شروط العبادة وأركانها
شروط العبادة
لعبادة الله -تعالى- ستة شروط لا تُقبل بغيرها، وهي:
- أن تكون العبادة موا فقة للشرع في سببها: بأن تكون مما أمر الله به في القرآن أو في السنة، أي أن يكون لها أصل ودليل من الشرع، أما إن لم يكن لها دليل في الشرع فهي غير مقبولة، جاء في الحديث: "مَن أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا ما ليسَ فِيهِ، فَهو رَدٌّ".
- أن تكون العبادة موافقة للشرع في جنسها: فإن أتى المسلم بعبادة بغير الجنس الذي وردت فيه الشريعة فإن عبادته غير مقبولة؛ مثال ذلك أن يذبح الإنسان للأضحية خيلاً بدلاً من بهيمة الأنعام، الإبل والبقر والغنم التي أقرها الشرع.
- أن تكون العبادة موافقة للشرع في قدرها: فيلتزم المسلم بعدد العبادات المكتوبة المحددة في القرآن و السنة ، فإن زاد عليها أو نقص منها لم تُقبل منه، ومثال ذلك أن يصلي المسلم خمس ركعات أو ثلاثة فرض الظهر بدلاً من أربعة.
- أن تكون العبادة موافقة للشرع في كيفيتها: أي أن تكون العبادة موافقة لما حدده الشرع وبينه من أوصاف لها، فيؤدي الهيئات والأركان بالطرق الصحيحة المنصوص عليها دون ابتداع أو تكلّف.
- أن تكون العبادة موافقة للشرع في زمانها: أي أن تكون العبادة ضمن الأوقات المُحددة لها، فيلزم المسلم بالزمن المحدد المخصص لأوقات الصلاة، ويصوم رمضان في شهره المُقرر دون غيره من الأشهر، وغيرها من العبادات التي حُددت بأوقات أقرَّها الشرع.
- أن تكون العبادة موافقة للشرع في مكانها: أن يلتزم المسلم أداء العبادات في الأماكن التي حددها الله ورسوله، ومثال على ذلك، وقوف الحاج يوم عرفة بالمزدلفة ، لا في مكانٍ آخر، وأداء عبادة الاعتكاف للرجل في المسجد دون البيت وغيرها.
أركان العبادة
للعبادة ثلاثة أركان، تتمثّل فيما يأتي:
- المحبَّة: محبَّة العبد لله تعالى من أعظم أركان العبادة وأسسها، فمن لم يُحبِّ الله لم يكن له عابدًا، وبالمحبَّة يقوى العبد على العبادات، وليس في الوجود كلّه من يستحق المحبَّة التامَّة الكاملة المطلقة أكثر من الله، لعظيم نعمه وإحسانه بعباده، فهو الذي أنعم عليهم بالإيجاد، ويسّر لهم أسباب العيش والأرزاق، وعلَّمهم، وأكرمهم بالعقل، واستخلفهم في أرضه.
- الرجاء: الرجاء من الأمل، وهو ركن في العبادة، والمقصود فيه أن يكون دافع العبد في العبادة الرجاء في ثواب الله ورحمته ومرضاته؛ لأنه وحده هو النافع المعطي والمانع، فهو المرجو وحده -جلَّ علاه- دون ما سواه.
- الخوف: فكما أن المسلم يعبد ربَّه حبًا له ورجاءً لفضله، فإنه كذلك يبعده خوفًا من عقابه وناره، ومن أركان العبادة لأنه يحمي العبد من ارتكاب ما نهى عنه الله تعالى، على أن يكون الخوف معتدلًا لا يتعداه إلى القنوط واليأس من رحمه الله، يقول الله تعالى: (وَلا تُفسِدوا فِي الأَرضِ بَعدَ إِصلاحِها وَادعوهُ خَوفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحمَتَ اللَّـهِ قَريبٌ مِنَ المُحسِنينَ).
معنى العبادة
في جوابه عن معنى العبوديّة قال شيخ الإسلام ابن تيميّة - رحمه الله تعالى- في كتابه العبوديّة: "العبادة هي اسمٌ جامع لكلِ ما يحِبّه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة" ثم مثَّل شيخ الإسلام لهذا فقال: "فالصلاة والزكاة والصيام والحج، وصِدق الحديث وأداء الأمانة وبر الوالدين وصلة الأرحام والوفاء بالعهود و الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والجهاد للكفَّار والمنافقين والإحسان للجار واليتيم والمسكين وابن السبيل والمملوك من الآدميين والبهائم، والدعاء، والذِكر والقراءة، وأمثال ذلك من العبادة، وكذلك حب الله ورسوله، وخشية الله والإنابة إليه، وإخلاص الدين له والصبر لحكمه، والشكر لنعمه، والرضا بقضائه والتوّكل عليه والرجاء لرحمته والخوف من عذابه، وأمثال ذلك من عبادة الله".