شرح قصيدة المساء لإيليا أبو ماضي
شرح أبيات قصيدة المساء لإيليا أبو ماضي
يُعَدّ الشاعر إيليا أبو ماضي من أهم شعراء العصر الحديث، وقد ولد في لبنان عام 1889م على الأرجح، وهو من شعراء المهجر الشمالي وواحدٌ من مؤسّسي الرابطة القلمية، كتب قصيدة المساء ليرمز بها إلى كل قاعدٍ عن بلوغ الأمل الذي يرجوهُ في الحياة، وإلى كل إنسانٍ ينقصه التفاؤلُ كي يبني مستقبلًا جميلًا مُشرقًا ويتطلّعَ إلى الغد الأفضل، وفيما يأتي القصيدة وشرحها:
- السُحُبُ تَركُضُ في الفَضاءِ رَكضَ الخائِفين
- وَالشَمسُ تَبدو خَلفَها صَفراءَ عاصِبَةَ الجَبين
- وَالبَحرُ ساجٍ صامِتٌ فيهِ خُشوعُ الزاهِدين
- لَكِنَّما عَيناكِ باهِتَتانِ في الأُفقِ البَعيد
- سَلمى بِماذا تُفَكِّرين
- سَلمى بِماذا تحلُمين
يقول الشاعر: ما أجمل العودة لتأمل الطبيعة وجمالها، إذ إنّها هي التي تمنح الأمل والتفاؤل للنفوس وتجعلها، فانظرْ إلى السحب وهي تمشي في السماء كما يركضُ المُترقِّبُ خوفًا من أمرٍ يخشاه، والشمسُ تبدو خلف الغيوم وكأنها عابسةٌ مُنزعجةٌ، قد اصفرَّت لشدةِ غضبها، أما البحر فقد صمتَ صمتًا عجيبًا، وفيه من الهدوء العجيب ما فيه ليكون زاهدًا بكل ما في الدنيا، ولكنّ عينيكِ يا سلمى يحكيانِ الكثير، فهما ناعستان مُنشغلتان بالنظر إلى الأفقِ الممتد، فبمَ تفكرين وتحلمين؟
- أَرَأَيتِ أَحلامَ الطُفولَةِ تَختَفي خَلفَ التُخوم
- أَم أَبصَرَت عَيناكِ أَشباحَ الكُهولَةِ في الغُيوم
- أَم خِفتِ أَن يَأتي الدُجى الجاني وَلا تَأتي النُجوم
- أَنا لا أَرى ما تَلمَحينَ مِنَ المَشاهِدِ إِنَّما
- أَظلالُها في ناظِرَيكِ
- تَنِمُّ يا سَلمى عَلَيكِ
هل شاهدتِ يا سلمى جمالَ الطفولةِ وأحلامها يذهب أدراج الرياح مع الزمان السائرِ إلى الأمام؟ أما شاهدتِ الشيخوخة تدقُّ الأبواب يومًا بعد يومٍ تريدُ أن تصلَ إليكِ؟ أم كنتِ تخشَينَ في تأملكِ للطبيعةِ أن تأتي الأيام العصيبةُ والمِحَنُ الشديدة وتبعدُ الآمالُ والأحلامُ المجيدةُ بعيدًا إلى أن تتلاشى؟ إنني لا أرى ما ترين! ولربما كانت الحياةُ أجمل من ذلك فلا تقلقي، إن كانت تلك المشاهد ساكنة في مخيّلتك فإنما قلبكِ يحتاجُ إلى النظرِ المتجدد للحياةِ ومعانيها.
