شرح قصيدة الامام الشافعي (دع الأيام)
شرح قصيدة الإمام الشافعي (دع الأيام)
هي قصيدة حكمة تتألف من 13 بيتًا، نُظمت على بحر الوافر، وتعود إلى الإمام الشافعي محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع،وشرح أبيات القصيدة فيما يأتي:
- دَعِ الأَيّامَ تَفعَلُ ما تَشاءُ
- وَطِب نَفساً إِذا حَكَمَ القَضاءُ
يُقدم الشاعر نصيحةً وهي عدم الاهتمام لما سيحدث في الأيام القادمة، والرضى بالقضاء والقدر.
- وَلا تَجزَع لِحادِثَةِ اللَيالي
- فَما لِحَوادِثِ الدُنيا بَقاءُ
يدعو الشاعر إلى عدم الخوف من الأحداث الأليمة التي قد تلم بالإنسان، فإنّ المصائب غير مستمرة.
- وَكُن رَجُلاً عَلى الأَهوالِ جَلداً
- وَشيمَتُكَ السَماحَةُ وَالوَفاءُ
يدعو الشاعر إلى الصبر على المصائب، والتحلي بالأخلاق الحميدة، مثل: التسامح والوفاء.
- وَإِن كَثُرَت عُيوبُكَ في البَرايا
- وَسَرَّكَ أَن يَكونَ لَها غِطاءُ
يُبين الشاعر أنّه مهما كثرت عيوبه يجب أن يستر عليها.
- تَسَتَّر بِالسَخاءِ فَكُلُّ عَيبٍ
- يُغَطّيهِ كَما قيلَ السَخاءُ
يُبين الشاعر كيفية ستر العيوب عبر التحلي بالكرم.
- وَلا تُرِ لِلأَعادي قَطُّ ذُلّاً
- فَإِنَّ شَماتَةَ الأَعدا بَلاءُ
يدعو الشاعر إلى عدم إظهار الذل للأعداء، فإنّ شماتة الأعداء تُعد من أنواع الابتلاء.
- وَلا تَرجُ السَماحَةَ مِن بَخيلٍ
- فَما في النارِ لِلظَمآنِ ماءُ
يدعو الشاعر إلى فقدان الأمل من البخيل، وعدم طلب المساعدة منه، حيث إنّ لا فائدة منه.
- وَرِزقُكَ لَيسَ يُنقِصُهُ التَأَنّي
- وَلَيسَ يَزيدُ في الرِزقِ العَناءُ
يُبين الشاعر أنّ الرزق مكتوب ومقدر، ولا يتسبب بنقصانه أو زيادته التمهل أو الشقاء.
- وَلا حُزنٌ يَدومُ وَلا سُرورٌ
- وَلا بُؤسٌ عَلَيكَ وَلا رَخاءُ
يُبين الشاعر أنّ الأحوال متغيرة، فلا حزن أو سرور يدوم على الإنسان، كذلك الأمر بالنسبة للفقر والغنى.
- إِذا ما كُنتَ ذا قَلبٍ قَنوعٍ
- فَأَنتَ وَمالِكُ الدُنيا سَواءُ
يُبين الشاعر مدى أهمية القناعة بالرزق، فهي تُشعر الإنسان بامتلاك الدنيا.
- وَمَن نَزَلَت بِساحَتِهِ المَنايا
- فَلا أَرضٌ تَقيهِ وَلا سَماءُ
يتحدث الشاعر عن مصيبة الموت، فعند اقتراب الموت من الإنسان لن تحميه الأرض والسماء.
- وَأَرضُ اللَهِ واسِعَةٌ وَلَكِن
- إِذا نَزَلَ القَضا ضاقَ الفَضاءُ
يُبين الشاعر أنّ أرض الله واسعة، ولكن يضق الكون عند الشعور باقتراب الموت.
- دَعِ الأَيّامَ تَغدِرُ كُلَّ حِينٍ
- فَما يُغني عَنِ المَوتِ الدَواءُ
يدعو الشاعر إلى جعل الأيام تفعل ما تُريد، فلن يبعد الموت تناول الدواء.
الأفكار الرئيسة في قصيدة الإمام الشافعي (دع الأيام)
تضمنت أبيات القصيدة مجموعة من الأفكار الرئيسية فيما يأتي:
- الدعوة إلى تقبل أحكام القضاء والقدر.
- الدعوة إلى عدم الخوف من حوادث الزمان.
- الدعوة إلى مواجهة الصروف بجلادة، والقناعة بما قسمه الله.
- التأكيد على زوال الشدائد، والتحدث عن مصيبة الموت الحتمية للإنسان.
معاني قصيدة الإمام الشافعي (دع الأيام)
تتضح معاني كلمات القصيدة فيما يأتي:الكلمة | المعنى |
تقيه | يحميه. |
تجزع | تخاف. |
الأهوال | جمع هول، بمعنى الفزع. |
المنايا | جمع منية، بمعنى الموت. |
جلدا | صابرا. |
شيمتك | خصلتك وخُلقك. |
السخاء | الكرم. |
الظمآن | العطشان. |
الصور الفنية في قصيدة الإمام الشافعي (دع الأيام)
تضمنت القصيدة مجموعةً من الصور التشبيهية، ومنها الآتي:
- وَإِن كَثُرَت عُيوبُكَ في البَرايا
- وَسَرَّكَ أَن يَكونَ لَها غِطاءُ
شبه الشاعر السر بالغطاء الذي يستر العيوب.
- تَسَتَّر بِالسَخاءِ فَكُلُّ عَيبٍ
- يُغَطّيهِ كَما قيلَ السَخاءُ
شبه الشاعر السخاء بالغطاء الذي يستر العيوب.
- وَلا تَرجُ السَماحَةَ مِن بَخيلٍ
- فَما في النارِ لِلظَمآنِ ماءُ
شبه الشاعر طلب المساعدة من البخيل بالنار التي لا تطفي عطش الظمآن.
- وَمَن نَزَلَت بِساحَتِهِ المَنايا
- فَلا أَرضٌ تَقيهِ وَلا سَماءُ
شبه الشاعر روح الإنسان بالساحة، وشبه المنايا بالشيء الذي ينزل على الساحة، وذلك عند اقتراب الموت، كما شبه الأرض بالشيء الذي يحمي الإنسان من الموت، وهو من المستحيل حدوثه.
- وَأَرضُ اللَهِ واسِعَةٌ وَلَكِن
- إِذا نَزَلَ القَضا ضاقَ الفَضاءُ
شبه الشاعر الفضاء بالشيء الذي يضيق ويصغر عند اقتراب الموت.
- دَعِ الأَيّامَ تَغدِرُ كُلَّ حِينٍ
- فَما يُغني عَنِ المَوتِ الدَواءُ
شبه الشاعر الأيام بالإنسان الذي يتصف بالغدر.