شروط التفكير الناقد
ما هي شروط التفكير الناقد؟
يُمكن تعريف التفكير الناقد (بالإنجليزية: Critical Thinking) على أنّه التفكير المنضبط عند مشاركة المفاهيم، أو تحليل، أو تطبيق، أو تقييم المعلومات والبيانات الناتجة عن الملاحظة، أو الخبرة، أو الاتصال، وهو أعلى أنواع التفكير جودةً من ناحية النزاهة الفكرية، والعدالة، والعقلانية، والمنطقية البعيدة عن الميول الأنانية والاجتماعية، وتتلخّص شروطه فيما يأتي:
الفضول والشك في الافتراضات
يمتلك المفكر الناقد اهتمامًا كبيرًا وواسعًا حول جميع الموضوعات المتعلقة بالعالم والأشخاص، ممّا يجعلهم مفكرين مثقفين على مدى الحياة، وهذا يُساعدهم على فهم واحترام اختلاف الآراء والمعتقدات الإنسانية وتنوّع الثقافات، وهذه الميزة من أهم السمات التي يتمتّع بها المفكر الناقد الفعّال.
التعاطف مع الآخر
يُوازن المفكّر الناقد بين العقل والقلب في تفكيره وتصرفاته، ونظرًا لطبيعته الفضولية، واطلاعه الواسع على جميع الموضوعات، فهو مُدرك لحقيقة أنّ كل شخص لديه قصته الخاصة، وأنّ كل شخص في الحياة قد واجه تجاربَ وتحدياتٍ كثيرة كان لها دور كبير في تكوين شخصيته، ولذلك فهو يهتم بالتعامل مع الآخرين برحمة وتعاطف، ويُشجعهم على تقدير قدراتهم ومهاراتهم، وتقدير قدرات الآخرين أيضًا.
الوعي والمعرفة
يعي المفكر الناقد بأنّ هناك العديد من الفرص والقضايا التي تتطلّب امتلاك أفضل مهارات للحصول على أفضل النتائج، ويتميّز المفكر الناقد الفعّال بقدرته الغريزية على التحليل، إذ إنّه لا يتعامل مع الأمور من ظاهرها الخارجي، بل يطرح الأسئلة، ويتطلّع على جميع جوانبها، ويبحث عن جميع الحقائق العميقة المرتبطة بها.
الحسم والسرعة
يُوجد العديد من المواقف التي تحتاج إلى اتخاذ قرارات سريعة وحاسمة للتعامل معها، وهذا ما يُساعد على تحقيقه المفكر الناقد، بحيث يتنبأ بالنتائج المتوقعة بسرعة وبوضوح، ويُحدد الخيارات المناسبة، ويتخذ القرارات بسرعة دون تردد أو خوف، ويسعى دائمًا إلى التقدم للأمام باستمرار، والازدهار بدلًا من التأخير أو العودة إلى الوراء.
يُدرك المفكر الناقد بأنّه يوجد أيضًا العديد من المواقف التي لا تُوفر معلوماتٍ كافيةً، وتحتاج في نفس الوقت إلى اتخاذ قرارات صعبة ومتسعجلة، ويجب أن يكون هناك من يأخذ زمام المبادرة، ويتحدّى هذه المواقف، ولذلك غالبًا ما يقوم المفكر الناقد بهذه المهمة حتى لو عنى ذلك اتخاذ قرار خاطئ في النهاية، فذلك أفضل من عدم اتخاذ أيّ قرار على الإطلاق.
الصدق والنزاهة
يهدف المفكر الناقد الفعّال إلى تحقيق الانسجام القوي والوفاء بين الأشخاص في العالم، ولذلك يسعى دائمًا لممارسة الصدق، والأمانة، والنزاهة الأخلاقية في جميع علاقاته وأعماله، كما يسعى المفكر الناقد الفعّال إلى ممارسة الصدق مع نفسه، إذ يتحكّم في دوافعه، ولا يدع عواطفه تتحكّم فيه، ويتعرّف بسهولة على محاولات الخداع التي تُؤثر في نفسه، ولذلك فهو يهتم في إدارة ذاته وتقديرها.
الرغبة والمرونة
يتميّز المفكر الناقد بالمرونة العالية والتي تُساعده على التعامل بسهولة مع العديد من المواقف ومنها ما يأتي:
- مواجهة وتحدي الوضع الحالي عند الضرورة.
- التعلّم من الصفات السلبية في شخصيته، والتعلّم من أخطائه التي يرتكبها.
- تقبّل آراء الآخرين المخالفة لآرائه بانفتاح.
- مراجعة آرائه والبحث عن أدلة جديدة تُثبت صحتها.
- الاستماع بتركيز واهتمام للرأي الآخر.
- التعلّم باستمرار حتى يتمكّن من تحسين مهاراته، ويصل إلى مرحلة التفوق.
الإبداع والابتكار
يتميّز المفكر الناقد الفعّال بقدرته على الابتكار والإبداع، إذ تعتمد الشركات والمؤسسات بشكل كبير على التفكير الناقد من أجل ابتكار منتجاتها، وتسويق أعمالها والإعلان عنها بطريقة احترافية، لتتمكّن من النمو والازدهار في الأسواق العالمية، كما تحتاج إلى التفكير الناقد للقيام بالتحالف المهني، والتعاون مع الشركات الأخرى، وكل هذا يعتمد على قدرة الفرد على الإبداع والابتكار.