- إِنّي أَراكِ كَسائِحٍ في القَفرِ ضَلَّ عَنِ الطَريق
- يَرجو صَديقًا في الفَلاةِ وَأَينَ في القَفرِ صَديق
- يَهوى البُروقَ وَضَوءَها وَيَخافُ تَخدَعُهُ البُروق
- بَل أَنتِ أَعظَمُ حيرَةً مِن فارِسٍ تَحتَ القَتام
- لا يَستَطيعُ الاِنتِصار
- وَلا يَطيقُ الاِنكِسار
إنّكِ يا سلمى مثل غريبٍ عن البلادِ جاء لزيارتها، ولكنّه في متاهات الصحراء فقد الدليلَ فضاعَ عن هُداه، وأصبح رجاؤهُ أن يلقى صديقًا يدلُّه على الطريق الصحيح، ولكن من أين له أن يحصل على هذا الصديق في خضمّ الصحاري الفارغة؟ إنّ هذا الزائر يعشقُ الأحلام العظيمة وكل ما يؤدي إليها ولكن يخشى أن تخدعه تلك الأحلام فيتضحُ أنها مزيّفةٌ وخادعة، بل إنّكِ يا سلمى أكثرُ حيرةً من ذلك، إنكِ مثل الفارسِ في خضمّ المعركة، قد ثارت الحربُ بين جنبيه فلا يتمكنُ من الانتصار، ولا يقبل الهزيمة.
- هَذي الهَواجِسُ لَم تَكُن مَرسومَةً في مُقلَتَيكِ
- فَلَقَد رَأَيتُكِ في الضُحى وَرَأَيتُهُ في وَجنَتَيكِ
- لَكِن وَجَدتُكِ في المَساءِ وَضَعتِ رَأسَكِ في يَدَيكِ
- وَجَلَستِ في عَينَيكِ أَلغازٌ وَفي النَفسِ اِكتِئاب
- مِثلُ اِكتِئابِ العاشِقين
- سَلمى بِماذا تُفَكِّرين
إنّ هذه الأفكار السوداوية التي تفكرين بها لم تكن موجودةً في ذهنكِ بالأصل، فعندما شاهدتكِ والنهار مشرقٌ كانت نظرتكِ للحياة كلها تفاؤلٌ وأمل وإشراق، حتى إنّني شاهدتُ ضوء النهار منكسًرا على خدّيكِ الورديّين، ولكنّكِ حين حلّ المساء وأظلمتْ الأيام بدأتِ تفكّرين بالحُزنِ والأسى، فأسندتِ رأسكِ على يديكِ وجلستِ ترقبينَ صعوبة الحياة وأيامها المُرّة، وأصبحتِ تستشعرينَ صعوبتها وحرقتها كما يشعرُ بذلك عاشقٌ محرومٌ من اللقاء، فيا سلمى لم كلُّ هذا الحزنِ والترقُّب؟ وبم كل هذا التفكُّرِ والشّرود؟
- بِالأَرضِ كَيفَ هَوَت عُروشُ النورِ عَن هَضَباتِها
- أَم بِالمُروجِ الخُضرِ سادَ الصَمتُ في جَنَباتِها
- أَم بِالعَصافيرِ الَّتي تَعدو إِلى وَكَناتِها
- أَم بِالمَسا؟ إِنَّ المَسا يَخفي المَدائِنَ كَالقُرى
- وَالكوخُ كَالقَصرِ المَكين
- وَالشَوكُ مِثلُ الياسَمين
هل تفكرينَ يا سلمى بالمدن التي بنتْ أمجادًا ثم بِيدتْ وانطفأت شُهرتُها؟ أم بالبساتينِ الخضراءِ التي أصبحتْ قِفارًا ليس فيها شجر ولا ثمر؟ أم بعودةِ العصافيرِ مساءً إلى أعشاشها خائبة الرّجاء؟ أم تفكّرين بالأزمنة المرّة والعصيبة؟ أم بالمساء الذي يأتي على الدنيا جميعها فيغطّي حلوها ومرّها وجميلها وقبيحها؟ حينما يحل المساء لن يكون هناك فرقٌ بين مدينةٍ أو قرية صغيرةٍ، ولا فرقَ بين كوخٍ صغيرٍ وقصرٍ مَشيد، ولا فرق أيضًا بين ياسمينةٍ بيضاء وبين شوكةٍ مُزعجة.
