وتنزل أهل الفضل في المنزل العالي
ولم تتخير ألف خل وصاحب
- ولكن من تختاره الواحد الغالي
حبيتك والدنيا تحبك كلها
- وزدتك حبا عندما كثر القالي
وقست بك الأعيان حيا وميتا
- فوالله ما جاء القياس بأمثال
ولو أن إنسانا من الموت يفتدى
- فديتك بالنفس النفيسة والال
لقد سجمت من دمع عيني عبرة
قال حسان بن ثابت يرثي صديقه الصحابي الجليل سعد بن معاذ:
لقد سجمت من دمع عيني عبرة
- وحُق لعيني أن تفيض على سعد
قتيل ثوى في معرك فجعت به
- عيون ذواري الدمع دائمة الوجد
على ملة الرحمن وارث جنة
- مع الشهداء وفدها أكرم الوفد
فأنت الذي يا سعد أبت بمشهد
- كريم وأثواب المكارم والحمد
بحكمك في حيي قريظة بالذي
- قضى الله فيهم ما قضيت على عمد
لَولا الحَياءُ لَعادَني اِستِعبارُ
يقول جرير:
لَولا الحَياءُ لَعادَني اِستِعبارُ
- وَلَزُرتُ قَبرَكِ وَالحَبيبُ يُزارُ
وَلَقَد نَظَرتُ وَما تَمَتُّعُ نَظرَةٍ
- في اللَحدِ حَيثُ تَمَكَّنَ المِحفارُ
فَجَزاكِ رَبُّكِ في عَشيرِكِ نَظرَةً
- وَسَقى صَداكِ مُجَلجِلٌ مِدرارُ
وَلَّهتِ قَلبي إِذ عَلَتني كَبرَةٌ
- وَذَوُو التَمائِمِ مِن بَنيكِ صِغارُ
أَرعى النُجومَ وَقَد مَضَت غَورِيَّةً
- عُصَبُ النُجومِ كَأَنَّهُنَّ صِوارُ
نِعمَ القَرينُ وَكُنتِ عِلقَ مَضِنَّةٍ
- وارى بِنَعفِ بُلَيَّةَ الأَحجارُ
عَمِرَت مُكَرَّمَةَ المَساكِ وَفارَقَت
- ما مَسَّها صَلَفٌ وَلا إِقتارُ
فَسَقى صَدى جَدَثٍ بِبُرقَةِ ضاحِكٍ
- هَزِمٌ أَجَشُّ وَديمَةٌ مِدرارُ
هَزِمٌ أَجَشُّ إِذا اِستَحارَ بِبَلدَةٍ
- فَكَأَنَّما بِجِوائِها الأَنهارُ
مُتَراكِبٌ زَجِلٌ يُضيءُ وَميضُهُ
- كَالبُلقِ تَحتَ بُطونِها الأَمهارُ
كانَت مُكَرَّمَةَ العَشيرِ وَلَم يَكُن
- يُخشى غَوائِلَ أُمِّ حَزرَةَ جارُ
وَلَقَد أَراكِ كُسيتِ أَجمَلَ مَنظَرٍ
- وَمَعَ الجَمالِ سَكينَةٌ وَوَقارُ
وَالريحُ طَيِّبَةٌ إِذا اِستَقبَلتِها
- وَالعِرضُ لا دَنِسٌ وَلا خَوّارُ
وَإِذا سَرَيتُ رَأَيتُ نارَكِ نَوَّرَت
- وَجهاً أَغَرَّ يَزينُهُ الإِسفارُ
شعر بدوي في رثاء الصديق
من الشعر العمودي البدوي في رثاء الصديق ما يأتي:
كتبت أنا في تالي الليل بيتينْ
- عيون من يسوى جميعَ الخلايقْ
الِّي معاهدني علي الزين والشينْ
- واللي بشوفه يصبح الفكر رايقْ
الصاحب الِّلي منزله داخل العينْ
- هو الخوي وقت السعة والضوايقْ