شرح قصيدة أسألك الرحيلا
شرح قصيدة أسألك الرحيلا
يعدُّ الشاعر الكبير نزار قباني هو صاحب قصيدة أسألك الرحيلا، وهو شاعر سوري من دمشق ولد في عام 1923م، وهو ينتمي إلى أسرة القباني وهي عائلة دمشقية عريقة والده هو توفيق القباني تاجر وجيه في حيه.
كان يعمل في الحركة الوطنية التي وهب لها ماله وحياته، وعاش نزار قباني في بيت دمشقي عتيق حيثُ الزهر والماء، وفيما يأتي شرحًا مفصلًا لقصيدة أسألك الرحيلا للشاعر الكبير نزار قباني وهي من القصائد الرومانسية ومن شعر التفعيلة :
- لنفترق قليلا..
- لخير هذا الحب يا حبيبي
- وخيرنا..
- لنفترق قليلا
- لأنني أريد أن تزيد في محبتي
- أريد أن تكرهني قليلا
تدعو الحبيبة حبيبها لأن يبتعدا عن بعضهما البعض قليلًا وذلك الابتعاد من أجل مصلحة حبهما، فهي ترى في الافتراق والكراهية اليسيرة ازدياد في المحبة خاصة وأن هذا الافتراق لخير الحب وخيرهما معًا.
- بحق ما لدينا..
- من ذكرٍ غاليةٍ كانت على كلينا..
- بحق حبٍ رائعٍ..
- ما زال منقوشاً على فمينا
- ما زال محفوراً على يدينا..
- بحق ما كتبته.. إلي من رسائل..
- ووجهك المزروع مثل وردةٍ في داخلي
- وحبك الباقي على شعري على أناملي
تسأل الحبيبة حبيبها بحق الذكريات الرائعة التي جمعتهما معًا، وبحق حبهما الرائع الذي كتب عليهما، وحفر على يديهما، وبحق الرسائل التي كتبها إليها، ووجهه الذي لا يمكنها نسيانه فهو مزروعٌ في داخلها كما تزرع الوردة في الحديقة، وحبه الذي ما زال أثره ظاهرًا على شعرها وأطراف أصابعها.
- بحق ذكرياتنا
- وحزننا الجميل وابتسامنا
- وحبنا الذي غدا أكبر من كلامنا
- أكبر من شفاهنا..
- بحق أحلى قصة للحب في حياتنا
- أسألك الرحيلا
تتابع الحبيبة سؤال حبيبها واستحلافه بحق ما كان بينهما من ذكريات وحزنهما الجميل وابتسامتهما، والحب الذي غدا أكبر من الكلام وأكبر من الشفاه وبحق القصة الجميلة وهي قصة الحب التي جمعتهما معًا، بأن يرحل.
- لنفترق أحبابا..
- فالطير في كل موسمٍ..
- تفارق الهضابا..
- والشمس يا حبيبي..
- تكون أحلى عندما تحاول الغيابا
تخبر الحبيبة حبيبها أنّ افتراقهما لن يكون بكراهية ولا بغضب وإنما فراق محبة تمامًا كما تفارق الطيور الهِضاب في كل موسمٍ، وكالشمس التي تحاول الغياب في نهاية كل يوم والتي تبدو أكثر جمالًا.
- كن في حياتي الشك والعذابا
- كن مرةً أسطورةً..
- كن مرةً سرابا..
- وكن سؤالاً في فمي
- لا يعرف الجوابا
تطلب الحبيبة من حبيبها أن لا يظل على حاله وأن يكون مرةً أسطورة ومرةً سرابًا لا أثر حقيقي له، وأن يكون شكًا وعذابًا، وأن يكون شيئًا مبهمًا كالسؤال الذي ليس له إجابة.
- من أجل حبٍ رائعٍ
- يسكن منا القلب والأهدابا
- وكي أكون دائماً جميلةً
- وكي تكون أكثر اقترابا
- أسألك الذهابا..
تستمر الحبيبة في تكرار طلبها بأن يذهب حبيبها عنها من أجل حبهما الرائع، الذي سكن القلب والعيون، وأن تظل جميلةً في عيون حبيبها وأن تصبح أكثر قُربًا منه.
:لنفترق.. ونحن عاشقان..
- لنفترق برغم كل الحب والحنان
- فمن خلال الدمع يا حبيبي
- أريد أن تراني
- ومن خلال النار والدخان
- أريد أن تراني..
تطلب من حبيبها أن يفترقا بالرغم من العشق المُلتهب بينهما وبرغم كل الحب والحنان الذي يكنانه لبعضهما البعض، فهي توقن تمامًا أنه ينبغي أن يراها من خلال دموعه والنيران المشتعلة والدخان.