- لا فَرقَ عِندَ اللَيلِ بَينَ النَهرِ وَالمُستَنقَعِ
- يَخفي اِبتِساماتِ الطَروبِ كَأَدمُعِ المُتَوَجِّعِ
- إِنَّ الجَمالَ يَغيبُ مِثلُ القُبحِ تَحتَ البُرقُعِ
- لَكِن لِماذا تَجزَعينَ عَلى النَهارِ وَلِلدُجى
- أَحلامُهُ وَرَغائِبُه
- وَسَمائُهُ وَكَواكِبُه
عندما يحل الليل لن يبقَ هناكَ فرقٌ بين النهر الصافي والمستنقع المملوءِ بالشوائب، فما أعظمَ ما يفعلهُ الليل! إنه يخفي ابتسامة الإنسان المسرور الذي يغني طربًا وسعادةً، كما يخفي أدمعَ الإنسان الذي يعاني تباريح الألم، فترَي أن الجمال والقبح مَخفيّان عند حلوله كما تُخفي الفتاةُ وجهها خلف البرقعِ الساتر. لكن لما تجرعينَ يا سلمى من هذا الليل؟ ألا يوجد نهارٌ يعقبُه يُحقّق لنا الأحلام والأمنيات؟ ألا يوجد للصباحِ إشراقةٌ جميلةٌ تجعلك تحققين الرغائب التي تطمحينَ لها؟ أليس له ضوءٌ يمنحكِ الأمل ويجعلكِ تتأملين السماء بشكلٍ مُفعمٍ بالحبّ؟
- إِن كانَ قَد سَتَرَ البلادَ سُهولَها وَوُعورَها
- لَم يَسلُبِ الزَهرَ الأَريجُ وَلا المِياهُ خَريرُها
- كَلّا وَلا مَنَعَ النَسائِمَ في الفَضاءِ مَسيرُها
- ما زالَ في الوَرَقِ الحَفيفُ وَفي الصَبا أَنفاسُها
- وَالعَندَليبُ صُداحوهُ
- لا ظُفرُهُ وَجَناحُهُ
تأمّلي هذا الليل يا سلمى وانظري، فمع أنّه غطّى جميع ما يأتي عليه من جميلٍ أو قبيح لم يستطع أن يُغيِّر جوهرها قيد أنملة، فليست لديه القدرة على أن يسرق العطر من الزهرة الفوّاهة بالأريج، ولا أن يسلبَ صوت انسكاب الماء من النهر الجاري برقّة، ولا أن يسدّ الطريق على النسيم العليل فيمنعه من مسيره أو يغيّر له طريقه، فما زالَ الورقُ يصدرُ صوت الحفيف حين يزوره النسيم العليل، وما زالت رياح الصبا تسري بين الناس تمنحهم الشعورَ الجميل، وما زال للعندليب غناؤه وأناشيده.
- فَاِصغَي إِلى صَوتِ الجَداوِلِ جارِياتٍ في السُفوح
- وَاِستَنشِقي الأَزهارَ في الجَنّاتِ ما دامَت تَفوح
- وَتَمَتَّعي بِالشُهبِ في الأَفلاكِ ما دامَت تَلوح
- مِن قَبلُ أَن يَأتي زَمانٌ كَالضَبابِ أَوِ الدُخان
- لا تُبصِرينَ بِهِ الغَدير
- وَلا يَلَذُّ لَكِ الحَرير
كلُّ ما عليكِ هو أن تنظري بحبٍّ إلى الحياةِ، وأن تستمعي إلى صوتِ الجدول العذب حين يمرُّ فوق سفح الجبل، وأن تتنشَّقي عبير الوردِ طالما دامت الأزهار والورودِ على هذه الأرض، وأن تستمتعي بتأملِ الشّهب اللامعة في السماء طالما أنها تلوحُ للناظرين، ولا تفكري بالزمن الآتي، فإذا جاء زمنٌ عصيبٌ ستصبحُ الحياةُ في عينيكِ لا تمثِّلُ سوى لونٍ رماديٍّ لا حياةَ فيه، وحينها لن تتمكني من الاستمتاعِ بأي شيء.
- لِتَكُن حَياتُكِ كُلُّها أَمَلاً جَميلاً طَيِّبا
- ولتملأ الأَحلامُ نَفسَكِ في الكُهولَةِ وَالصِّبى
- مِثلُ الكَواكِبِ في السَماءِ وَكَالأَزاهِرِ في الرُبى
- لِيَكُن بِأَمرِ الحُبِّ قَلبُكِ عالَمًا في ذاتِهِ
- أَزهارُهُ لا تَذبُلُ
- وَنُجومُهُ لا تَأفُلُ
يجبُ أن تكونَ الحياةُ في عينيكِ أملًا مستمرًّا لا يموت، ولتكن الأحلام السعيدةُ والآمالُ الواعدةُ صديقةً لكِ في حال الصبا أو الشيخوخة، فلا شيء يُعيقُ المرء عن تحقيق ما يُريد، فإذا نظرتِ إلى الكواكب التي تمنحُنا الضوء، وإلى الأزهار التي تمنحنا العطر أدركتِ أنَّ كل ما في الكونِ يمنحُ بلا خوف، وعلمتِ أن الحبّ هو الذي يجعل من القلب عالَمًا بأسره، حتى يكون عطاؤه أبديًّا، فللحبّ زهرٌ لا يقبلُ الذبول، ونجومٌ لا تقبلُ الأفول.
- ماتَ النَهارُ اِبنُ الصَبحِ فَلا تَقولي كيفَ مات
- إِنَ التَأَمُّلَ في الحَياةِ يَزيدُ أَوجاعَ الحَياة
- فَدَعي الكَآبَةَ وَالأَسى وَاِستَرجِعي مَرَحَ الفَتاة
- قَد كانَ وَجهُكِ في الضُحى مِثلَ الضُحى مُتَهَلِّلا
- فيهِ البَشاشَةُ وَالبَهاءُ
- لِيَكُن كَذَلِكَ في المَساء
إذا غابت شمسُ النهارِ يومًا فلا تقلقي بشأن غروبها، ولا تفكّري بعتمة ذلك الغروب أو أسبابه، فإن التفكير بالماضي الذي لن يعود يورث البؤس والقعود، كما أن التفكير بصعوبات الحياة يزيدُ الحياة صعوبةً وقتامةً، فاتركي المآسي والهمومَ وارميها على قارعة الطريق، واسترجعي شغفكِ بالحياةِ وجمالها وألوانها الخلابة المتنوعة كما تمرحُ في الصباحات الجميلة الصّبايا المرِحاتُ المُفعماتُ بالحبّ والعطاء، إنّ وجهكِ في الصباح ضَحوكٌ مُستبشرٌ مثل جمال الصباح، فليكُن كذلك أيضًا بعد حلول المساء، وإن تغيّرت ظروفُ الأيام وتقلّباتها.
الأفكار الرئيسة في قصيدة المساء لإيليا أبو ماضي
في القصيدة عدد من الأفكار الرئيسة توزّعت حسب المقاطع، وأهمها:
- دعوة الإنسان إلى إهمال مآسي الحياة وأوجاعها.
- الحثّ على تأمُّل الطبيعة واتّخاذ جمالها أسوةً للإنسان.
- التأكيد على أن الحزن والهم لا يُغيّر من الواقع شيئًا.
- دعوة الإنسان إلى النظر بعين التفاؤل والانسجام مع صعوبات الحياة حتى يتمكن من تخطيها.
معاني المفردات في قصيدة المساء لإيليا أبو ماضي
في القصيدة عدد من المفردات التي يُمكن شرحها وتفصيلها على الشكل التالي:
الكلمة | المعنى | الكلمة | المعنى | الكلمة | المعنى |
عاصبة | تشدُّ حاجبيها إلى بعضهما | القفرِ | مكانٌ لا ماء ولا كلأ فيه ولا مؤنس | المكين | مواضع الطير |
ساجٍ | ساكن | الفلاةِ | الفارغ من الأرض | الطَّروب | فرِحِ |
التخوم | الحدود الفاصلة بين الأراضي | القِتام | السواد | البُرقُع | لباس تستر به المرأة وجهها |
الدُّجى | سواد الليل وظلمته | الهواجس | ما يقع في خَلدِ المرء | تجزعين | القلق وعدم الصبر |
تنِمُّ | تكشف عنه وتدل عليه | وَكناتها | عش الطائر | وُعورَها | قُبحها وصعوبتها |
الحفيف | صوت احتكاك أوراق الشجر | الصَّبا | الفتوَّة | خريرها | صوت الماءُ المُنساب فوق المنحدرات |
الغدير | النهر الصغير | تأفُلُ | غابَ | مُتهلِّلًا | قد تلألأ فرحًا |
الصور الفنية في قصيدة المساء لإيليا أبو ماضي
في قصيدة المساء وجوه بلاغية متعددة ومتنوعة، عبر من خلالها الشاعر عن البعد الإنساني في القصيدة، ومنها:
الاستعارة
غلبت الاستعارة المكنية على قصيدة الشاعر فكان منها قولُه:
- "السُّحبُ تركضُ".
- "الشمس عاصبةُ الجبين".
- "البحر صامتٌ".
- "أحلام الطفولة تختفي خلف التخوم".
- "يخافُ تخدعه البروق".
- "الهواجس لم تكن مرسومةً في مقلتيكِ".
- " المروج الخضر ساد الصمت في جنباتها ".
- "للدجى أحلامه ورغائبه".
- "لم يسلب الزهر الأريج".
- "لا منع النسائم في الفضاء مسيرها".
كلها عبارات شبّه فيها الشاعر الأشياء غير المحسوسة بالإنسان الذي يستطيع فعل تلك الأشياء، كالركض والصمت والخديعة والرسم والسلب والمنع والتنفس، وذلك على سبيل الاستعارة المكنية.
التشبيه
أمّا التشبيه في القصيدة فقد كان ضئيلًا لما أراد الشعر من تكثيف روح الاستعارة والكناية في النص ككل، فكان من تشبيهاته قوله:
- "أراكِ كسائحٍ في القفرِ ضلَّ عن الطريق".
- "مثل اكتئابِ العاشقين".
- "من قبل أن يأتي زمان كالضباب أو كالدّخان".
- "مثل الكواكب في السماء وكالأزاهر في الربى".
- "ليكن بأمر الحب قلبكِ عالَما في ذاته".
- "قد كان وجهكِ في الضحى مثل الضحى".
وفي هذه الأمثلة حاول التقريب بين شيئين أحدهما أشد من الآخر، وذلك لإيضاح المعنى المراد.
الكناية
كانت الكناية أنسب الوجوه البلاغية للقصيدة، ومنها قوله:
- "فلقد رأيتكِ في الضحى".
- "رأيتُهُ في وجنتيكِ".
- "في عينيكِ ألغازٌ".
- "في النفس اكتئاب".
- "هوَت عروش النور عن هضباتها".
- "العصافير التي تعدو إلى وكناتها".
- "إنّ المسا يُخفي المدائنَ كالقرى".
- "لا فرق عند الليل بينه النهر والمستنقع".
- "يخفي ابتسامات الطروب كأدمع المتوجع".
- "إن الجمال يغيبُ مثل القبح تحت البرقع".
في تلك الجمل كلها لم يقصد الشاعر المعنى المباشر للتعابير وإنما المعنى المجازي لها.
الخلاصة
تُبيّن هذه القصيدة بين طيّاتها أهميةَ التفاؤل داخل النفس البشرية، وما يجب أن تتأسّى به من الطبيعة الخلابة التي تُعطي بلا مقابل، فسلمى هي رمزٌ استخدمه الشاعر ليُوصل رسالته للعالَم أجمع، وهي أنّ الحياة تحتاجُ الكثير من تخطّي المخاوف، كما تحتاج الرّضا والحبّ والأمل، والسعي لتحقيق الأمنيات.