شروط إقامة حد الزنا
حكم الزنا
يعتبر الزنا من أعظم المحرمات في الإسلام، وهو من كبائر الذنوب ، وعقوبته شديدة في الدنيا والآخرة، قال -تعالى-: {وَلاَ تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً}، ويأثَمُ فاعله إثماً عظيماً، ويجب عليه التوبة إلى الله -تعالى- من ذنبه، وعدم العودة إلى ذلك، ويستحق العقوبة الشرعية المقررة في الحياة الدنيا، وهي إقامةُ حدِّ الزنا عليه.
حد الزنا
حد الزنا في الشريعة الإسلامية في الحياة الدنيا هو الرجم حتى الموت للزاني المُحصَن ، وهو الذي سبق له الزواج، والجلدُ لغير المُحصن، الذي لم يسبق له الزواج، قال -تعالى-: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُل وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآْخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}، ويقام الحد أمام الناس ليلحق بهم العار، ولردع من تُسوّل له نفسه فعل الزنا، أما في الآخرة فإذا لم يتب الزناة فيُحرقون في نار جهنم جميعاً ويضاعف لهم العذاب، قال -تعالى-: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا، يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا، إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا}.
شروط إقامة حد الزنا
هناك شروطٌ محددةٌ شرعاً لا بد من توفرها حتى يُقامَ حدُّ الزنا على الشخص، وهي كما يأتي:
- أن يكون الزاني مسلماً، وفي حال أنه كان كافراً فيجب تعزيره.
- أن يكون الزاني بالغاً، فلا يقام الحد على الصغير لحديث النبي -صلى الله عليه وسلم-:
(رُفِعَ القلمُ عن ثلاثةٍ: عنِ النَّائمِ حتَّى يستيقظَ، وعنِ الصَّبيِّ حتَّى يحتلمَ، وعنِ المجنونِ حتَّى يعقلَ).
- أن يكون الزاني عاقلاً، وفقاً للحديث السابق: (وعنِ المجنونِ حتَّى يعقلَ)، فلا يُقام الحد على من به جنون، أو لم يكن واعياً لما يفعله.
- أن يكون الزاني مختاراً وليس مُكرهاً على الزنا.
- أن يقوم بالزنا مع آدمية، أما في حالة أن يقوم بالزنا مع حيوان فلا يقام عليه الحد، لما ورد عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: (ليسَ على من أتَى البهيمةَ حَدّ).
- ألا يفعل ذلك بشُبهة، كأن يطأها على أنها زوجته أو مملوكته، فتكون امرأةً أخرى، لأن الحدودَ تُدرَأُ بالشبهات.
- أن يكون عالماً بتحريم الزنا ، فإن كان من قرىً نائيةٍ أو لم يصلهم جميع المحرمات وتعاليم الإسلام فلا يجب إقامة الحد.
- أن تكون المرأة حية وعلى قيد الحياة فلا يجب الحد عند الجمهور على واطئ الميتة.
- تحقيق معنى الزنا وهو أن يقوم الزاني بتغييب حشفته في قُبل المرأة، وذكر بعض الحنابلة أن الوطءَ في الدُّبر يوجبُ الحدَّ أيضاً.