- لنحترق.. لنبك يا حبيبي
- فقد نسينا
- نعمة البكاء من زمان
- لنفترق..
- كي لا يصير حبنا اعتيادا
- وشوقنا رمادا..
- وتذبل الأزهار في الأواني
تخبر الحبيبة حبيبها بأنهما نسيا نعمة البكاء منذ زمنٍ طويل وأنه ينبغي عليهما أن يحترقا من خلال البُعد، حتى لا يصبح الحُب اعتيادًا والشوق رمادًا مُنطفئًا، وتموت الزهور التي تملأ الأواني.
- كن مطمئن النفس يا صغيري
- فلم يزل حبك ملء العين والضمير
- ولم أزل مأخوذةً بحبك الكبير
- ولم أزل أحلم أن تكون لي..
- يا فارسي أنت ويا أميري
- لكنني.. لكنني..
- أخاف من عاطفتي
- أخاف من شعوري
- أخاف أن نسأم من أشواقنا
أخاف من وصالنا..
أخاف من عناقنا..
لم تنس الحبيبة إخبار حبيبها بأنه ينبغي أن يكون مُطمئنّ النفس فهي لم تتوقف عن حبه الذي ظل يملأ عينيها وضميرها، كما أنها لم تزل تحبه حُبًا كبيرًا كما يُحبها هي، ولا زالت تحلم بأن يكون حبيبها والأمير الذي يخطفها ولكنها تخاف من عواطفها ومشاعرها، كما تخاف أن يمل من أشواقه وتمل هي أيضًا، وتخاف من العناق والوصال الطويل.
- فباسم حبٍ رائعٍ
- أزهر كالربيع في أعماقنا.
- أضاء مثل الشمس في أحداقنا
- وباسم أحلى قصةٍ للحب في زماننا
- أسألك الرحيلا.
- حتى يظل حبنا جميلا.
- حتى يكون عمره طويلا.
- أسألك الرحيلا.
تستحلف الحبيبة حبيبها باسم الحب الرائع الذي كُتب له أن يُزهر في أعماقهما كما الربيع، وأضاء كالشمس في عيونهما، وتستحلفه باسم أحلى قصة للحب في هذا الزمان وهي قصة حبهما، أن يرحل عنها، حتى يظل الحب بينهما جميلًا ويدوم عمره طويلًا ينبغي أن يرحل عنها.
معاني مفردات قصيدة أسألك الرحيلا
هنالك العديد من الكلمات التي قد يراها القارئ صعبة الفهم، منها ما يأتي:
المفردة | معنى المفردة |
ذكرٍ | حفظ الشيء وتذكره، الذكريات. |
منقوشًا | النقش الكتابة الرسم. |
أناملي | المفصل الأعلى من الإصبع. |
الهِضابا | الجبل المكون من صخرة واحدة. |
أسطورةً | قصة يمتزج فيها الخيال بالواقع. |
سرابا | ما لا حقيقة له. |
الأهداب | شعر جفن العين. |
نسأم | نشعر بالملل والضجر. |
وصالنا | الاتحاد والاندماج. |
الأفكار العامة لقصيدة أسألك الرحيلا
فيما يأتي موجز للأفكار العامة التي تضمنتها قصيدة أسألك ارحيلا:
- سؤال الحبيبة لحبيبها بأن يبتعد عنها قليلًا ويحاول أن يكرهها قليلًا حتى يعود حبهما أقوى من السابق.
- سؤال الحبيبة حبيبها بحق كل الذكريات والحب الذي جمعهما معًا بأن يبتعد عنها قليلًا.
- تغيُّر حال الحبيب وأن لا يظل على حاله وأن يكون أشياء غير اعتيادية كي يبتعد وتبدو في عينيه أجمل من ذي قبل.
- الافتراق بالرغم من كل المشاعر المتأججة بينهما.
- تذكير الحبيب باستمرار محبتها له وأنها ما زالت محافظة على عواطفها تجاهه وما زالت تحلم به أن يظل معها وأن يكون أميرها.
الصور التعبيرية في قصيدة أسألك الرحيلا
احتوت قصيدة نزار قباني أسألك الرحيلا على بعض الصور التعبيرية وهي كالآتي:
- "ووجهك المزروع مثل وردةٍ في داخلي"
شبه الشاعر هنا وجه الحبيب بالوردة وأنها مزروعةٌ في داخله كما تُزرع النباتات في الحديقة.
- "وحبك الباقي على شعري على أناملي"
كناية عن تغلغل حبه في كل ما يتعلق بها من شعر وأنامل.
- "أزهر كالربيع في أعماقنا"
شبه الحب بالزهور التي تُزهرُ في كل مكان.
- "أضاء مثل الشمس في أحداقنا"
شبه الحُب بالشمس التي تضيءُ ناشرةً ضوءها في كل مكان.