شعر صوفي في حب الله
أبيات من قصيدة ما بين معترك الأحداق والمهج
قال الشاعر ابن الفارض سلطان العاشقين قصيدته في حب المولى عز وجل:
ما بَيْنَ مُعْتَركِ الأحداقِ والمُهَجِ
- أنا القَتِيلُ بلا إثمٍ ولا حَرَجِ
ودّعتُ قبل الهوى روحي لما نَظَرْتَ
- عينايَ مِنْ حُسْنِ ذاك المنظرِ البَهجِ
للَّهِ أجفانُ عَينٍ فيكَ ساهِرةٍ
- شوقًا إليكَ وقلبٌ بالغَرامِ شَجِ
وأضلُعٌ نَحِلَتْ كادتْ تُقَوِّمُها
- من الجوى كبِدي الحرّا من العِوَجِ
وأدمُعٌ هَمَلَتْ لولا التنفّس مِن
- نارِ الهَوى لم أكدْ أنجو من اللُّجَجِ
وحَبّذَا فيكَ أسْقامٌ خَفيتَ بها
- عنّي تقومُ بها عند الهوى حُجَجي
أصبَحتُ فيكَ كما أمسيَتُ مكْتَئِبًا
- ولم أقُلْ جَزَعًا يا أزمَةُ انفَرجي
أبيات من قصيدة قلبي يحدّثني بأنك متلفي
قال الشاعر ابن الفارض سلطان العاشقين قصيدته في حب الله عز وجل:
قلبي يُحَدّثني بأَنّكَ مُتْلِفِي
- روحي فِداكَ عرَفْتَ أمَ لم تَعْرِفِ
لم أَقْضِ حَقّ هَواكَ إن كُنتُ الذي
- لم أقضِ فيِه أسىً ومِثليَ مَنْ يَفي
ما لي سِوَى روحي وباذِلُ نفسِهِ
- في حُبّ مَن يَهْواهُ ليسَ بِمُسرِف
فلَئِنْ رَضِيتَ بها فقد أسعَفْتَني
- يا خَيبَة المَسْعَى إذا لم تُسْعِفِ
يا مانِعي طيبَ المَنامِ ومانِحي
- ثوبَ السّقامِ بِهِ ووَجْدِي المُتْلِفِ
عَطفاً على رَمقي وما أبقَيتَ لي
- منْ جسميَ المُضْنى وقلبي المُدَنَفِ
فالوَجْدُ باقٍ والوِصَالُ مُماطلي
- والصّبْرُ فانٍ واللّقاء مُسَوّفي
أبيات من قصيدة أحبّك حبّين حبّ الهوى
قالت الشاعرة رابعة العدوية إمامة العاشقين قصيدتها في حب الله عز وجل:
أحبّك حُبين؛ حبّ الهوى
- وحبّا لأنك أهلٌ لذاكا
فأما الذي هو حُبّ الهوى
- فشُغلي بذكرِك عمّن سواكا
وأما الذي أنتَ أهلٌ له
- فكشفُك للحُجب حتى أراكا
أبيات من قصيدة لا يقْدرُ الحبُّ أنْ يخْفي محاسنهُ
قال الشاعر عفيف الدين التلمساني قصيدته في حب الله تعالى:
لا يُقَدِّرُ الحُبُّ أَنْ يَخْفَى مَحاسِنُهُ
- وَإِنَّما في سَناهُ الحَجْبُ تَحْتَجِبُ
أُعاهِدُ الراحَ أَنَّى لا أُفارِقُها
- مِنْ أَجْلِ أَنَّ الثَنايا شِبْهَها الحَبَبَ
وَأَرْقُبُ البَرْقَ لاسَقَياهُ مَنْ أَرْبَى
- لكِنَّهُ مَثَّلَ خَدَّيْهِ لَهُ لِهَبْ
يا سالِمًا في الهَوَى مِمّا أُكابِدَهُ
- رِفْقًا بِأَحْشاءِ صَبِّ شَفِّها الوَصْبِ
فَالأَجْرُ يا أَمْلَى إِنْ كُنْتَ تَكْسِبُهُ
- مِنْ كُلِّ ذي كَبِدٍ حِراءً تَكْتَسِبُ
يا بَدْرُ تَمَّ مُحاقي في زِيادَتِهِ
- ما أَنْ تنجلي عَنْ أُفُقِكَ السَحَبِ
صَحا السُكارَى وَسُكْرَى فِيكَ دامَ وَما
- لِلسُكَّرِ مِنْ سَبَبٍ يُرْوَى وَلا نِسْبِ
أبيات من قصيدة يا سروري ومُنيتي واعتمادي
قالت الشاعرة رابعة العدوية إمامة العاشقين قصيدتها في حب المولى عز وجل:
يا سروري ومنيتي وعمادي
- وأنيسي وعدتي ومرادي
أنت روح الفؤاد أنت رجائي
- أنت لي مؤنس وشوقك زادي
أنت لولاك يا حياتي وأنسي
- ما تشتت في فسيح البلاد
كم بدت منةٌ، وكم لك عندي
- من عطاء ونعمة وأيادي
حبك الآن بغيتي ونعيمي
- وجلاء لعين قلبي الصادي
ليس لي عنك -ما حييتُ- براحٌ
- أنت مِنّي مُمَكّنٌ في السوادِ
إن تكن راضيًا عني فإنني
- يا منى القلب قد بدا إسعادي.
أبيات من قصيدة بكيتُ ودمع العين للنفس راحة
قال الشاعر سمنون المحب قصيدته في حب الله عز وجل:
بكيتُ ودمع العين للنفس راحة
- ولكن دمع الشوق ينكى به القلبُ
وذكرى لما ألقاه ليس بنافعي
- ولكنه شيء يهيج به الكرب
فلو قيل لي من أنت قلت معذب
- بنار مواجيد يضرمها العتب
بليت بمن لا أستطيع عتابه
- ويعتبني حتى يُقال لي الذنب
أبيات من قصيدة راحتي في خَلوتي
قالت الشاعرة رابعة العدوية إمامة العاشقين قصيدتها في حب الله عز وجل:
راحتي يا إخوتي في خلوتي
- وحبيب دائمًا في حضرتي
لم أجد لي عن هواه عوضًا
- وهواه في البرايا محنتي
حيثما كنت أشاهد حسنه
- فهو محرابي إليه قبلي
إن مت وجدًا وما تم رضى
- وأعنائي في الورى وَاشقوتي
يا طبيب القلب يا كل المنى
- جد بوصلٍ منك يشفي مهجتي
يا سروري يا حياتي دائمًا
- نشأتي منك وأيضًا نشوتي
قد هجرت الخلق جمعًا أرتجي
- منك وصلًا فهو أقصى منيتي
أبيات من قصيدة إلى كم أنت في بحر الخطايا
قال الشاعر الحسين بن منصور الحلاج في حب المولى عز وجل:
إِلى كَم أَنتَ في بَحرِ الخَطايا
- تُبارِزُ مَن يَراكَ وَلا تَراهُ
وَسَمتُكَ سمَتٌ ذي وَرَعٍ وَدينٍ
- وَفِعلُكَ فِعلُ مُتَّبعٍ هَواهُ
فَيا مَن باتَ يَخلو بِالمَعاصي
- وَعَينُ اللَهِ شاهِدَةٌ تَراهُ
أَتَطمعُ أَن تَنالَ العَفوَ مِمَّن
- عَصيتَ وَأَنتَ لم تَطلُب رِضاهُ
أَتَفرَحُ بِالذُنوبِ وبالخطايا
- وَتَنساهُ وَلا أَحَدٌ سِـواهُ
فَـتُب قَبلَ المَماتِ وَقَبلَ يَومٍ
- يُلاقي العَبدُ ما كَسَبَت يَداهُ
