شعر ابو العتاهية عن الفراق
قصيدة ما لي أرى الأبصار بي جافية
قال أبو العتاهية :
ما لي أَرى الأَبصارَ بي جافِيَة
- لَم تَلتَفِت مِنّي إِلى ناحِيَة
لايَنظُرُ الناسُ إِلى المُبتَلى
- وَإِنَّما الناسُ مَعَ العافِيَة
صَحبي سَلوا رَبَّكُمُ العافِيَة
- فَقَد دَهَتني بَعدَكُم داهِيَة
صارَ مِني بَعدَكُمُ سَيِّدي
- فَالعَينُ مِن هِجرانِهِ باكِيَة.
قصيدة أسفت لفقد الأصمعي لقد مضى
أَسِفتُ لِفَقدِ الأَصمَعِيِّ لَقَد مَضى
- حَميدًا لَهُ في كُلِّ صالِحَةٍ سَهمُ
تَقَضَّت بَشاشاتُ المَجالِسِ بَعدَهُ
- وَوَدَّعَنا إِذ وَدَّعَ الأُنسُ وَالعِلمُ
وَقَد كانَ نَجمُ العِلمِ فينا حَياتَهُ
- فَلَمّا انقَضَت أَيّامُهُ أَفَلَ النَجمُ.
قصيدة: لجت عتيبة في هجري فقلت لها
لَجَّت عُتَيبَةُ في هَجري فَقُلتُ لَها
- تَبارَكَ اللَهُ ما أَجفاكِ يا مَلَكَة
إِن كُنتِ أَزمَعتِ يا سُؤلي وَيا أَمَلي
- حَقّاً عَلى عَبذِكِ المِسكينِ بِالهَلكَة
فَقَد رَضيتُ بِما أَصبَحتِ راضِيَةً
- ها قَد هَلَكتُ عَلى اِسمِ اللَهِ وَالبَرَكَة.
قصيدة ما لك قد حلت عن إخائك واس
ما لَكَ قَد حُلتَ عَن إِخائِكَ وَاِس
- تَبدَلتَ يا عَمرُ شيمَةً كَدِرَة
إِنّي إِذا البابُ تاهَ حاجِبُهُ
- لَم يَكُ عِندي في هَجرِهِ نَظِرَة
لَستُم تُرَجَّونَ لِلحِسابِ وَلا
- يَومَ تَكونُ السَماءُ مُنفَطِرَة
لَكِن لَدُنيا كَالظِلِّ بَهجَتُها
- سَريعَةُ الإِقِضاءِ مُنشَمِرَة
قَد كانَ وَجهي لَدَيكَ مَعرِفَةً
- فَاليَومَ أَضحى حَرفًا مِنَ النَكِرَة.
قصيدة صد عني محمد بن سعيد
صَدَّ عَنّي مُحَمَّدُ اِبنُ سَعيدِ
- وَأَراني خَيالَهُ مِن بَعيدِ
أَخلَفَت عِندَهُ المَلالَةُ وَجهي
- كَيفَ لي عِندَهُ بِوَجهٍ جَديدِ.
قصيدة غنيت عن الود القديم غنيتا
غَنيتَ عَنِ الوِدِّ القَديمِ غَنيتا
- وَضَيَّعتَ عَهدًا كانَ لي وَنَسيتا
تَجاهَلتَ عَمّا كُنتَ تُحسِنُ وَصفَهُ
- وَمُتَّ عَنِ الإِحسانِ حينَ حَيِيتا
وَقَد كُنتَ بي أَيامَ ضَعفٍ مِنَ القِوى
- أَبَرَّ وَأَوفى مِنكَ حينَ قَويتا
عَهِدتُكَ في غَيرِ الوِلايَةِ حافِظًا
- فَأَغلَقتَ بابَ الوِدِّ حينَ وَليتا
وَمِن عَجَبِ الأَيّامِ أَن بادَ مَن يَفي
- وَمَن كُنتَ تَرعاني لَهُ وَبَقيتا
غِناكَ لِمَن يَرجوكَ فَقرٌ وَفاقَةٌ
- وَذُلٌّ وَيَأسٌ مِنكَ يَومَ رُجيتا.
قصيدة: أما والذي لو شاء لم يخلق النوى
أَما وَالَّذي لَو شاءَ لَم يَخلُقِ النَوى
- لَئِن غِبتَ عَن عَيني لَما غِبتَ عَن قَلبي
يُوَهِّمُنيكَ الشَوقُ حَتّى كَأَنَّني
- أُناجيكَ عَن قُربٍ وَما أَنتَ في قُربي.
قصيدة يا عتب هجرك مورث الأدواء
يا عُتبُ هَجرُكِ مورِثُ الأَدواءِ
- وَالهَجرُ 1لا. 0لَيسَ لِوُدِّنا بِجَزاءِ
يا صاحِبَيَّ لَقَد لَقيتُ مِنَ الهَوى
- جُهدًا وَكُلَّ مَذَلَّةٍ وَعَناءِ
عَلِقَ الفُؤادُ بِحُبِّها مِن شِقوَتي
- وَالحُبُّ داعِيَةٌ لِكُلِّ بَلاءِ
إِنّي لَأَرجوها وَأَحذَرُها فَقَد
- أَصبَحتُ بَينَ مَخافَةٍ وَرَجاءِ
بَخِلَت عَلَيَّ بِوُدِّها وَصَفائِها
- وَمَنَحتُها وُدّي وَمَحضَ صَفائي
فَتَخالَفَ الأَهواءَ فيما بَينَنا
- وَالمَوتُ عِندَ تَخالُفِ الأَهواءِ.
قصيدة ما على ذا كنا افترقنا بسندا
ما عَلى ذا كُنّا اِفتَرَقنا بِسَندا
- نَ وَما هَكَذا عَهِدنا الإِخاءَ
لَم أَكُن أَحسِبُ الخِلافَةَ يَزدا
- دُ بِها ذو الصَفاءِ إِلّا صَفاءَ
تَضرِبُ الناسَ بِالمُهَنَّدَةِ البي
- ضِ عَلى غَدرِهِم وَتَنسى الوَفاءَ.