شرح كلمة التوحيد
كلمة التوحيد
كلمة التوحيد هي (لا إله إلا الله)، ومعناها الأساسيّ أنّه لا مستحق للعبادة بحق إلا الله تعالى، فتنفي الإلوهية الحقّة عمّا سوى الله تعالى، وتعني أيضاً إفراده تعالى بالحبّ، فلا يحبّ العبد إلّاه، وبالتعظيم، والخشية، والخوف، فلا يخاف غيره، والرجاء بما عنده، فهو المستحقّ للرجاء، وإفراد الله تعالى بالتوكل، والرهبة منه، والتوبة إليه، وتوجية الطاعة له، والسجود له، والاستعانة به، والحلف باسمه فقط، والذّبح له، وباسمه فقط، واللّجوء إليه، فلا خالقَ إلا الله، كما أنّه لا رازق إلّا هو، وهذه الكلمة هي الأصل الذي من أجله أرسل الله رسله ، وأنزل كتبه، ونصب الموازين، وانقسم النّاس إلى مؤمنين وكفار، فقامت الجنّة والنار، ويوم أن خلق الله الناس أخذ بها ميثاقهم، قال تعالى: (إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وأشهدهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ ألَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُوا يَوْمَ القِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ).
شروط كلمة التوحيد
إنّ أوّل شرط لهذه الكلمة هو العلم، فيعلم العبد معنى هذه الكلمة بقلبه، بعد أن نطقها لسانه، بالنفي والإثبات، ثمّ اليقين بها، فيكون علماً كاملاً منافياً لأي شكّ، أو ريب، ثمّ الإخلاص الذي ينفي عن الله الشريك، ثمّ الصّدق الذي هو ضدُّ الكذب، والذي يمنع عنه صفة النّفاق، ثمّ العمل بمقتضياتها، وحقوقها، بأداء الواجبات إخلاصاً له سبحانه، وقبولها حين يدُعى إليها، وعدم ردّها تكبّراً، أو تعصّباً.
أسماء كلمة التوحيد
لكلمة التّوحيد أسماء عديدة وردت في النّص القرآني ، وهي العروة الوثقى، والكلمة الطيبة، وكلمة التقوى، وكلمة الله العليا، ودعوة الحقّ، والكلم الطيب، والقول الثابت، والطيب من القول.
أقسام التوحيد
يُقسم التوحيد لأقسام ثلاثة: وهي توحيد الربوبيّة، وتوحيد الألوهيّة، وأيضاً توحيد الأسماء والصفات، فتوحيد الربوبية يقتضي إيمان العبد بأنّ الله هو الخالقُ، الرازق، المدبّر، وأيضاً أنّه المستحق للعبادة، والدعاء، والاستغاثة، ونحوها، ممّا لا يجوز إشراك غيره فيه، وذلك مقتضى توحيد الألوهية، والإيمان بأن الله تعالى متصّف بالأسماء، والصفات العليا، لا شبيهَ، ولا مثلَ له، ولا نظير.