شرح مد الصلة الصغرى والكبرى
شرح مد الصلة الصغرى والكبرى
تعريف هاء الكناية وقاعدة حركتها
هاء الكناية هي ضمير متصل يلحق آخر الأسماء والأفعال والحروف، وهي أحد أنواع الهاء في القرآن وتدل على المفرد المذكر الغائب، خصها العلماء بالاهتمام لكثرة تكرارها في القرآن الكريم وتنوع حكمها، وحركتُها هي:
- الضم
إن سبقت بفتحة أو ألف، أو بضمة أو واو، أو حرف صحيح ساكن، ومثاله قوله -تعالى-: (فَلَمّا كَشَفنا عَنهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَم يَدعُنا إِلى ضُرٍّ مَسَّهُ).
- الكسر
إن سبقت بكسرة أو ياء ساكنة، ومثاله قوله -تعالى: (إِلَيهِ مَرجِعُكُم جَميعًا).
حالات هاء الكناية
لهاء الكناية أربع حالات، هي:
- أن تقع بين ساكنين، ومثاله قوله -تعالى-: (وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ)، وحكمها القصر.
- أن تقع بين ساكن ومتحرك، ومثاله قوله -تعالى-: (ذلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُم فَاعبُدوهُ أَفَلا تَذَكَّرونَ)، وحكمها القصر.
- أن تقع بين متحرك وساكن، ومثاله قوله -تعالى-: (وَإِذ قالَ موسى لِقَومِهِ اذكُروا نِعمَةَ اللَّـهِ عَلَيكُم)، وحكمها القصر.
- أن تقع بين متحركين، ومثاله قوله -تعالى-: (إِنَّهُ يَبدَأُ الخَلقَ ثُمَّ يُعيدُهُ لِيَجزِيَ الَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ بِالقِسطِ)، وحكمها الصلة.
مد الصلة الصغرى
وهي الحالة الرابعة من حالات هاء الكناية، وهي أن تقع هاء الكناية المتحركة بين متحركين، على ألّا يكون الحرف التالي همزة، على النحو التالي:
- إن كانت مضمومةً توصل بواو لفظية، ومثاله قوله -تعالى-: (قُل لَو شاءَ اللَّـهُ ما تَلَوتُهُ عَلَيكُم).
- إن كانت مكسورةً توصل بياء لفظية، ومثاله قوله -تعالى-: (قُل بِفَضلِ اللَّـهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذلِكَ فَليَفرَحوا هُوَ خَيرٌ مِمّا يَجمَعونَ).
ومقدار المد حركتان، وهو من صور المد الطبيعي الثابت وقفاً دون الوصل، فإن تم الوقوف عليها تقف بهاء ساكنة.
مد الصلة الكبرى
وهو أن يأتي بعد هاء الكناية المتحركة بين متحركتين همزة، فتوصل الهاء بواو لفظية إن كانت مضمومة، وتوصل بياء مكسورة إن كانت مكسورة، ومثاله قوله -تعالى-: (وَإِذا مَسَّ الإِنسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنبِهِ أَو قاعِدًا أَو قائِمًا)، ومقدار المد أربع حركات أو خمس حركات، وهو من صور المد المنفصل .
علامة ضبط الصلة الصغرى والكبرى
وذلك على النحو:
- الصلة الصغرى: إن كانت مضمومةً تُضبط بواو صغيرة بجانبها، وإن كانت مكسورةً تُضبط بياء صغيرة بجانبها.
- مد الصلة الكبرى: توضع إشارة المد فوق الواو الصغيرة أو الياء إشارةً إلى زيادة المد.
ما يلحق بمد الصلة
يلحق بمد الصلة الهاء في اسم الإشارة للمفردة المؤنثة (هذه)، وذلك إذا وقعت بين متحركين، فتوصل بياء لفظية حال الوصل لأنها مكسورة، ويحكم على مدها:
- مد صلة كبرى: إذا جاء بعدها همزة، ومثاله قوله -تعالى-: (قالَ ما أَظُنُّ أَن تَبيدَ هـذِهِ أَبَدًا).
- مد صلة صغرى: إذا جاء بعدها باقي حروف الهجاء، ومثاله قوله -تعالى-: (وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَـٰذِهِ مِنْ عِندِ اللَّـهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَـذِهِ مِنْ عِندِكَ).
- أما إذا جاء بعدها ساكن فحكمها القصر، ومثاله قوله -تعالى-: (وَلَا تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ).