شرح نسب الرسول صلى الله عليه وسلم للأطفال
نسب النبي محمد صلى الله عليه وسلم
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- ينحدر من نسب شريف وسلالة عريقة؛ فهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب، ونسبه -صلى الله عليه وسلم- يرجع إلى إسماعيل -عليه السلام- بن إبراهيم خليل الله -تعالى-.
مكانة أسرته في قريش
كانت قريش إحدى أقوى وأعرق القبائل في شبه الجزيرة العربية ، وكان للبيت الحرام الأثر الكبير في رِفعة مكانة قريش بين القبائل، كما كان لهم السبق في مكارم الأخلاق وحسن المعاملة ودفع الظلم ونصرة المظلوم، وانحدر من هذه القبيلة العظيمة بنو هاشم الذين تعاهدوا البيت الحرام بالرعاية، والحجاج بالسقاية.
وسُمّوا ببني هاشم نسبة لهاشم جد النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، فقد قال عن نفسه: (إنَّ اللَّهَ اصطَفى كنانةَ من ولدِ إسماعيلَ، واصطَفى قُرَيْشًا من كنانةَ، واصطَفى هاشمًا من قُرَيْشٍ، واصطفاني من بَني هاشمٍ)، وقد كان لأصحاب هذا النسل وأبناء تلك القبيلة البذل الكبير لخدمة هذا الدين.
جدّه عبد المطلب
كان عبد المطلب شريفاً في قومه، معظّما عندهم، كبير شأنٍ بينهم، وكانوا يسمّونه: الفيّاض؛ لسماحته وكرمه، وقد حفر بئر زمزم بعد أن طمرها بنو جرهم، وتولى أمور السقاية والرفادة، وكان له عشرةٌ من الأولاد، وكان عبد الله والد النبي -صلى الله عليه وسلم- واحداً منهم، واشتهر عبد الله بحسن الخلُق والخِلقة، فكان أرفع فتيان قريش وأصبحهم وجهاً.
أمّه آمنة بنت وهب
كانت آمنة بنت وهب بن عبد مناف إحدى أفضل نساء قريش نسباً ومكانةً، رباها عمها وهيب بن عبد مناف، وتزوجها عبد الله بن عبد المطلب فحملت منه بمحمد -صلى الله عليه وسلم-، وامتازت بالذكاء وحسن القول.
زواج عبد الله بآمنة بنت وهب
خرج عبد المطلب بعبد الله إلى عمها وهيب بن عبد مناف، وهو يومئذ كبير بني زُهرة نسباً وشرفاً، وكان كلّ من عبد الله وآمنة أصحاب صيتٍ في رفعة الخلق وحسن السيرة، فزوّج وهب بن عبد مناف ابنته لعبد الله بن عبد المطلب، وهكذا كان النبي -صلى الله عليه وسلم- من خير بطون العرب، ومن أحسن قبائلهم وفروعهم من جهة أبيه وأمه.
وفاة والد ووالدة الرسول
رحل والد النبي عبد الله في تجارة إلى مدينة غزة، فلمّا كان في المدينة عائداً مرض فمات بها، وولدت أم الرسول آمنة النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- بعد وفاة والده، وكانت تخرج في كل عام من مكة المكرمة إلى المدينة فتزور قبره وتعود، فمرضت في إحدى رحلاتها هذه وتوفيت في موضعٍ يقال له الأبواء؛ ويقع بين مكة والمدينة، وكان عمر النبي حينئذٍ ست سنين، وقيل أربع.