أبيات من قصيدة تِه دلالًا فأنت أهلٌ لذاكا
قال الشاعر ابن الفارض سلطان العاشقين قصيدته في حب الله عز وجل:
تِهْ دَلاَلًا فأَنْتَ أهْلٌ لِذَاكا
- وتحَكّمْ فالحُسْنُ قد أعطاكا
ولكَ الأمرُ فاقضِ ما أنتَ قاض
- فَعَلَيَّ الجَمَالُ قد وَلاّكَا
وتَلافي إن كان فه ائتلافي
- بكَ عَجّلْ به جُعِلْتُ فِداكا
وبِمَا شِئْتَ في هَواكَ اختَبِرْنِي
- فاختياري ما كان فيِه رِضَاكَا
فعلى كُلّ حالَةٍ أنتَ مِنّي
- بيَ أَوْلى إذ لم أَكنْ لولاكا
وكَفَاني عِزّاً بحُبّكَ ذُلّي
- وخُضوعي ولستُ من أكْفاكا
وإذا ما إليكَ بالوَصْلِ عَزّتْ
- نِسْبَتِي عِزّةً وصَحّ وَلاكا
أبيات من قصيدة ما لي بٌعدٌ بعدَ بُعدك
قال الشاعر الحسين بن منصور الحلاج قصيدته في حب الله عز وجل:
فما لي بُعْدٌ بَعْدَ بُعْدِكَ بَعْدَما
- تـَيَقـَّنْتُ أنّ القرب والبُعد واحد
وإنّي وإن أُهْجِرتُ فـَالهَجْرُ صاحبي
- وكيف يصحّ الهجر والحُبّ واجد
لك الحمد في التوفيق في محض ِخالصٍ
- لعبدٍ زكي ما لغيرك ساجد
لا تلمني فاللوم منّي بعيـد
- وأَجِرْ سيـّدي فإنـّي وحيد
إنّ في الوعد وَعْدك الحقّ حقًا
- إنّ في البدء بدء أمري شديد
مَن أراد الكتاب هذا خطابي
- فاقرؤوا واعلموا بأنّي شهيـد
قد تصبّرتُ وهل يصـ
- ـبرُ قلبي عــن فؤادي
أبيات من قصيدة عجبتُ منك ومني
قال الشاعر الحسين بن منصور الحلاج قصيدته في حب الله عز وجل:
عَجِبتُ مِنكَ وِمنّي
- يا مُنيَةَ المُتَمَنّي
أَدَنَيتَني مِنكَ حَتّى
- ظَنَنتُ أَنَّكَ أَني
وَغِبتُ في الوَجدِ حَتّى
- أَفنَيتَني بِكَ عَنّي
يا نِعمَتي في حَياتي
- وَراحَتي بَعدَ دَفني
ما لي بِغَيرِكَ أُنسٌ
- إِذ كُنتَ خَوفي وَأَمني
يا مَن رِياضُ مَعاني
- هِ قَد حَوَت كُلَّ فَنِّ
وَإِن تَمَنَّتُ شَيئًا
- فَأَنتَ كُلُّ التَمَنّي
أبيات من قصيدة زِدني بفرط الحب فيك تحيّرا
قال الشاعر ابن الفارض سلطان العاشقين قصيدته في حب المولى عز وجل:
زِدْني بفَرْطِ الحُبّ فيك تَحَيّرا
- وارْحَمْ حشًا بلَظَى هواكَ تسعّرا
وإذا سألُتكَ أن أراكَ حقيقةً
- فاسمَحْ ولا تجعلْ جوابي لن تَرى
يا قلبُ أنتَ وعدَتني في حُبّهمْ
- صَبرًا فحاذِر أن تَضِيقَ وتَضجرا
إنَّ الغرامَ هوَ الحياةُ فمُتْ بِهِ
- صَبّاً فحقّك أن تَموتَ وتُعذرا
قُل لِلّذِينَ تقدَّموا قَبلي ومَن
- بَعدي ومَن أضحى لأشجاني يَرَى
عني خذوا وبي اقْتدوا وليَ اسمعوا
