شعر ابو العتاهية عن الحب
قصيدة يا إخوتي إن الهوى قاتلي
قال أبو العتاهية :
يا إِخوَتي إِنَّ الهَوى قاتِلي
- فَيَسِّروا الأَكفانَ مِن عاجِلِ
وَلا تَلوموا في اتِّباعِ الهَوى
- فَإِنَّني في شُغُلٍ شاغِلِ
عَيني عَلى عُتبَةَ مُنهَلَّةٌ
- بِدَمعِها المُنسَكِبِ السائِلِ
يا مَن رَأى قَبلي قَتيلاً بَكى
- مِن شِدَّةِ الوَجدِ عَلى القاتِلِ
بَسَطتُ كَفّي نَحوَكُم سائِلاً
- ماذا تَرُدّونَ عَلى السائِلِ
إِن لَم تُنيلوهُ فَقولوا لَهُ
- قَولاً جَميلاً بَدَلَ النائِلِ
أَوكُنتُمُ العامَ عَلى عُسرَةٍ
- مِنهُ فَمَنّوهُ إِلى قابِلِ
كَأَنَّها مِن حُسنِها دُرَّةٌ
- أَخرَجَها اليَمُّ إِلى الساحِلِ
كَأَنَّ في فيها وَفي طَرفِها
- سَواحِراً أَقبَلنَ مِن بابِلِ
لَم يُبقِ مِنّي حُبُّها ما خَلا
- حُشاشَةً في بَدَنٍ ناحِلِ
قصيدة يا عتب سيدتي أما لك دين
يا عُتبَ سَيِّدَتي أَما لَكَ دينُ
- حَتّى مَتى قَلبي لَدَيكِ رَهينُ
وَأَنا الذَلولُ لِكُلِّ ما حَمَّلتِني
- وَأَنا الشَقِيُّ البائِسُ المِسكينُ
وَأَنا الغَداةَ لِكُلِّ باكٍ مُسعِدٌ
- وَلِكُلِّ صَبٍّ صاحِبٌ وَخَدينُ
لا بَأسَ إِنَّ لِذاكَ عِندي راحَةً
- لِلصَبِّ أَن يَلقى الحَزينَ حَزينُ
يا عُتبُ أَينَ أَفِرُّ مِنكِ أَميرَتي
- وَعَلَيَّ حِصنٌ مِن هَواكِ حَصينُ
قصيدة من صدق الجب لأحبابه
مَن صَدَقَ الحُبَّ لِأَحبابِهِ
- فَإِنَّ حُبَّ ابنِ عُزَيزٍ غُرور
أَنساهُ عَبّادَةَ ذاتَ الهَوى
- وَأَذهَبَ الحُبَّ الَّذي في الضَمير
خَمسونَ أَلفاً كُلُّها راجِحٌ
- حُسناً لَها في كُلِّ كيسٍ صَرير
قصيدة يذا الذي في الحب يلحى أما
يَذا الَّذي في الحُبِّ يَلحى أَما
- وَاللَهِ لَو كُلِّفتَ مِنهُ لِما
كُلِّفتُ مِن حُبِّ رَخيمٍ لَما
- لُمتَ عَلى الحُبِّ فَذَرني وَما
أَلقى فَإِنّي لَستُ أَدري بِما
- بُليتُ إِلّا أَنَّني بَينَما
أَنا بِبابِ القَصرِ في بَعضِ ما
- أَطوفُ في قَصرِهِم إِذ رَمى
قَلبي غَزالٌ بِسِهامٍ فَما
- أَخطى بِها قَلبي وَلَكِنَّما
سَهماهُ عَينانِ لَهُ كُلَّما
- أَرادَ قَتلي بِهِما سَلَّما
قصيدة دار بليت بحبها
دارٌ بُليتُ بِحُبِّها
- خَوّانَةٌ لِمُحِبِّها
كُلٌّ مُعَنّى مُبتَلىً
- بِعَطائِها وَبِسَلبِها
وَبِخَلبِها وَغُرورِها
- وَبِبُعدِها وَبِقُربِها
وَبِحَمدِها وَبِذَمِّها
- وَبِحُبِّها وَبِسَبِّها
إِن لَم تُعَن بِقَناعَةٍ
- ضاقَت عَلَيكَ بِرُحبِها
ما تَنقَضي لَكَ لَذَّةٌ
- إِلّا بِرَوعَةِ خَطبِها
إِن أَقبَلَت بِغَضارَةٍ
- سَحَّ النَعِيُّ بِجَنبِها
قصيدة من كان يزعم أن سيكتم حبه
مَن كانَ يَزعُمُ أَن سَيَكتُمُ حُبَّهُ
- أَو يَستَطيعُ السَترُ فَهوَ كَذوبُ
الحُبُّ أَغلَبُ لِلرِجالِ بِقَهرِهِ
- مِن أَن يُرى لِلسِرِّ فيهِ نَصيبُ
وَإِذا بَدا سِرُّ اللَبيبِ فَإِنَّهُ
- لَم يَبدُ إِلّا وَالفَتى مَغلوبُ
إِنّي لَأَحسُدُ ذا هَوىً مُستَحفِظاً
- لَم تَتَّهِمهُ أَعيُنٌ وَقُلوبُ
قصيدة عزة الحب أرته ذلتي
عِزَّةُ الحُبِّ أَرَتهُ ذِلَّتي
- في هَواهُ وَلَهُ وَجهٌ حَسَن
وَلِهَذا صِرتُ مَملوكاً لَهُ
- وَلِهَذا شاعَ ما بي وَعَلَن
قصيدة بالله يا حلوة العينين زوريني
بِاللَهِ يا حُلوَةَ العَينَينِ زوريني
- قَبلَ المَماتِ وَإِلّا فَاِستَزيريني
هَذانِ أَمرانِ فَاِختاري أَحَبَّهُما
- إِلَيكَ أَو لا فَداعي المَوتَ يَدعوني
إِن شِئتِ موتاً فَأَنتِ الدَهرَ مالِكَةٌ
- روحي وَإِن شِئتِ أَن أَحيا فَأَحيِيني
يا عُتبَ ما أَنتِ إِلّا بُدعَةٌ خُلِقَت
- مِن غَيرِ طينٍ وَخَلقُ الناسِ مِن طينِ
كَم عائِبٍ لَكَ لَم أَسمَع مَقالَتَهُ
- وَلَم يَزِدكِ لَدَينا غَيرَ تَزيِينِ
كَأَنَّ عائِبَكُم يُبدي مَحاسِنَكُم
- وَصفاً فَيَمدَحُكُم عِندي وَيُغريني
ما فَوقَ حُبِّكِ حُبّاً لَستُ أَعلَمُهُ
- فَلا يَضُرُّكِ أَن لا تَستَزيديني
إِنّي لَأَعجَبُ مِن حُبٍّ يُقَرِّبُني
- مِمَّن يُباعِدُني مِنهُ وَيُقصيني
لَو كانَ يُنصِفَني مِمّا كَلِفتُ بِهِ
- إِذاً رَضيتُ وَكانَ النِصفُ يُرضيني
يا أَهلَ وُدِّيَ إِنّي قَد لَطَفتُ بِكُم
- في الحُبِّ جُهدي وَلَكِن لا تُبالوني
الحَمدُ لِلَّهِ قَد كُنّا نَظُنُّكُمُ
- مِن أَرحَمِ الناسِ طُرّاً بِالمَساكينِ
أَمّا الكَثيرُ فَلا أَرجوهُ مِنكِ وَلَو
- أَطمَعتِني في قَليلٍ كانَ يَكفيني