شرح قصيدة تأبط شرا يا عيد مالك
شرح قصيدة تأبط شرًا يا عيد مالك
تعد قصيدة يا عيد مالك من القصائد العامة على البحر البسيط ، ويبلغ عدد أبياتها 31 بيتًا، كما نظمت على لسان الشاعر تأبط شرا، ويتضح شرح القصيدة فيما يأتي:
يا عيدُ ما لَكَ مِن شَوقٍ وَإيراقِ
:::وَمَرِّ طَيفٍ عَلى الأَهوالِ طَرّاقِ
يَسري عَلى الأَينِ وَالحَيّاتِ مُحتَفِياً
:::نَفسي فِداؤُكَ مِن سارٍ عَلى ساقِ
يصف الشاعر في البيتين السابقين مرور الطيف ليلًا، وهو يخاطب من اعتاده عظيم الشوق والأرق.
طَيفِ اِبنَةِ الحُرِّ إِذ كُنّا نُواصِلُها
:::ثُمَّ اِجتُنِنتَ بُها بَعدَ التِفِرّاقِ
تَاللَهِ آمَنُ أُنثى بَعدَما حَلَفَت
:::أَسماءُ بِاللَهِ مِن عَهدٍ وَميثاقِ
يوضح الشاعر في هذه الأبيات ما يقصده بالطيف، وهي محبوبته التي زاد ولعه بها بعد الفراق، كما أنه يقسم بعدم الوثوق بأنثى بعدما حلفت ب أسماء الله من عهد واتفاق.
مَمزوجَةُ الوُدِّ بَينا واصَلَت صَرَمَت
:::الأَوَّلُ اللَذ مَضى وَالآخَرُ الباقِ
فَالأَوَّلُ اللَذ مَضى قالي مَوَدَّتُها
:::وَاللَذُّ مِنها هُذاءٌ غَيرُ إِحقاقِ
تُعطيكَ وَعدَ أَمانيٍّ تُغِرُّ بِهِ
:::كَالقَطرِ مَرَّ عَلى ضَجنانَ بَرّاقِ
يبين الشاعر في هذه الأبيات أن محبوبته قدمت له وعدًا، حيث تبقى على العهد الذي مضى وآت، كما بين أنها كانت تهذي بكلام غير صادق، وأنها منحته وعدًا من الأماني جعلته يغتر بها مثل قطر مر على جبل ضجنان خدعة.
إِنّي إِذا خُلَّةٌ ضَنَّت بِنائِلِها
:::وَأَمسَكَت بِضَعيفِ الوَصلِ أَحذاقِ
نَجَوتُ مِنها نَجائي مِن بَجيلَةَ إِذ
:::أَلقَيتُ لَيلَةَ خَبتِ الرَهطِ أَرواقِ
لَيلَةَ صاحوا وَأَغرَوا بي سِراعَهُمُ
:::بِالعَيكَتَينِ لَدى مَعدى اِبنِ بَرّاقِ
كَأَنَّما حَثحَثوا حُصّاً قَوادِمُهُ
:::أَو أُمَّ خِشفٍ بِذي شَثٍّ وَطُبّاقِ
لا شَيءَ أَسرَعُ مِنّي لَيسَ ذا عُذَرٍ
:::وَذا جَناحٍ بِجَنبِ الرَيدِ خَفّاقِ
حَتّى نَجَوتُ وَلَمّا يَنزِعوا سَلَبي
:::بِوالِهٍ مِن قَبيضِ الشَدِّ غَيداقِ
وَلا أَقولُ إِذا ما خُلَّةٌ صَرَمَت
:::يا وَيحَ نَفسِيَ مِن شَوقٍ وَإِشفاقِ
يقول الشاعر أنه يهرب من الصداقة الضعيفة والمتقطعة التي ألحقت المرض بنائلها مثل هروبه من بجيلة عندما نصبوا له كمين على الماء، ثم اقتادوه حتى استطاع الهروب سيرًا على الأقدام بمساعدة عمرو ابن براق و الشنفري ، وهو مسرعًا كالواله، حيث جرد من نفسه شخصًا كاد أن يذهب عقله من سرعته.
لَكِنَّما عِوَلي إِن كُنتُ ذا عِوَلٍ
:::عَلى بَصيرٍ بِكَسبِ الحَمدِ سَبّاقِ
سَبّاقِ غاياتٍ مَجدٍ في عَشيرَتِهِ
:::مُرَجِّعِ الصَوتِ هَدّاً بَينَ أَرفاقِ
عاري الظَنابيبِ مُمتَدٍّ نَواشِرُهُ
:::مِدلاجِ أَدهَمَ واهي الماءِ غَسّاقِ
حَمّالِ أَلوِيَةٍ شَهّادِ أَندِيَةٍ
:::قَوّالِ مُحكَمَةٍ جَوّابِ آفاقِ
فَذاكَ هَمّي وَغَزوي أَستَغيثُ بِهِ
:::إِذا اِستَغَثتُ بِضافي الرَأسِ نَغّاقِ
كَالحِقفِ حَدَّءُهُ النامونَ قُلتُ لَهُ
:::ذو ثَلَّتَينِ وَذو بَهمٍ وَأَرباقِ
وَقُلَّةٍ كَسِنانِ الرِمحِ بارِزَةٍ
:::ضَحيانَةٍ في شُهورِ الصَيفِ مِحراقِ
يبكي الشاعر في هذه الأبيات رجلًا صديقًا يعول عليه دائمًا، ويستغيث به، فهو رئيسهم، وينفذون أوامره عندما تصدر منه.
بادَرتُ قُنَّتَها صَحبي وَما كَسِلوا
:::حَتّى نَمَيتُ إِلَيها بَعدَ إِشراقِ
لا شَيأَفي ريدِها إِلّا نَعامَتُها
:::مِنها هَزيمٌ وَمِنها قائِمٌ باقِ
بِشَرثَةٍ خَلَقٍ يوقى البَنانُ بِها
:::شَدَدتُ فيها سَريحاً بَعدَ إِطراقِ
يامَن لِعَظّالَةٍ خَذّالَةٍ أَشِبٍ
:::حَرَّقَ بِاللَومِ جِلدي أَيَّ تِحراقِ
يَقولُ أَهلَكتَ مالاً لَو قَنِعتَ بِهِ
:::مِن ثَوبِ صِدقٍ وَمِن بَزٍّ وَأَعلاقِ
عاذِلَتي إِنَّ بَعضَ اللَومِ مَعنَفَةٌ
:::وَهَل مَتاعٌ وَإٍ أَبقَيتُهُ باقِ
إِنّي زَعيمٌ لَئِن لَم تَترُكي عِذَلي
:::أَن يَسأَلَ الحَيَّ عَنّي أَهلَ آفاقِ
أَن يَسأَلَ القَومُ عَنّي أَهلَ مَعرِفَةٍ
:::فَلا يُخَبِّرُهُم عَن ثابِتٍ لاقِ
سَدِّد خِلالَكَ مِن مالٍ تُجَمِّعُهُ
:::حَتّى تُلاقي الَّذي كُلُّ اِمرِئٍ لاقي
لَتَقرَعَنَّ عَلَيَّ السِنَّ مِن نَدَمٍ
:::إِذا تَذَكَّرتَ يَوماً بَعضَ أَخلاقِ
يفخر الشاعر بهذه الأبيات بتحمله المخاطر، كما أشاد بكرمه، وندد بمن يلومه على إنفاق ماله.
معاني كلمات القصيدة
توضيح معان كلمات القصيدة فيما يأتي:
- إيراق: من الأرق، وهو صعوبة الدخول في النوم.
- الأهوال: المخاوف.
- طراق: الذي يطرق ليلًا.
- الأين: نوع من الأفاعي.
- ميثاق: عهد.
- صرمت: قطعت.
- هذاء: الهذر بكلام غير مفهوم.
- ضجنان: جبل قرب مكة .
- الرهط: جماعة من 3 إلى 10 أفراد.
- العيكيتين: مكان.
الصور الفنية في القصيدة
من الصور الفنية الورادة في القصيدة ما يأتي:
- وَمَرِّ طَيفٍ عَلى الأَهوالِ طَرّاقِ
شبه الشاعر الطيف بالشخص الذي يطرق خلال الليل.
- تعطيكَ وَعدَ أَمانيٍّ تُغِرُّ بِهِ
:::كَالقَطرِ مَرَّ عَلى ضَجنانَ بَرّاقِ
شبه الشاعر الوعد الكاذب بالقطار الذي يمر خدعة على جبل ضجنان.
- عاري الظَنابيبِ مُمتَدٍّ نَواشِرُهُ
:::مِدلاجِ أَدهَمَ واهي الماءِ غَسّاقِ
شبه الشاعر صديقه كثير السفر بالليل شديد الظلمة وغزير الماء.