- وتحدّثوا بصَبابتي بَينَ الوَرى
ولقد خَلَوْتُ مع الحَبيب وبَيْنَنَا
- سِرٌّ أرَقّ منَ النسيمِ إذا سرى
أبيات من قصيدة نسختُ بحبي آية العشق قبلي
قال الشاعر ابن الفارض سلطان العاشقين قصيدته في حب المولى عز وجل:
نسخْتُ بِحَبّي آية العِشْقِ من قبلي
- فأهْلُ الهوى جُندي وحكمي على الكُلّ
وكلُّ فَتىً يهوى فإنّي إمَامُهُ
- وإني بَريءٌ من فَتىً سامعِ العَذْلِ
ولي في الهوى عِلْمٌ تَجِلّ صفاتُهُ
- ومن لم يُفَقّهه الهوى فهْو في جهل
ومن لم يكنْ في عِزّةِ الحبِّ تائهًا
- بِحُبّ الذي يَهوى فَبَشّرْهُ بالذّل
إذا جادَ أقوامٌ بمالٍ رأيْتَهُمْ
- يَجودونَ بالأرواحِ مِنْهُمْ بِلا بُخل
وإن أودِعوا سِرًا رأيتَ صُدورهم
- قُبورًا لأسرارٍ تُنَزّهُ عن نَقلِ
وإن هُدّدوا بالهَجْرِ ماتوا مَخافَةً
- وإن أوعِدوا بالقَتْلِ حنّوا إلى القتل
أبيات من قصيدة لبّيكَ لبّيكَ يا سرّي ونَجوائي
قال الشاعر الحسين بن منصور الحلاج قصيدته في حب المولى عز وجل:
لَبَّيكَ لَبَيكَ يا سِرّي وَنَجوائي
- لَبَّيكَ لَبَّيكََ يا قَصدي وَمَعنائي
أَدعوكَ بَل أَنتَ تَدعوني إِلَيكَ فَهَل
- نادَيتُ إِيّاكَ أَم نادَيتَ إِيّائي
يا عَينَ عَينِ وَجودي يا مدى هِمَمي
- يا مَنطِقي وَعَبارَتي وَإيمائي
يا كُلَّ كُلّي وَيا سَمعي وَيا بَصَري
- يا جُملَتي وَتَباعيضي وَأَجزائي
يا كُلَّ كُلّي وَكُلُّ الكُلِّ مُلتَبِسٌ
- وَكُلُّ كُلِّكَ مَلبوسٌ بِمَعنائي
يا مَن بِهِ عَلِقَت روحي فَقَد تَلِفَت
- وَجدًا فَصِرتُ رَهينًا تَحتَ أَهوائي
أَبكي عَلى شَجَني مِن فُرقَتي وَطَني
- طَوعًا وَيُسعِدُني بِالنَوحِ أَعدائي
أَدنو فَيُبعِدُني خَوفي فَيُقلِقُني
- شَوقٌ تَمَكَّنَ في مَكنونِ أَحشائي
فَكَيفَ أَصنَعُ في حُبٍّ كُلِّفتُ بِهِ
- مَولايَ قَد مَلَّ مِن سُقمي أَطِبّائي
قالوا تَداوَ بِهِ فَقُلتُ لَهُم
- يا قَومُ هَل يَتَداوى الداءُ بِالدائي
حُبّي لِمَولايَ أَضناني وَأَسقَمَني
- فَكَيفَ أَشكو إِلى مَولايَ مَولائي
إِنّي لَأَرمُقُهُ وَالقَلبُ يَعرِفُهُ
- فَما يُتَرجِمُ عَنهُ غَيرُ إيمائي
يا وَيحَ روحي وَمِن روحي فَوا أَسفي
- عَلَيَّ مِنّي فَإِنّي أَصِلُ بَلوائي
كَأَنَّني غَرِقٌ تَبدوا أَنامِلَهُ
- تَغَوُّثًا وَهوَ في بَحرٍ مِنَ الماءِ
وَلَيسَ يَعلَمُ ما لاقَيتُ مِن أَحَدٍ
- إِلّا الَّذي حَلَّ مِنّي في سُوَيدائي